استكشاف النفط والغاز في أفريقيا يستقطب كبرى الشركات العالمية
دينا قدري
تتجه أنظار كبرى الشركات العالمية إلى فرص استكشاف النفط والغاز في أفريقيا؛ في محاولة لتلبية الطلب المتزايد في أعقاب أزمة الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية.
وأثبتت اكتشافات النفط في ناميبيا وساحل العاج الفرص المتاحة في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، كما تقدم ليبيا والجزائر ومصر مجالًا لموارد غاز جديدة يُمكن تصديرها.
وكانت التكنولوجيا الزلزالية الحديثة عاملًا أساسيًا في ضمان الاستكشاف، مع دخول لاعبين جدد لملء الفجوة التي قد تخلّفها الشركات الكبرى.
أهمية الاستكشاف في أفريقيا
تحدث مبعوثون من بعض أكبر شركات النفط والغاز في العالم -خلال قمة طاقات أفريقيا- عن عودة التنقيب في القارة، مع اكتشافات كبيرة لضمان أمن الطاقة، حسبما نقلت منصة "إنرجي فويس".
وقال مدير الاستكشاف في شركة توتال إنرجي الفرنسية، ويليام غوردون كانينغ: "الاستكشاف جزء من التحوّل، وجزء من الحل".
وأشار إلى أن هناك حاجة للحفاظ على الإنتاج و"مستوى عالٍ من محفظتنا، من حيث التكاليف والانبعاثات".
وترى الشركة الفرنسية طريقتين يُمكن أن يعمل بهما الاستكشاف؛ أولًا توفير استكشاف المواد عالية التأثير للمشروعات المستقبلية عالية الجودة، وثانيًا الفرص بالقرب من البنية التحتية القائمة.
فرص استكشاف النفط والغاز في أفريقيا
طرح رئيس قسم المنبع في شركة إيني الإيطالية، لوكا فيغناتي، خطة مماثلة لتوقعات شركته؛ إذ حققت إيني الكثير من نجاحاتها في المربع 15/06، قبالة ساحل أنغولا. وفي غضون ذلك، تخطط الشركة لبدء الإنتاج في حقل بالين في عام 2023.
وأشار فيغناتي -أيضًا- إلى الفرص المتاحة لإنتاج الغاز في أفريقيا، في ظل توفير فرص جديدة للوصول إلى الطلب الأوروبي، من خلال طرق التصدير الجديدة، بالإضافة إلى استكمال خطوط الأنابيب في شمال أفريقيا.
وقال فيغناتي: "قد تصبح دول جديدة مصدّرة للغاز، كما في حالة الكونغو؛ فإنها ستكون مُصدّرة للغاز الطبيعي المسال".
وأضاف: "نحن لا نستهدف عشرات الملايين من الأطنان سنويًا. نحن نستهدف مرحلتين. ستكون المرحلة الأولى تصدير من 1.8 إلى 1.9 مليون طن سنويًا، وستكون المرحلة الثانية 3 ملايين طن".
ويُقال إن إيني تخطط لحفر بئر في المربع إيه5 إيه في موزمبيق، في حوض أنغوش، هذا العام.
وتخطط شركة توتال للعودة لحفر بئرين للتقييم في اكتشاف فينوس في الربع الثالث من العام، بينما تهدف شركة شل إلى العودة في الربع الثالث أو الرابع لتقييم اكتشافها في غراف.
وإلى جانب هذه الآبار، سيحظى حوض أورانج في جنوب أفريقيا باهتمام متزايد، وتعمل شل وتوتال على المربع 5/6/7، على الرغم من أن الدراسات الزلزالية أثبتت أنه صعب، في ضوء بعض الأحكام القضائية المعاكسة.
خطط أخرى للاستكشاف في أفريقيا
قال مدير الاستكشاف لشؤون أفريقيا في شركة شل، بنجامين مي، للحاضرين في المؤتمر، إن شل لن تدخل أي أسواق حدودية بعد عام 2025: "نحن نبحث بشكل انتقائي للغاية".
