أبدى معظم مواطني سويسرا رغبتهم في خفض ضرائب الوقود في البلاد، أسوةً بما حدث في دول الجوار الأوروبية لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهر استطلاع رأي حديث أن 64% من السويسريين يريدون خفض الرسوم والضرائب على البنزين وأنواع الوقود الأخرى، حسبما نقلت منصة "20 مينيت" الناطقة باللغة الألمانية.
جاء ذلك بعد أن وصلت تكلفة لتر البنزين إلى أكثر من فرنكين في كثير من الأماكن، ومن المحتمل أن ترتفع الأسعار من 5 إلى 10 سنتات أخرى في الأسابيع القليلة المقبلة حال استمرار الحرب.
ارتفاع أسعار الطاقة في سويسرا
تفحص مجموعة عمل بقيادة وزير الاقتصاد، غاي بارملين، حاليًا، ارتفاع أسعار الطاقة، وتبحث عن حلول لعرضها على المجلس الوطني قريبًا.
ولم يتفاجأ النائب عن حزب الشعب السويسري، كريستيان إمارك، من نتيجة الاستطلاع، وقال: "أي شخص يقود سيارة يوميًا يدفع مئات الفرنكات شهريًا، وهذا كثير جدًا".
وفي وقت مبكر من شهر مارس/آذار، انتقد إمارك أسعار البنزين المرتفعة، مؤكدًا أن الاقتصاد مهدد أيضًا.
وقال إمارك: "صناعة البناء تعاني بصفة كبيرة ارتفاع أسعار الوقود". إذا استمر هذا، فستُفقد الوظائف قريبًا.
ضريبة القيمة المضافة الحل
من جانبه، أكد النائب عن حزب الشعب السويسري، فرانس غروتر، أنه لا يتعيّن على الحكومة الفيدرالية -بالضرورة- خفض ضرائب الوقود أو إلغاؤها.
وبدلًا من ذلك، يجب حساب ضريبة القيمة المضافة بصورة مختلفة. ففي الوقت الحالي، تُفرض ضريبة القيمة المضافة على السعر بالكامل، بما في ذلك الضرائب والرسوم.
ويريد غروتر تغيير ذلك، إذ يجب فرض ضريبة القيمة المضافة فقط على المنتج، أي البنزين، وليس على الضرائب المختلفة.
وقد وافق المجلس الوطني على اقتراحه، ثم سينخفض سعر البنزين بنحو 7 سنتات للتر الواحد.
ونتيجةً لذلك، ستخسر الحكومة الفيدرالية نحو 300 مليون فرنك من عائدات الضرائب. إلا أن هذه ليست خسارة حقيقية، لأنه بسبب ارتفاع سعر البنزين تفرض الدولة ضرائب أكثر بكثير مما لو ظل سعر البنزين عند نحو 1.8 فرنكًا للتر.
خفض ضرائب الوقود غير وارد
يرى رئيس حزب الخضر الليبراليين، يورغ غروسن، الأمور بصفة مختلفة؛ إذ أكد أن تخفيض ضرائب الوقود غير وارد بالنسبة إليه.
وأشار إلى أن أسعار البنزين انخفضت في السنوات الـ10-12 الماضية، قائلًا: "الآن ترتفع مرة أخرى، لذلك ليست هناك حاجة للإعفاءات الضريبية للسائقين في الوقت الحالي".
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت سيارات اليوم أكثر كفاءة: "يمكنك القيادة لمسافة أبعد بالسعر نفسه"، كما يقول غروسن.
وإذا كانت أسعار الوقود سترتفع بشدة لعدة سنوات، فيمكن مناقشة الدعم المستهدف للمتضررين.
بدائل خفض ضرائب الوقود
تتبنى فرانسيسكا ريسر من حزب الخضر وجهة نظر مماثلة؛ إذ أوضحت أنه على عكس بعض الدول المجاورة، لا تعاني سويسرا فقر الطاقة.
وقالت ريسر: "في هذا البلد، يمكن للناس تغطية تكاليف الطاقة الخاصة بهم".
بالإضافة إلى ذلك، هناك بدائل جيدة لتوفير المال على المدى القصير، مثل القيادة ببطء أكثر على الطريق السريع، أو التحول إلى وسائل النقل العام.
وأضافت: "على المدى المتوسط علينا الابتعاد عن الوقود الأحفوري على أي حال".
لذلك، فإن التخفيض الضريبي ليس هو الحل. إذا ظلت أسعار الوقود مرتفعة، يمكن أن تتلقى الأسر منخفضة الدخل أيضًا دعمًا موجهًا.
موضوعات متعلقة..
- كوريا الجنوبية تواجه أسعار النفط بزيادة تخفيضات ضرائب الوقود
- تمويل الوقود الأحفوري بأموال الضرائب يخالف الخطط المناخية للحكومات
- أغلى الدول وأرخصها في أسعار البنزين عالميًا.. ليبيا والجزائر في الصدارة
اقرأ أيضًا..
- أوابك: العالم لن يتخلى عن النفط والغاز.. والعرب صمام أمان الطاقة
- إسبانيا تجد بديلًا لإمدادات الغاز الجزائري
- 4 طرق لنقل الهيدروجين بعد إعلان المغرب والجزائر خطوة عالمية
- تسارع اعتماد السيارات الكهربائية غير كافٍ لدرء العواقب المناخية (دراسة)