تحويل محطات الغاز المسال إلى مراكز للهيدروجين.. 3 خيارات صعبة أمام ألمانيا
أحمد شوقي
- الاعتماد الكبير لألمانيا على الغاز الروسي يُصعب مهمة الابتعاد عنه.
- ألمانيا تعمل على بناء محطات للغاز المسال للاستغناء عن واردات روسيا.
- تعزيز البنية التحتية للغاز يهدد خطط ألمانيا في خفض الانبعاثات.
- الاستفادة من محطات الغاز المسال في نقل الهيدروجين تواجه عقبات.
- الاعتماد على الغاز المسال الاصطناعي قد يكون حلًا أمام ألمانيا.
بين إنشاء محطات الغاز المسال وأهداف التخلص من الوقود الأحفوري، وجدت ألمانيا نفسها في معضلة صعبة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعتمد برلين على الغاز الطبيعي الروسي في توفير ثلثي وارداتها، التي بلغت 142 مليار متر مكعب خلال عام 2021، وتخطط حاليًا للتخلي عن واردات الوقود الأحفوري من روسيا عبر تعزيز البنية التحتية للغاز المسال، لكن هذه الخطط تصطدم بتعهدات خفض الانبعاثات.
وأمام ذلك، من الممكن استغلال بعض البنية التحتية المخططة لمحطات الغاز المسال في نقل الهيدروجين الأخضر مستقبلًا دون أن تتحول إلى أصول عالقة، لكن هذه الخطط لا تزال نظرية حتى الآن، وسط العديد من العقبات، كما يوضح تقرير حديث لوكالة بلومبرغ.
محطات الغاز المسال
تخطط ألمانيا لإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بحلول عام 2035، لكن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا قد تضرب بهذه الخطط عرض الحائط.
وبدلًا من إغلاق البنية التحتية للغاز الطبيعي؛ فإن ألمانيا تعمل حاليًا على بناء محطات جديدة للغاز المسال، من أجل الابتعاد عن الغاز الروسي.
وفي سبيل ذلك، استأجرت ألمانيا، في وقت سابق من هذا الشهر، 4 وحدات عائمة لإعادة تغويز الغاز وتخزينه، من أجل تأمين إمدادات الغاز عن طريق واردات الغاز المسال، دون الانتظار إلى بناء محطات دائمة جديدة قد تستغرق وقتًا؛ ما يعرقل خططها لإنهاء اعتمادها على إمدادات موسكو بحلول صيف 2024.
ومن شأن هذه الخطط أن تعرقل أهداف ألمانيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؛ لذلك تريد برلين تطويع محطات الغاز المسال المقترحة حاليًا والضرورية، لمعالجة أزمة الطاقة الحالية، لإمكان استخدامها مستقبلًا في استيراد الهيدروجين الأخضر.
ويُمكن استخدام بعض البنية التحتية لمحطات الغاز المسال في المستقبل؛ للتعامل مع الهيدروجين الأخضر، لكن إجراء هذا التحويل لا يزال خططًا نظرية إلى حد كبير في الوقت الحالي.
التحويل إلى الهيدروجين الأخضر
رغم ما سبق؛ فإن هذه الخطط على رادار المستثمرين في المحطات الألمانية الجديدة؛ إذ أوضح الرئيس التنفيذي لمشغل شبكة الغاز الهولندية "غازيوني"، هان فينيما، أن الإجراء قصير المدى للغاية هو تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، لكن المرحلة الثانية ستكون أسرع من المتوقع باستخدام الهيدروجين الأخضر.
وبحسب وكالة بلومبرغ؛ لا تعد أي من المعدات المستخدمة في محطات الغاز المسال مناسبة للتعامل مع الهيدروجين الأخضر، الذي يصعب تخزينه ونقله؛ لأن جزيئاته أصغر بكثير من الميثان الذي يشكل جزءًا كبيرًا من الغاز الطبيعي.