وحفرت الشركة بنجاح حقل غراف في وقت مبكر من هذا العام، وتعمل -حاليًا- على حفر بئر جاكا قبالة دولة ساو تومي في أفريقيا الوسطى، وفي العام المقبل، ستحفر بئرًا في المربع سي10 في موريتانيا.
كما تعمل شركة كابريكورن إنرجي على خطط لجلب المربع سي7 في موريتانيا إلى نقطة يكون فيها جاهزًا للحفر. ولم تتخذ الشركة قرارًا حتى الآن، لكن مدير الاستكشاف، إريك هاثون، قال إنه جرى إنجاز الكثير من العمل للاستعداد.
وسيتعين على كابريكورن اتخاذ قرار الحفر أو الإفلات في أبريل/نيسان 2023 بشأن الترخيص. وقال هاثون: "آمل في أن نكون بحلول هذا الوقت من العام المقبل قد بدأنا التخطيط للبئر التي ننوي حفرها".
كما تحدثت شركة أفريكا أويل وإيكو أتلانتيك عن الفرص المتاحة في هذه المنطقة. وتخطط شركة سينوك الصينية للتنقيب في منطقة تايغر وربما سيل، في الغابون.
البيانات الزلزالية في أفريقيا
أشار غوردون كانينغ إلى وجود برامج بيانات "مهمة" في موريتانيا والسنغال في السنوات الأخيرة، في منطقة التنمية المشتركة قبالة ساو تومي وبرينسيبي، بالإضافة إلى المناطق المحيطة بجنوب أفريقيا.
وقال: "لقد كانت التكنولوجيا الزلزالية الحديثة عاملًا أساسيًا في ضمان الاستكشاف، وهي في النهاية وراء بعض الاكتشافات المشجعة"، واستشهد بفينوس مثالًا، مع النجاح على الرغم من "تعقيدات حوض حدودي للغاية".
وتُعَد البرامج الزلزالية إحدى طرق قياس شهية الصناعة؛ إذ أشار نائب الرئيس التنفيذي لشركة تي جي إس، ويل آشبي، إلى "زيادة كبيرة" في الإيرادات في الربع الأول من العام في الأحواض الحدودية.
وقال آشبي: "نشهد الآن أن شركات النفط تنفق الأموال لوضع أيديها على البيانات في أفريقيا".
وأضاف: "الريادة في الاستكشاف تتنوع. نحن نرى ريادة من الشركات في جميع أنحاء العالم تتجه للاستكشاف دوليًا"، مثل الشركات التي تديرها الدولة.
كما قال: "قد يتقدمون لملء بعض الفجوة التي يتركها كبار اللاعبين عندما يتنوعون في مصادر الطاقة المتجددة. في الواقع، ترى بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم -أيضًا- فرصًا قد يتوخى فيها اللاعبون الكبار الحذر".
وفي تلك الملاحظة، قال راهول ضهير من شركة توللو أويل إن الاستكشاف أصبح أكثر تركيزًا الآن: "بوصفها شركة أصغر، يتعلق الأمر بالتركيز ودورة أقصر، إضافة قيمة في العام أو العامين المقبلين. الأمر مختلف عما كان عليه في الماضي".
كما قال نائب رئيس بي جي إس، ناثان أوليفر، إن عام 2022 سيكون "العام الأكثر نشاطًا للنشاط الزلزالي رباعي الأبعاد الذي رأيناه على الإطلاق بوصفه صناعة. الأساسيات موجودة. نحن نشهد منحدرًا صاعدًا".
اقرأ أيضًا..
- تقرير روسي يتوقع تراجع إنتاج النفط والغاز لأقل من مستويات 2021
- أوروبا تتفاوض لاستيراد الغاز الإسرائيلي بعد تسييله في مصر (خاص)
- هل ينجح خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب في تعويض إمدادات أوروبا من روسيا؟
- لأول مرة.. السيارات الكهربائية تقود نمو الطلب على الكوبالت في 2021