وزيرة مصرية لـ"الطاقة": قمة المناخ كوب 27 ستسمح بمظاهرات النشطاء
ياسمين فؤاد: نجاح القمة يتوقف على توافق الأطراف المختلفة
حياة حسين
- مخاوف من نشطاء المناخ بألا تسمح القاهرة باحتجاجاتهم
- غزو روسيا لأوكرانيا يهدد نجاح قمة المناخ
- وزيرة البيئة المصرية: يجب التزام الدول المتقدمة بتعهدات تمويل المناخ في الدول النامية
- فؤاد: القطاع الخاص يحتاج إلى مشروعات مربحة حتى يشارك في علاج تغير المناخ
- فؤاد: مصر ملتزمة بـ"كتاب" الاتفاقية الإطارية مثل القمم السابقة كافّة
قالت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، إن بلادها ملتزمة بإجراءات عمل الاتفاقية الإطارية لمؤتمر الأطراف، ما يعني أن ما سُمح به في القمم السابقة سيحدث في قمة المناخ كوب 27، وذلك ردًا على سؤال عن "هل ستسمح مصر بمظاهرات نشطاء المناخ في قمة شرم الشيخ كما حدث في غلاسكو؟".
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد أشارت -في تقرير نشرته خلال نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عقب الموافقة على استضافة مصر قمة المناخ كوب 27- إلى مخاوف لدى نشطاء المناخ من المجتمع المدني، بعدم سماح القاهرة لهم بالاحتجاجات ضد ما يرونه قرارات خاطئة في سبيل علاج أزمة تغير المناخ.
وشهدت قمة المناخ كوب 26 -التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية- احتجاجات عديدة لنشطاء المناخ من عدد من منظمات المجتمع الدولي، مثل "العدالة المناخية"، التي رفضت مستخرجات القمة عامة، واتفاقية تعويض الكربون خاصة، ووصفتها منسّقة المجموعة التابعة لشبكة أصدقاء الأرض الدولية، سارة شاو، بـ"الفضيحة".
وقالت شاو: "يريدون الحفاظ على الحرارة أقلّ من 1.5 درجة، لكن لم يخبرونا كيف، كما أنهم يستمرون في التلويث، تحت ستار تعويض الكربون وزرع الأشجار.. إن كوب 26 خيانة لشعوب الجنوب".
اتفاق الدولة المستضيفة
جاءت تصريحات وزيرة البيئة المصرية إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش ورشة عمل عقدتها منظمات أممية في القاهرة أمس الإثنين الموافق 30 مايو/أيار، لمناقشة برنامج "سكالا" الخاص بحماية الزراعة والأراضي الزراعية من تغير المناخ.
وقالت ياسمين فؤاد: "إن ما تم في أي مؤتمر من مؤتمرات المناخ، ليس كوب 26 فقط، هو نفسه ما سيتم في كوب 27.. مصر ملتزمة بإجراءات عمل الاتفاقية، وما يسمى اتفاق الدولة المضيفة الذي سيُوقّع خلال 10 أيام".
وتابعت الوزيرة أن نجاح قمة المناخ كوب 27 -التي تستضيفها مصر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- في التوصل إلى نتائج جيدة في سبيل علاج أزمة تغير المناخ والتكيف معها، يتوقف على مدى توافق الدول المشاركة.
وقالت: "قمة المناخ كوب 27 شأنها شأن مؤتمرات المناخ، ما يتم فيها هو التوافق بين الأطراف كافة، بمعنى أنه إذا اعترض طرف ما فإن الموافقات لا تتم، بمعنى ثانٍ أن الأمر يتلخص في قدرة العالم بدوله النامية والمتقدمة ورغبته في الوصول إلى حلول لهذه القضية، سواء في مجال الطاقة والوقود الأحفوري، أو التكيف، وهي من القضايا التي شملتها توصيات قمة غلاسكو.. أيضًا قضية التمويل، وكل قضية من تلك القضايا لها مسار تفاوضي، ونجاح قمة المناخ كوب 27 يعتمد على مخرجات 26 كوب، ونجاح كوب 28 سيعتمد على مخرجات 27".
