الطاقة الشمسية حل مثالي لمشكلات المياه والري في درعا السورية
في الوقت الذي تتجه فيه العديد من دول العالم إلى الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، من أجل خفض الانبعاثات والوفاء بالتعهدات المناخية، فإنها في سوريا كانت وسيلة لحلّ عدد من الأزمات اليومية.
لجأت العديد من المحافظات السورية إلى طاقة الشمس لحلّ الأزمات المتكررة جراء انقطاعات التيار الكهربائي التي تستمر لعدّة ساعات يوميًا، في ظل أزمة كهرباء طاحنة تعاني منها البلاد، لدعم توفر الوقود اللازم لتشغيل المحطات أو لمشكلات في الصيانة.
في محافظة درعا، يتزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة في المشروعات المتنوعة، وخاصة المرتبطة بالزراعة، وضخّ مياه الشرب وإنارة الطرق.
وتشهد العديد من المحافظات السورية أزمة كهرباء حادّة، تدفع الحكومة إلى فصل التيار لساعات طويلة، إذ لا تتعدّى طاقة الإنتاج نحو 2500 ميغاواط، في حين إن حاجة البلاد تبلغ نحو 7 آلاف ميغاواط.
الطاقة الشمسية في سوريا
من جانبه، أوضح مدير عامّ مؤسسة درعا لمياه الشرب، محمد المسالمة، أن المؤسسة تمكّنت من تحويل 31 بئرًا في عموم المحافظة من الضخ باستخدام الكهرباء أو الديزل إلى الضخ بالاعتماد على طاقة الشمس.
وأشار إلى أن الخطوة أسهمت في تأمين ساعات ضخّ مستمرة للمواطنين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية.
ولفت المسالمة إلى أن الآبار التي تحولت للضخّ باستخدام طاقة الشمس تنتشر في ريف درعا الشمالي والغربي، في حين إن المؤسسة تعتزم تحويل 29 بئرًا للعمل بالطاقة الشمسية خلال العامين الجاري والمقبل.
حل أزمة المزارعين
في الزراعة، بدأ الفلاحون بالتحول نحو الطاقة المتجددة في ظل الارتفاع الكبير بمستلزمات الإنتاج، وعلى رأسها المحروقات، فضلًا عن ندرتها في الأسواق، حسبما ذكر مدير الزراعة والإصلاح الزراعي، بسام الحشيش.
وأوضح الحشيش أن استخدام الطاقة البديلة أسهم في خفض تكاليف الإنتاج، لافتًا إلى أن مردود مشروع الطاقة الشمسية جيد، ويسمح للمزارع بتعويض التكلفة من المحاصيل الزراعية.
ولم تكن مجالس المدن في درعا، وكذلك البلديات، بعيدة عن مشروعات الطاقة البديلة، سواء كانت من موازناتها أو بدعم من المنظمات الدولية، إذ شهدت عدّة مدن، وعلى رأسها مدينة درعا وعدد من البلدات، التحول نحو الطاقة الشمسية في إنارة طرقاتها الرئيسة وساحاتها، وهو ما يسمح بتقليل الاعتماد على الكهرباء التقليدية، وتوفير إنارة مستمرة ليلًا للمدن.
إنارة الشوارع والأسواق
من جانبه، أوضح رئيس مجلس مدينة درعا، أمين العمري، أن إنارة المحاور الرئيسة والأسواق التجارية في المدينة سمحت بتنشيط الحركة التجارية مساءً، فضلًا عن تحقيق وفورات بمجال استهلاك الكهرباء في الإنارة، وربما تحويلها لاحقًا إلى أماكن أخرى أكثر احتياجًا للكهرباء التقليدية.
يأتي التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في إطار خطة سوريا لإضافة 2000 ميغاواط من مصادر الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030، ضمن مساعٍ لتنويع مزيج الكهرباء ووضع حلول جذرية لانقطاعات التيار.
مختبر الطاقات البديلة
من جهة أخرى، منحت هيئة الاستثمار السورية إجازة استثمار لمشروع مختبر الطاقات البديلة بمنطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق، بتكلفة استثمارية تبلغ 20.383 مليار ليرة سورية (ما يعادل 10 ملايين دولار أميركي).
من جانبه، أشار مدير هيئة الاستثمار السورية مدين دياب إلى أنه من المتوقع أن يوفر المشروع 105 فرص عمل، لافتًا إلى أهمية المختبر في خلق جاهزية فنية وعلمية لاختبار جميع منتجات الطاقة البديلة من ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات؛ بهدف تحديد جودتها ومدى مطابقتها للمعايير العالمية، ومنع انتشار المنتجات الرديئة، والحدّ من التلاعب بمواصفات المنتج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل 30.39 مليار دولار في مارس
- النفط النيجيري يفشل في تعويض أوروبا عن الإمدادات الروسية.. و4 تحديات تفسر الأزمة
- توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ليلًا وفي المطر.. 3 تقنيات جديدة