أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، علي سبت بن سبت، أن أسعار النفط ستواصل الارتفاع خلال المدة المقبلة، نتيجة العديد من العوامل؛ في مقدمتها الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال، في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، إن "هذه ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها أسعار النفط الخام العالمية إلى هذه المستويات، ولن تكون المرة الأخيرة كذلك؛ فقد مرت السوق النفطية بمثل هذه الأوضاع في السابق، ويجب ألا نبالغ في رد الفعل حيال هذه الأوضاع".
واستطرد بن سبت، في بيانه، اليوم الأحد 5 يونيو/حزيران: "إن إقرار اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي في 5 مايو/أيار 2022 مشروع قانون "NOPEC" (لا لأوبك) -وهي مرحلة تسبق إقرار المشروع من قِبل مجلسي الشيوخ والنواب قبل توقيع الرئيس الأميركي عليه ليصبح قانونًا- قد يؤثر في استقرار أسواق النفط العالمية وتحول وجهة الاستثمارات بعيدًا عن صناعة النفط".
وأضاف أن مشروع القانون يهدف إلى إدخال تعديلات على قانون مكافحة الاحتكار الأميركي، دون الالتفات إلى الارتفاعات التي تشهدها أسعار السلع الأخرى ونقص الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الذي تفاقم بسبب محاولات الاستغناء عن الوقود الأحفوري؛ ما يتطلب توحيد الجهود والعمل الجماعي لحماية الاقتصاد العالمي من مشكلات سلاسل التوريد، بما في ذلك الطاقة.
أسباب ارتفاع أسعار النفط
أرجع أمين عام أوابك، علي سبت بن سبت، أسباب الارتفاع الحالي في أسعار النفط بشكل أساسي إلى الأزمة الروسية الأوكرانية التي اندلعت في أواخر شهر فبراير/شباط 2022، وما صاحبها من عقوبات متبادلة بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، وروسيا من جانب آخر.
وكانت آخر الخطوات المتخذة في هذا الاتجاه ما تم في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، من اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي حول خطة تقضي بحظر واردات النفط الروسية المنقولة بحرًا على مراحل لمدة 6 أشهر للنفط الخام، و8 أشهر للمنتجات المكررة؛ ما يمثل نحو 75% من واردات النفط الروسي.
وقد سُمِحَ بالاستمرار للواردات عبر خطوط الأنابيب، مع تعهد كل من بولندا وألمانيا بالاستغناء عن وارداتهما عبر خط أنابيب دروزبا "Druzhba" بحلول نهاية عام 2022؛ ما يعني رفع إجمالي الكميات المحظورة من واردات النفط الروسي إلى 90%، وتبقى نسبة 10% تستوردها كل من المجر وسلوفاكيا والتشيك مؤقتًا عبر خط الأنابيب نفسه.
وعلى وقع هذا الاتفاق، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر يوليو/تموز 2022 إلى مستوى يقترب من 123 دولارًا للبرميل، وسط تنامي المخاوف حيال أمن إمدادات الطاقة.
مسؤولية أوبك
أكد أمين عام أوابك أن تحقيق الاستقرار في السوق النفطية مهمة مشتركة بين منظمة أوبك والدول المنتجة من خارجها.
وقال إنه "لا يمكن تحميل الدول الأعضاء في منظمة أوبك مسؤولية الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط حاليًا؛ فمنذ بداية ثمانينات القرن الماضي لم تعد دول أوبك تتبع سياسة الدفاع عن الأسعار".
وأوضح أن كل ما تقوم به أوبك في الوقت الحاضر هو دراسة السوق النفطية ومتابعة تطوراتها بالتنسيق مع شركائها في مجموعة "أوبك+" ثم ضبط المعروض النفطي في السوق لمقابلة الطلب العالمي عليه، وذلك من خلال عقد الاجتماعات الدورية للوصول إلى اتفاقيات تتعلق بتحديد مستويات الإنتاج المطلوبة لضمان استقرار أسواق النفط العالمية وتوازنها والوصول إلى أسعار عادلة ترضي جميع الأطراف الفاعلة في السوق من منتجين ومستهلكين ومستثمرين، وهذا ما يؤكد أهمية الشراكة في إدارة موارد الطاقة العالمية بطريقة مستدامة اقتصاديًا.
وفي ظل إنهاء عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا في المراكز الاقتصادية العالمية الرئيسة –ولا سيما الصين- إلى جانب توقع ارتفاع طلب مصافي تكرير النفط عقب الانتهاء من عمليات الصيانة الموسمية، قرر تحالف أوبك+ خلال اجتماعه الوزاري الأخير رقم 29، الذي عُقد في الثاني من شهر يونيو/حزيران الجاري، إعادة توزيع زيادة الإنتاج المحددة مسبقًا لشهر سبتمبر/أيلول 2022 والبالغة 432 ألف برميل يوميًا بالتساوي على شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، لتصبح زيادة الإنتاج المقررة لكل من الشهرين 648 ألف برميل يوميًا.
وأعرب الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك عن ترحيبه بالقرار الأخير الذي صدر عن "أوبك+" والذي يتماشى مع الوضع الحالي للطلب على النفط، ويعكس الجهود المبذولة من الدول الأعضاء في المجموعة نحو تحقيق الاستقرار والتوازن في السوق النفطية العالمية.
ارتفاع أسعار الوقود
أوضح أمين عام أوابك، علي سبت بن سبت، أن المتتبع للتطورات الأخيرة في السوق النفطية، يلاحظ أن المدة المنقضية من عام 2022 شهدت ارتفاعًا في أسعار النفط الخام بنسبة تزيد على 55% مقارنة بنهاية العام السابق، وكذلك الحال بالنسبة لأسعار المنتجات النفطية.
وقال إن متوسط أسعار وقود الغازولين والديزل في جميع أنحاء الولايات المتحدة ارتفع إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق؛ حيث بلغ متوسط أسعار الغازولين العادي، اليوم الأحد 5 يونيو/حزيران 2022، نحو 4.848 دولارًا للغالون، وهو مستوى مرتفع بنسبة 59% مقارنة بمتوسط أسعار عام 2021.
أما أسعار الغازولين الممتاز؛ فقد وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 5.487 دولارًا للغالون، كما ارتفع متوسط أسعار الديزل بالسوق المحلية الأمريكية إلى مستوى قياسي بلغ 5.636 دولارًا للغالون.
وأضاف بن سبت أنه إذا ما نُظِرَ في متوسط أسعار الغازولين والديزل في السوق الأميركية؛ يُلاحَظ أن مكونات سعر التجزئة بالنسبة للغازولين تشكل حصة الخام منها نسبة 60% من السعر، ونسبة 12% للضرائب و11% للتسويق والتوزيع، و17% لهامش التكرير.
وبالنسبة لأسعار الديزل فيمثل النفط الخام نسبة 49% من السعر، ونسبة 11% للضرائب و 12% للتسويق والتوزيع، و28% لهامش التكرير.
اقرأ أيضًا..
- قطاع المحروقات في الجزائر.. بشائر آبار جديدة واتفاقيات لزيادة الصادرات
- سلطنة عمان.. اكتشافات نفطية قد ترفع الإنتاج 100 ألف برميل يوميًا
- أرامكو السعودية تنتصر قضائيًا ضد محاولة تغريمها 18 مليار دولار