وحتى في حالة نقل الهيدروجين باعتباره سائلًا في السفن؛ فإنه يجب تبريده إلى درجة حرارة أقل من سالب 250 درجة مئوية؛ ما يتطلب أنابيب مختلفة تمامًا، مقارنة بالغاز الطبيعي، الذي يتطلب تبريده إلى سالب 160 درجة مئوية حتى يصبح سائلًا.
وفضلًا عن ذلك؛ فإن صهاريج التخزين -المكون الأكثر تكلفة في أي محطة للغاز المسال- ليست جيدة في الاحتفاظ بجزيئات الهيدروجين الصغيرة، كما لا يمكن لجميع خطوط الأنابيب التعامل مع الهيدروجين النقي؛ كونه يضعف الهياكل المعدنية ويسبب التسريبات.
ومن جانبه، قال كبير المسؤولين التجاريين في شركة فلاكسيس، أرنو بويكس، إن تحويل محطة الغاز الطبيعي المسال إلى هيدروجين سائل يمثل تحديًا تقنيًا، مشيرًا إلى أنه نموذج قابل للتطبيق اقتصاديًا، لكن ليس على المدى القريب، حسبما نقلت بلومبرغ.
التحويل إلى أمونيا
أمام ذلك؛ فإن أسهل طريقة لنقل الهيدروجين هي تحويله إلى أمونيا، التي تسيل بسهولة عند سالب 33 درجة مئوية، ويمكن استخدامها باعتبارها وقودًا أو في صناعة الأسمدة، فضلًا عن إمكان تحويلها مرة أخرى إلى وقود هيدروجين.
ويوضح بويكس -بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ- أن الخزانات والأنابيب نفسها المستخدمة في محطات الغاز المسال يمكن استغلالها في الأمونيا، لافتًا إلى أن تكاليف التعديل في محطة حالية تمثل 15% فقط مما هو مطلوب لبناء منشأة جديدة.
ومع ذلك؛ فإن عملية تعديل محطات الغاز المسال لاستخدامها في نقل الأمونيا، تجلب مجموعة جديدة من العقبات؛ إذ سيتعين استبدال المضخات المبردة للمحطة للتعامل مع الأمونيا.
كما أن تحويل الأمونيا إلى هيدروجين عملية كثيفة الطاقة، فضلًا عن احتمال فقدان ما يتراوح بين 13% و34% من طاقة الهيدروجين، كما ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
خيار ثالث أمام ألمانيا
هناك خيار ثالث تقترحه معظم محطات الغاز المسال المخطط لها في ألمانيا، وهو استيراد وقود يعرف باسم الغاز الطبيعي المسال الاصطناعي.
ويُمكن تصنيع هذا الوقود من خلال دمج الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون -إما عن طريق التقاطه من مداخن المصانع وإما من تحليل النفايات الحيوية- لتكوين الميثان؛ ما يمنحه تركيبة كيميائية مماثلة للغاز الطبيعي.
وعند هذه النقطة، يمكن نقل الميثان بسهولة، أو تحويله مرة أخرى إلى هيدروجين أخضر واستخدامه لإزالة الكربون في قطاعات مثل إنتاج الصلب والنقل.
ورغم أن هذه العملية تنتج ثاني أكسيد الكربون، لكن يمكن التقاطه ونقله مرة أخرى إلى المصدر، على أن يُدمج مرة أخرى مع الهيدروجين لإنتاج المزيد من الغاز الطبيعي المسال الاصطناعي؛ ما يخلق حلقة مغلقة لا تطلق الكربون في الهواء.
موضوعات متعلقة..
- ألمانيا تعلن الطوارئ لإدارة إمدادات الغاز استعدادًا لوقف الصادرات الروسية
- ألمانيا تتجه إلى الغاز المسال لتأمين احتياجاتها بعيدًا عن إمدادات روسيا
- الغاز الطبيعي.. روسيا توفر ثلثي واردات ألمانيا (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- بالأرقام.. رواتب رؤساء شركات النفط والغاز في بحر الشمال (إنفوغرافيك)
- هل تستطيع مشروعات الغاز في أفريقيا إشباع أوروبا المتعطشة للإمدادات؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء