مسؤولون يؤكدون أهمية قمة المناخ كوب 27 في دعم القطاع الزراعي
إطلاق برنامج سكالا لدعم صمود قطاع الزراعة المصري في مواجهة تغير المناخ
حياة حسين
- البناء على الأراضي الزراعية يعني أننا سنجد خرسانة، ولن نجد طعامًا نأكله
- استضافة مصر قمة المناخ كوب 27 تأتي وسط تحولات جذرية للاقتصاد العالمي
- برنامج سكالا إجراء عاجل لدعم صمود قطاع الزراعة المصري في مواجهة تغير المناخ
- تغير المناخ يهدد صغار المزارعين، رغم أنهم ينتجون أكثر من 70% من غذاء العالم
- صغار المزارعين يحصلون على أقلّ من 2% من تمويل دعم الصمود في مواجهة تغير المناخ
قالت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، إن استضافة شرم الشيخ قمة المناخ كوب 27 لم تكن الإشارة الأولى لإدراك القاهرة أزمة تغير المناخ، وانعكاسها على حياة الأشخاص.
وأضافت أن القرار الرئاسي بإزالة التعديات على الأراضي الزراعية، قبل 3 سنوات، كان واحدًا من الخطوات التي عملت عليها مصر في سبيل علاج آثار تغير المناخ.
جاء ذلك خلال ورشة عمل، انعقدت في القاهرة اليوم الإثنين الموافق 30 مايو/أيار، شارك فيها عدد من منظمات الأمم المتحدة، إضافة إلى وزارتي الزراعة والبيئة المصريتين.
وأضافت الوزيرة أن الزراعة لا تصلُح في أيّ مكان، وأشارت إلى أن إزالة التعديات على الأراضي تحدث في إطار حماية الأمن الغذائي لمصر، موضحةً أن "البناء على الأراضي الزراعية يعني أننا سنجد خرسانة، ولكن لن نستطيع الحصول على طعام نأكله".
برنامج سكالا
عقدت منظّمتا الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، وللتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، إضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يو إن دي بي"، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة المصريتين، ورشة عمل اليوم لإطلاق برنامج "توسيع نطاق الطموح المناخي بشأن استخدام الأراضي والزراعة من خلال الإسهامات المحددة وطنيًا، وخطط التكيف الوطنية" واختصاره "سكالا".
ويموّل البرنامج الحكومة الألمانية من خلال وزارة البيئة، وتشارك في تنفيذه منظّمتا الفاو واليونسكو، إضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويُنفَّذ البرنامج في 12 دولة من أنحاء العالم، وتصل مدة تنفيذه في مصر إلى 3 سنوات.
وقالت وزيرة البيئة المصرية، إن بلادها تستعد لاستضافة قمة المناخ كوب 27 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في وقت يشهد العالم فيه تحولات جذرية، خاصة في قطاع الغذاء، الذي شهدت أسعاره ارتفاعات كبيرة، ويأتي تغير المناخ ليمثّل تحديًا جديدًا في هذا القطاع.
وأضاف رئيس مركز بحوث الصحراء، الدكتور عبدالله زغلول -ممثل وزير الزراعة الذي اعتذر عن عدم الحضور- أن تغير المناخ له تداعيات سلبية على العالم، ويجب تجنّب آثاره بحلول غير تقليدية، وقد بدأت وزارة الزراعة مبكرًا في العمل على هذه القضية، وكل الجهات المعنية في مصر، والتي سيكون من بينها استضافة قمة المناخ كوب 27 هذا العام.
تغير أنظمة الزراعة
قال الممثل الإقليمي لمنظمة "الفاو"، عبد الحكيم الواعر، إن تغير المناخ يستلزم تغير أنظمة الزراعة والغذاء، إذ من المتوقع انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية عالميًا.
وأضاف الواعر أن تغير المناخ سيؤدي إلى تراجع المحاصيل الزراعية بنسبة 15% بحلول 2050؛ ما يعني ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة قد تتجاوز 50%، حتى وإن زادت الدول من مساحة الأراضي المزروعة.
وتابع أنّ تأثُّر المحاصيل الزراعية بمسألة تغير المناخ، سيؤثّر سلبًا في سبل عيش 2.5 مليار شخص يعتمدون على الزراعة في أنحاء العالم.
