وكالة الطاقة الدولية: تحسين كفاءة الطاقة يقلل الاعتماد على النفط والغاز الروسي
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
أكدت وكالة الطاقة الدولية الدور المحوري لكفاءة الطاقة في مواجهة الأزمات التي يشهدها العالم اليوم، فضلًا عن العمل على معالجة آثار ارتفاع أسعار الطاقة، وتعزيز أمن الطاقة، والتصدي لتغير المناخ.
وقالت وكالة الطاقة، في تحليل لها نُشر اليوم الأربعاء، إن زيادة كفاءة الطاقة من شأنها أن تسهم في تقليل اعتماد الدول على النفط والغاز الروسي، مع الاقتراب من تحقيق الحياد الكربوني.
ورغم ذلك، ترى وكالة الطاقة الدولية، خلال تحليلها الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن قادة الحكومات ورجال الأعمال يفشلون في تطبيق كفاءة الطاقة بشكل كافٍ.
مواجهة التحديات
من جهته، يرى المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن كفاءة الطاقة تبرز بوصفها حلًا مهمًا للعديد من التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم، وتجعل إمدادات الطاقة أكثر استدامة وأمانًا.
كما شدد الرئيس التنفيذي لشركة دانفوس، كيم فاوزينغ، على ضرورة إعطاء الأولوية لتدابير كفاءة الطاقة، إذا كانت الدول ترغب في تحقيق أهداف المناخ للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق البيان الصادر عن وكالة الطاقة.
ونبّهت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه ينبغي أن يأتي ثلث التخفيض المستهدف في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال العقد الجاري، عبر تحسينات في كفاءة الطاقة، مشيرةً إلى أن حلول كفاءة الطاقة متوافرة في جميع القطاعات.
تحسين كفاءة الطاقة
بحسب تحليل وكالة الطاقة الدولية، فإن زيادة المعدل العالمي بتحسين كفاء الطاقة إلى 4% سنويًا ستعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا بنحو 5 مليارات طن إضافية سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يعادل ثلث إجمالي جهود الحدّ من الانبعاثات خلال العقد الجاري.
كما سيؤدي زيادة معدل كفاءة الطاقة إلى خفض الإنفاق العالمي على الطاقة، فعلى مستوى الأسر، يمكنها توفير 650 مليار دولار سنويًا من فواتير الطاقة بنهاية العقد الجاري، مقارنة بما ستنفقه بناءً على السياسات الحالية.
ونتيجة لذلك، ستعادل كمية الغاز الطبيعي التي سيتجنّب العالم استخدامها، 4 أضعاف ما استورده الاتحاد الأوروبي من روسيا العام الماضي.
كما إن انخفاض استهلاك النفط من المرجح أن يصل إلى 30 مليون برميل من النفط يوميًا، أي 3 أضعاف متوسط إنتاج روسيا في 2021.
وتوقّع تحليل وكالة الطاقة الدولية أن يساعد ذلك أيضًا في توفير 10 ملايين وظيفة إضافية بمجالات التصنيع والبنية التحتية في إطار التعديلات والتحديث نحو كفاءة الطاقة.
كفاءة الطاقة لا غنى عنها
توصّل تحليل وكالة الطاقة إلى أن التحديات الحالية المتعلقة بأمن وأسعار الطاقة وتكلفة المعيشة وأزمة المناخ، عناصر تؤكد أن كفاءة الطاقة أصبح لا غنى عنها أكثر من أيّ وقت.
ورأى تحليل وكالة الطاقة أن كفاءة الطاقة تعدّ "الوقود الأول"، إذ إن عدم اتخاذ إجراءات سريعة بشأن ذلك يعني أن تحقيق حيادية الكربون سيكون أكثر كلفة وأكثر صعوبة.
وأكدت وكالة الطاقة أن المبنى أو السيارة أو المنشأة الصناعية القائم على كفاءة الطاقة، يستخدم طاقة أقلّ لأداء الوظيفة نفسها، مع توفير تكاليف أكبر من الاستثمارات المطلوبة لتحقيقها.
وشهد عام 2021 -بحسب وكالة الطاقة- أكبر زيادة سنوية على الإطلاق في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقطاع الطاقة عالميًا، لتصل إلى 36.3 مليار طن، وهو أكثر من الانخفاض المحقق في 2020.
وتشير الوكالة إلى أن زيادة اعتماد الاقتصاد العالمي على كفاءة الطاقة أدى إلى تجنّب انبعاثات بنحو 8 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في 2019.