وأضافت فؤاد قائلة: "النجاح والإخفاق في القمة يُنسبان إلى الجميع، لأن مسار إدارة القمة وطريقتها يعتمدان على التوافق بين الجميع"، وذلك ردًا على تساؤل منصة الطاقة المتخصصة، بشأن توقعات بأن تؤثر حرب روسيا وأوكرانيا سلبًا في نجاح قمة المناخ كوب 27.
تأثير الحرب الروسية
أشارت عدة تقارير صحفية في وسائل إعلام عالمية -مؤخرًا- إلى احتمالات أن تؤثر الحرب الروسية على أوكرانيا في قمة المناخ المقبلة، خاصة أنها دفعت إلى ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة، ما اضطر دولًا مثل المملكة المتحدة -التي استضافت قمة غلاسكو 2021- إلى التراجع عن تعهداتها بخفض الاستثمارات في الوقود الأحفوري، لتقدم الأسبوع الماضي حوافز لزيادة نشاط القطاع.
ودفع تمسّك الصين والهند بالفحم، وعدم الموافقة على بند "التخلص التدريجي" إلى "الخفض التدريجي" في توصيات قمة غلاسكو، إلى وصف رئيس قمة المناخ كوب 26، ألوك شارما، النتائج بالانتصار الهش.
والفحم من أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة، وإضرارًا بصحة البشر، وتُعد الصين أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية، والهند تحتل المرتبة الثالثة الأكثر استهلاكًا له، وتضم بكين نصف محطات الفحم في العالم.
يُذكر أنه من المقرر أن تستضيف دولة الإمارات العربية قمة المناخ كوب 28 في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل.
وترى الوزيرة المصرية أن هناك عدة عوائق تقف في طريق علاج أزمة تغير المناخ، يأتي على رأسها توفير التمويل من قبل الدول المتقدمة، بناء على ما اتُّفق عليه في قمة المناخ كوب 26، والتزامات اتفاقية باريس.
وأضافت فؤاد أن إتاحة هذا التمويل للدول النامية بطريقة سلسلة تمكنها من تنفيذ المشروعات تمثّل واحدة من التحديات، بالإضافة إلى تمكين تلك الدول من نقل التكنولوجيا التي تحتاجها، وتنمية القدرة الوطنية لديها في الداخل كي تستطيع التصدي لتغير المناخ، سواء بتخفيف آثاره أو التكيف معه.
التزام بالتمويل
التزمت الدول المتقدمة في عامي 2009 و2015 بتوفير 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 حتى عام 2025، في إطار مفاوضات المناخ الدولية، بهدف مساعدة الدول النامية على الاستجابة إلى تغيّر المناخ وتقليل الانبعاثات، من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة أو الدفاع ضد الفيضانات.
وكان رئيس قمة المناخ كوب 26، ألوك شارما، قد طالب الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها بجمع 100 مليار دولار سنويًا، قبل أشهر قليلة من الاجتماع في غلاسكو.
وأوضحت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، أن دور القطاع الخاص في قضية تغير المناخ يأتي عند عمل حزم استثمارية وحوافز تمكنه من تدشين مشروعات مربحة، "مثل أن تحدّد الحكومة وتوفر محاصيل، ويشارك القطاع الخاص في إنتاجها ويحقق ربحًا، وفي الوقت نفسه يُسهم في تحقيق الأمن الغذائي".
موضوعات متعلقة..
- هل تعالج قمة المناخ كوب 27 ما أفسده غزو روسيا لأوكرانيا؟
-
رئيس منظمة غرينفيث: كوب 27 فرصة لنشر أهداف المناخ في مصر والعالم العربي (حوار)
-
تقرير تغير المناخ: العالم يفشل في محاولات التكيف مع آثار الاحتباس الحراري
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: تحالف أوبك+ لا يمكنه تعويض الخفض المقترح بإنتاج النفط الروسي
-
مشروعات عملاقة بالطاقة الكهرومائية في 5 دول عربية أبرزها مصر والجزائر والعراق