وتزداد تلك التداعيات على الفئات الأكثر ضعفًا من الأطفال والسيدات الذين يعانون من نقص وسوء التغذية، في ظل عدم قدرتهم على الصمود أمام تداعيات تقلّب المناخ.
وأشار إلى أن صغار المزارعين هم أكثر الضحايا المتوقَّعين لعدم القدرة على التكيف مع تغير المناخ، فرغم أنهم ينتجون 70% من الغذاء العالمي، لا يحصلون إلّا على أقلّ من 2% من تمويل أنشطة التكيف من المناخ.
وأوضح الواعر قائلًا: "منظمة الفاو تسعى من خلال إستراتيجية تغير المناخ، التي أطلقتها في مستهل هذا العقد، إلى وضع صغار المزارعين على قمة أولوياتها، بل وفي قلبها، عن طريق العديد من المبادرات، مثل عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية لصغار المزارعين، والتي تسعى المنظمة من خلاله الى تحسين دخولهم وسبل عيشهم، وذلك عن طريق تمكينهم من آليات الزراعة الذكية مناخيًا".
دعم قمة المناخ كوب 27
تطرّق الممثل الإقليمي لمنظمة "الفاو"، عبد الحكيم الواعر، إلى قمة المناخ كوب 27، وأكّد أن تنظيمها لا يؤكد قدرة مصر الريادية في المنطقة فحسب، بل ليفتح لها أفاقًا جديدة -أيضًا-.
وأضاف: "من هنا، أود التأكيد على استمرار منظمة الأغذية والزراعة في دعم التجهيزات لعقد قمة المناخ كوب 27، ولهذا الحدث المهم، ووضع كل الإمكانات والخبرات لتتويج جهود مصر في التحضير لهذا الحدث بالنجاح".
من جانبه، قال مدير المستشارين في منظمة الفاو، الدكتور محمد عبد المنعم، إن تغير المناخ، وما سبّبه من تغير الطقس يؤثّر في الزراعة والمحاصيل الغذائية بصورة كبيرة، ويؤدي إلى فقدان بعض الأصناف.
وأضاف: "على سبيل المثال، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومستويات الجفاف، ونقص الأمطار في بعض الدول العربية، يضطرها إلى تعديل نوعية محاصيلها، فإذا تراجع منسوب الأمطار من 200 مليمتر إلى 150 مليمترًا في أحدها، ستزرع شعيرًا بدلًا من القمح".
أهمية الزراعة
أسهم النشاط الزراعي في موازنة مصر، العام المالي 2019-2020، بنحو 900 مليار جنيه (48.9 مليار دولار أميركي)، وهو ما يمثّل 15% من الناتج المحلي، ويوفر 28% من الوظائف عامة، و55% في محافظات الصعيد، التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، وفق مستشار برنامج سكالا في وزارة البيئة، صابر عثمان.
وأشار عثمان إلى أن دعم الإجراءات المناخية في قطاع الزراعة يستهدف خفض انبعاثات الاحتباس الحراري في مصر، خاصة أنه نشاط رئيس في اقتصاد البلاد.
وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، أليساندرو فراكسيتي، إن برنامج سكالا هو من الإجراءات العاجلة المطلوبة لبناء الصمود في مواجهة تغير المناخ بقطاع الزراعة.
وأوضح أن تغير المناخ يهدد بدفع أكثر من 100 مليون شخص إلى مستوى تحت خط الفقر خلال الأعوام المقبلة.
وتابع فراكسيتي أن البرنامج يعمل مع حكومة مصر، في إطار دعم إستراتيجية تغير المناخ الوطنية، التي أعلنتها قبل أسبوعين، تمهيدًا لاستضافة قمة المناخ كوب 27.
موضوعات متعلقة..
- هل تعالج قمة المناخ كوب 27 ما أفسده غزو روسيا لأوكرانيا؟
-
قبل قمة المناخ كوب 27.. مصر تكثف جهودها لخفض انبعاثات قطاع النفط
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط ستواصل الارتفاع لهذه الأسباب.. وروسيا ليست الدافع الوحيد (مقال)
-
بطاريات الليثيوم مقابل الهيدروجين.. ما الأفضل لصناعة السيارات؟
-
تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين من الغاز الحيوي.. والتكلفة مفاجأة