تجديد أكبر مصفاة نفط في فنزويلا على يد شركات إيرانية (صور)

بدأ عدد من الشركات الإيرانية، التابعة للحكومة، الاستعداد لتطوير أكبر مصفاة نفط في فنزويلا، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 955 ألف برميل يوميًا.

يأتي الكشف عن تولّي الشركات الإيرانية تجديد مصفاة مركز باراغوانا في فنزويلا، بعد أيام قليلة من زيارة وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، إلى كاركاس.

كانت الشركات الإيرانية قد أبرمت عقدًا لإصلاح مصفاة نفط صغيرة في فنزويلا، ويأتي المشروع الجديد استكمالًا للتعاون بين البلدين، اللذين يخضعان لعقوبات أميركية.

كان أوجي قد بحث مع المسؤولين في فنزويلا، خلال زيارته إلى كاركاس مطلع مايو/أيار الجاري، سبل تجاوز تداعيات الحظر الأميركي على البلدين، وتعميق آليات التعاون المشترك.

التعاون في مجال الطاقة

من شأن الصفقة الجديدة تعميق علاقات الطاقة التي أصبحت شريان حياة لصناعة النفط المتهالكة في فنزويلا، وسط أزمة ناجمة عن عقود من سوء الإدارة ونقص الاستثمار، وتفاقمت بسبب العقوبات الأميركية على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

زوّدت إيران -التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها أيضًا- حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بالوقود والمواد المخففة لتصنيع درجات خام قابلة للتصدير.

ومنذ عام 2020، قدّمت طهران قطع غيار لإصلاح وتحديث شبكة تكرير فنزويلا، البالغة 1.3 مليون برميل يوميًا.

مصفاة إل باليتو

وقّعت وحدة من الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط المملوكة للدولة هذا الشهر عقدًا بقيمة 110 ملايين يورو (116 مليون دولار) مع شركة النفط الفنزويلية الحكومية لإصلاح وتوسيع مصفاة إل باليتو، التي تبلغ طاقتها 146 ألف برميل يوميًا في وسط فنزويلا.

ومن المقرر أن تتولى الشركات الإيرانية تطوير مشروع ثانٍ وهو باراغوانا، مجمع من مصفاتين يعدّ من بين أكبر المشروعات في العالم، من خلال عقد يجري التفاوض عليه الآن، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

يعمل مجمع التكرير، المعروف باسم (سي أر بي) -أكبر مصفاة نفط في فنزويلا-، بنحو 17% فقط من طاقته في أبريل/نيسان، بحسب تقديرات مستقلة.

استعدادات تطوير مصفاة باراغوانا

قال أحد الأشخاص: "في غضون عام تقريبًا، يجب أن تكون إيران قادرة على إحضار رجالها إلى باراغوانا.. لقد ركّزوا بشكل كبير على الاستعدادات، بما في ذلك إسكان العمال".

في وقت سابق من هذا العام، زوّدت الشركات الحكومية الإيرانية باراغوانا - أكبر مصفاة نفط في فنزويلا- بقطع غيار لإعادة تشغيل وحدة لتصنيع البنزين.

وقال شخص مطّلع، إن هذه المعدّات، المصنّعة في أميركا الشمالية، وصلت إلى فنزويلا من الصين، بعد أن تعامل الإيرانيون مع المشتريات والنقل.

وأضاف أن العديد من الشركات الصينية تتجنّب التعامل المباشر مع فنزويلا لتقليل المخاطر المتعلقة بالعقوبات أو الفواتير غير المسددة، وتوافق فقط على الصفقات، إذا تعامل طرف ثالث مع الطلبات والمدفوعات.

جذب الاستثمارات

حاولت شركة النفط الفنزويلية، في السنوات الأخيرة، جذب استثمارات أجنبية لمصافيها، وفشلت فيها، بما في ذلك صفقة ملغاة مع شركات صينية.

وهناك حاجة متزايدة لضخّ رؤوس الأموال التي تُقدَّر بملايين الدولارات لتأمين إمدادات وقود كافية للبلاد، التي يتعافى طلبها ببطء إلى مستويات ما قبل الوباء.

بينما كان وزير النفط الإيراني جواد أوجي يزور كاراكاس في أوائل مايو/أيار الجاري، كانت ناقلتان عملاقتان تحملان نفطًا إيرانيًا تفرّغان في المياه الفنزويلية بجزء من ترتيبات التبادل التي أطلقتها الشركات الحكومية، العام الماضي.

تكرير النفط في فنزويلا

في مصفاة إل باليتو، أعيد تشغيل وحدة تقطير الخام في مايو/أيار بعد أشهر من الإغلاق، إذ تعمل المصفاة بنصف طاقتها في الغالب بسبب المعدّات التي قدمتها إيران، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من العمل.

قال مصدران، إن إيران سلّمت الأجزاء الجديدة بموجب عقد خدمات لتوفير الصيانة الرئيسة وتوسيع المنشأة، والتي يمكن سدادها من خلال الوقود من المصفاة نفسها، حسب وكالة رويترز.

وقال أحد العمال، إنه قبل إجراء توسيع وحدات التحويل العميق الأساسية في أل باليتو، يجب تعديل وزيادة إمدادات المياه والغاز، وتحديث النظام الكهربائي، وعندها فقط يمكن أن تصل المصفاة إلى هدفها البالغ 175 ألف برميل يوميًا.

وقال عامل آخر: "المشروعات الكبرى التي كان من المفترض أن تقوم بها شركة النفط الفنزويلية ولم تستطع، ستنفّذها إيران".

موضوعات متعلقة..

• فنزويلا تلجأ إلى ترقية النفط ومزجه لتغذية مصافي التكرير
• إيران تبحث تعزيز التعاون النفطي مع فنزويلا لمواجهة العقوبات الأميركية

اقرأ أيضًا..

• تراجع أوروبا عن حظر النفط الروسي يُهدئ أسواق الطاقة مؤقتًا (مقال)
• مشروعات الطاقة في المغرب تحقق طفرة هائلة.. وأزمتان تهددان المسيرة (فيديو)