خفض صادرات الغاز الطبيعي في قازاخستان بنحو ملياري متر مكعب
في محاولة البلاد لتلبية الطلب المحلي
مي مجدي
أعلنت دولة قازاخستان أن التصدي للعجز وتلبية الطلب المحلي يأتيان على رأس أولوياتها في الوقت الراهن؛ لذا قررت خفض صادرات الغاز الطبيعي.
وفي هذا الإطار، طلب الرئيس القازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، اليوم الخميس 9 يونيو/حزيران، من الحكومة زيادة مبيعات الغاز الطبيعي في السوق المحلية بمقدار ملياري متر مكعب سنويًا على حساب الصادرات، لتجنب استهلاك الفحم، حسب وكالة رويترز.
وأوضح توكاييف أن المبيعات الإضافية يجب أن تأتي من حقل تنغيز النفطي العملاق بقيادة شركة شيفرون الأميركية.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤثر في الإمدادات إلى الصين، المشتري الرئيس للغاز القازاخستاني، أو روسيا، ومتى ستدخل حيز التنفيذ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات الغاز الطبيعي
شهدت صادرات الغاز الطبيعي في قازاخستان انخفاضًا منذ عام 2020، إما بسبب تراجع الطلب الصيني، وإما تزايد الاستهلاك المحلي.
وخلال العام الماضي، بلغت صادرات الغاز الطبيعي القازاخستاني إلى الصين 6 مليارات متر مكعب، وملياري متر مكعب إلى روسيا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الدولة لتطوير قطاع الكهرباء الذي يهيمن عليه الفحم، وتعتقد أن الغاز أفضل بديل على المدى القصير.
في الوقت نفسه، دقت شركة الغاز الوطنية في قازاخستان ناقوس الخطر، يوم الإثنين 6 يونيو/حزيران، زاعمةً أن البلاد ستواجه أزمة طاقة هائلة، وقد تضطر إلى وقف صادرات الغاز الطبيعي في عام 2023.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة قازق غاز، سانزهار زاركيشوف، للبرلمان القازاخستاني، أن البلاد لن تكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد.
وأضاف: "نتوقع عجزًا في الغاز الطبيعي بدءًا من عام 2024، ومن المرجح أن يتجاوز الطلب المحلي احتياطيات الغاز بمقدار 1.7 مليار متر مكعب، لذا نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة".
وتابع: "خلاف ذلك، سنضطر إلى وقف صادرات الغاز الطبيعي في عام 2023".
تزايد الطلب المحلي
قال زاركيشوف إن الأزمة ناجمة عن تزايد الطلب على الغاز من كبار العملاء، التي تشمل مشروعات تحويل محطات توليد الكهرباء من الفحم إلى الغاز، ومجمعات الغاز والكيماويات الجديدة، والعملاء التجاريين الآخرين.
كما دعا إلى زيادة احتياطي الغاز التجاري في قازاخستان خلال عامي 2022-2030، مع تحويل الاحتياطيات المتاحة إلى السوق المحلية هذا العام، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه، قال وزير الطاقة القازاخستاني، بولات أكشولاكوف، إن نمو استهلاك الغاز المحلي يرتفع بنسبة 7% سنويًا.
وتوقع أن تعاني البلاد نقص الغاز المحلي، وستضطر إلى الاعتماد على الواردات بحلول عام 2025.
وأوضح أكشولاكوف أن استهلاك الغاز في قازاخستان نما بنسبة 4.8 مليار متر مكعب بين عامي 2017 و2021.
وفي محاولة لتعزيز إنتاج الغاز وتجنب الأزمة المحلية، اقترحت وزارة الطاقة في قازاخستان مجموعة من الحلول لتقليل العبء الضريبي على مشروعات الغاز الجديدة.
كما أن الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية كانت لهما تداعيات هائلة على قازاخستان، إذ يمثّل النفط والغاز قرابة 75% من الصادرات، التي تمر أولًا عبر روسيا، في حين تمثّل عائدات النفط والغاز نحو 35% من إجمالي الناتج المحلي.
اقرأ أيضًا..
- هل يتوقف تصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا؟.. ومدريد تهدد بالتحكيم الدولي
- كيف تنجو دول النفط والغاز من مقصلة انتقال الطاقة؟ السعودية نموذجًا للصدارة
- على مبدأ البقاء للأرخص.. النفط الروسي والإيراني يزيح البرازيلي من مصافي الصين