ونبّهت إلى أنه دون اتخاذ إجراءات نحو زيادة كفاء الطاقة، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الطلب النهائي على الطاقة بنسبة تتخطى الـ18% بحلول عام 2030، بدلًا من 5% أو أقلّ بموجب سيناريو تحقيق الحياد الكربوني.
طرق توفير الطاقة
استعرضت الوكالة بعض الطرق التي ستعمل على توفير الطاقة، منها -على سبيل المثال- استبدال مضخات حرارية أكثر كفاءة بغلايات الوقود الأحفوري، مع تبنّي أسرع للسيارات الكهربائية.
كما يؤدي تغيير سلوك الأفراد إلى توفير 18% من الطاقة، منها خفض منظمات الحرارة وتغيير أنماط السفر، وتعمل أيضًا الرقمنة -كاعتماد ضوابط ذكية، وإعادة تدوير البلاستيك وخردة الصلب- في توفير الطاقة.
وتؤكد الوكالة أن نشر التقنيات المتعلقة بكفاءة الطاقة يعمل على توفير نحو 10 ملايين فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، مقارنة بالسياسات الحالية.
وتوقعت وكالة الطاقة أن الطلب على الطاقة سينخفض بشكل أكبر في قطاع المباني بحلول عام 2030، مع إمكان خفض أكبر في قطاع النقل.
وتعدّ كفاءة الطاقة عنصرًا ضروريًا كذلك في الصناعات الثقيلة، إذ تساعد الكهربة في التصنيع بتعديل نمو الطلب القوي على الطاقة بحلول 2030.
وبحسب التحليل، يعمل تحسين كفاءة الطاقة على توفير ثلث تخفيضات الانبعاثات المطلوبة للوصول إلى حيادية الكربون.
وقد تساعد مضاعفة المعدل الحالي لتحسين كفاءة الطاقة من 2% إلى ما يزيد عن 4% على مدار العقد المقبل في تجنّب زيادة 5 غيغا طن من الانبعاثات سنويًا، بحلول عام 2030.
وتعمل كذلك الإجراءات المتعلقة بكفاءة مركبات محركات الاحتراق الداخلي مع تغير سلوك الأفراد في تجنّب نحو 2.5 غيغا طن من تخفيضات الانبعاثات، أو ما يقرب من 80% مما هو مطلوب في قطاع النقل بحلول 2030.
توفير براميل النفط والغاز
يقدّر تقرير وكالة الطاقة أن الاسراع في إجراءات كفاءة الطاقة سيعمل على تجنّب نحو 30 مليون برميل من النفط يوميًا بحلول 2030، أي ما يعادل 3 أمثال إنتاج روسيا في عام 2021.
كما توقعت أن تؤدي تلك التخفيضات في استخدام الطاقة إلى خفض التكاليف بما يتراوح بين 400 مليار دولار إلى ما يزيد قليلًا عن تريليون دولار، اعتمادًا على أسعار النفط وافتراض القيمة الأعلى لظروف السوق الأخيرة.
وفي السيناريو المتوقع من وكالة الطاقة، تأتي أغلب تلك التخفيضات في استهلاك النفط من قطاع النقل، مع التحول إلى السيارات الكهربائية، بحلول عام 2030.
وتوقعت الوكالة أيضًا توفير نحو 650 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تقريبًا، نتيجة زيادة كفاءة الطاقة، وهو ما يعادل 4 أمثال واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز القادمة من روسيا خلال 2021.
وفي قطاع الصناعة، يساعد التحول نحو إحلال الكهرباء والطاقة الحيوية الحديثة في توفير ما يعادل من 500 ميغا طن من الفحم تقريبًا، وهو ما يعادل ضعف إجمالي واردات الصين من الفحم خلال 2021.
وعلى صعيد الأسر، يمكن أن تساعد كفاءة الطاقة في تقليل فواتير الطاقة المنزلية عالميًا بما لا يقلّ عن 650 مليار دولار سنويًا بحلول 2030.
موضوعات متعلقة..
- 3 إجراءات ضرورية لدعم كفاءة الطاقة حول العالم (تقرير)
- كيف تسهم كفاءة الطاقة في تحقيق الحياد الكربوني؟ (إنفوغرافيك)
- أداة مهمة لخفض فواتير الكهرباء.. و5 دول عربية تقدم نماذج ناجحة
اقرأ أيضًا..
- إعلان تطورات حقل تندرارة المغربي للغاز
- ماذا تفعل السفينة الإسرائيلية إنرجين باور بعد عبورها قناة السويس؟ (انفراد)
- دراسة تحشد أوروبا ضد الغاز الجزائري.. و"الطاقة" تستعين بصور الأقمار الصناعية لكشف الحقيقة