مدفوعات الغاز الروسي تقفز بالروبل إلى أعلى مستوياته منذ 2015
دينا قدري
قفز الروبل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2015، مدعومًا بمدفوعات الغاز الروسي بالعملة الرسمية للبلاد، تنفيذًا لتعليمات الرئيس فلاديمير بوتين في أعقاب العقوبات المفروضة على موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا.
وارتفع الروبل، صباح اليوم الجمعة، أكثر من 5% إلى 61.1 مقابل اليورو في تعاملات متقلبة في بورصة موسكو، بعد أن لامس 59.02، وهو أقوى مستوى منذ يونيو/حزيران 2015.
واكتسب الروبل أكثر من 4% خلال اليوم إلى 59.1 مقابل الدولار، بعد أن وصل إلى 57.08، وهو مستوى لم يشهده منذ أواخر مارس/آذار 2018.
وأرجع المحللون صعود الروبل الروسي إلى استعداد دول الاتحاد الأوروبي لسداد مدفوعات الغاز، فضلًا عن قيود رأس المال التي فرضتها موسكو، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
أوروبا والغاز الروسي
قالت روسيا، أمس الخميس 19 مايو/أيار، إن نصف عملاء غازبروم البالغ عددهم 54 عميلًا فتحوا حسابات في غازبروم بنك، في الوقت الذي تقترب فيه الشركات الأوروبية من المواعيد النهائية الوشيكة لدفع تكاليف إمداداتها من الغاز الروسي.
وأصبح فتح مثل هذه الحسابات ممكنًا بعد أن سمح المسؤولون التنفيذيون في الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء بمواصلة شراء الغاز الروسي، دون انتهاك مجموعة العقوبات التي فرضوها جماعيًا على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن العقوبات لا تمنع الشركات من فتح حساب في بنك معين، ويمكنها دفع ثمن الغاز الروسي بالعملة المتفق عليها في العقود الحالية، وفق المعلومات التي جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المحلل الإستراتيجي في وحدة سبير سي أي بي إنفستمنت ريسيرش، التابعة للمقرض رقم 1 في روسيا سبيربنك، يوري بوبوف، إن أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع الروبل هو التحول إلى الروبل من اليورو في المدفوعات الأوروبية مقابل الغاز الروسي.
تدابير وقيود مالية
يُدفع الروبل جزئيًا من قِبل الشركات التي تركز على التصدير، والتي تضطر إلى تحويل عائداتها من العملات الأجنبية، بعد أن جمّدت العقوبات الغربية ما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية.
وقال تاجر في شركة استثمارية في موسكو: "المصدّرون مجبرون على بيع العملة الأجنبية، وليس هناك من يشتريها".
وعززت الاستعدادات لضرائب نهاية الشهر المستحقة الأسبوع المقبل الطلب على الروبل، بينما لا يزال الطلب على الدولار واليورو منخفضًا بسبب تعطل سلاسل الواردات والقيود المفروضة على سحب العملات الأجنبية من الحسابات المصرفية وإخراجها من روسيا.
وقال المحلل في سنترو كريديت بنك، إيفغيني سوفوروف: "السؤال الرئيس هو ما إذا كان البنك المركزي سيتدخل؛ لأن زيادة سعر الروبل المفرط ليست في خطط وزارة المالية والميزانية".
وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأن رئيس قسم السياسة النقدية بالبنك المركزي، كيريل تريماسوف، قال، يوم الجمعة، إن الروبل ظل عملة حرة التعويم.
تعزيز الروبل الروسي ولكن..
ارتفع الروبل بنحو 30% مقابل الدولار هذا العام، على الرغم من الأزمة الاقتصادية الشاملة في روسيا، وهو ما يجعله العملة الأفضل أداءً، وإن كان مدعومًا بشكل مصطنع بالضوابط المفروضة في أواخر فبراير/شباط لحماية القطاع المالي الروسي، بعد أن أرسلت البلاد عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.
وسيساعد الروبل القوي في كبح جماح التضخم ويفيد المستوردين، لكنه يضر أولئك الذين يبيعون السلع والخدمات في الخارج بالعملة الأجنبية؛ ما يعني انخفاض الدخل لميزانية روسيا المعتمدة على الصادرات.
ويقول المحللون إن السلطات الروسية ليست مهتمة بتعزيز كبير للروبل من المستويات الحالية، وتتوقع أن تضعف العملة بنهاية العام، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إشارة إلى أن السلطات مستعدة لرفع ضوابط رأس المال تدريجيًا، سمح البنك المركزي للبنوك ببيع العملات الأجنبية للأشخاص دون أي قيود بدءًا من 20 مايو/أيار، باستثناء الدولار واليورو.
وخارج بورصة موسكو، ظل الروبل أضعف بكثير؛ إذ يبيع سبيربنك دولارات نقدية مقابل 68.83 روبل واليورو مقابل 71.24 روبل.
موضوعات متعلقة..
- الروبل مقابل الغاز الروسي.. شركات أوروبية تلوح بـ"لتحكيم الدولي" (تقرير)
- الغاز الروسي.. أوروبا تخطط لاستبدال ثلث وارداتها بحلول نهاية 2022
- الكرملين: مخطط الدفع بالروبل الروسي مقابل الغاز سيمتد للصادرات الأخرى
اقرأ أيضًا..
- أزمة الطاقة واضطرابات النفط الروسي.. الأسوأ لم يأتِ بعد (تقرير)
- قطر تعزز هيمنتها على سوق الغاز الطبيعي المسال عالميًا
- أسعار النفط والفحم القياسية تملأ خزائن قطبي الطاقة في آسيا
- لأول مرة.. السيارات الكهربائية تقود نمو الطلب على الكوبالت في 2021