عقود الفحم الحراري الآجلة المتداولة في الصين تشهد تراجعًا حادًا
مع إحكام بكين قبضتها على الأسعار
مي مجدي
توقفت عقود الفحم الحراري الآجلة المتداولة في الصين تقريبًا خلال تعاملات اليوم الإثنين 16 مايو/أيار، بانخفاض 99.9% عن العام الماضي.
وشهد تداول العقود الآجلة للفحم الحراري تراجعًا حادًا قدره 27 عقدًا فقط، اليوم الإثنين، في بورصة تشنغتشو للسلع (زيد سي إي)، مقارنة بنحو مليون عقد يوميًا في بعض الأحيان.
وجاء ذلك نتيجة إحكام بكين سيطرتها على أسعار الفحم لكبح التكاليف الباهظة للطاقة والمواد الخام.
نضوب السيولة
أظهرت بيانات بورصة تشنغتشو للسلع أن التراجع الحادّ هو أقلّ مستوى يومي منذ 2015، حسب وكالة رويترز.
فقد بدأت السيولة تتلاشى بعد تدخّل بكين في أكبر سوق مستهلكة للفحم في العالم منذ سبتمبر/أيلول الماضي، لتهدئة ارتفاع الأسعار.
وخلال فبراير/شباط الماضي، اعتمدت البلاد مستويات أسعار مرجعية لتداول الفحم الحراري للعقود طويلة الأجل والفورية.
كما توعَّد مخطط الدولة في الصين بمعاقبة أيّ سلوك يدفع بالأسعار في كل من السوق الفورية (السوق النقدية) أو العقود الآجلة.
وظهر أثر ذلك واضحًا في حجم التداول وإجمالي المراكز المفتوحة للعقود الآجلة للفحم، وهما عنصران رئيسان لأنشطة المشتقات المالية.
وتعني المراكز المفتوحة عدد العقود أو الالتزامات القائمة في العقود الآجلة وخيارات التداول في البورصة.
وبلغت المراكز المفتوحة لعقود سبتمبر/أيلول الأكثر تداولًا 479 عقدًا، أي قرابة 47 ألف و900 طن من الفحم، بانخفاض عن 294 ألفًا و273 عقدًا في 29 أبريل/نيسان من العام الماضي.
ووفقًا لمحللين، أصبحت الأولوية في سوق العقود الآجلة الصينية -حاليًا- لدعم جهود البلاد للحفاظ على استقرار الأسعار من خلال كبح نشاط السوق، ولا يمكن للسوق القيام بالتحوط أو استكشاف الأسعار إلّا إذا توافرت السيولة الكافية.
ونفّذت بورصة تشنغتشو للسلع 6 تعديلات على الأقلّ في متطلبات الهامش ورسوم المعاملات والحدّ الأقصى لكمية المراكز المفتوحة يوميًا للعقود الآجلة للفحم الحراري منذ عام 2022.
ومن جانبهم، يرى تجّار الفحم أنه رغم الوضع الحالي للعرض والطلب، لم يعد هناك فائدة من تداول عقود الفحم الآجلة بعد الآن، إذ تحدد الحكومة الأسعار، ولا يجرؤ أحد على تجاوز الخطوط الحمراء.
كبح الأسعار
بالإضافة إلى ذلك، طلب مخطط الدولة في الصين من بعض مزوّدي مؤشر أسعار الفحم الرئيسيين تصحيح المخالفات خلال تحقيق استمر نصف عام تقريبًا.
وبدأت اللجنة الوطنية للتنيمة والإصلاح تحقيقًا مع 15 من مزوّدي المؤشرات في أكتوبر/تشرين الأول، بعدما وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية، وعطّلت الإنتاج.
ووجدت اللجنة من خلال التحقيق بعض المخالفات التي ضلّلت السوق وأسفرت عن ارتفاع الأسعار، واكشتفت أن بعض مزوّدي المؤشرات شاركوا في التداول.
في الوقت نفسه، طالبتهم بتصحيح هذه المخالفات في غضون مدة محددة، وأجبر ذلك بعض المؤسسات المؤثرة إلى التوقف عن نشر تقييمات الأسعار الفورية للفحم.
وبلغت أسعار الفحم الحراري في تشنغتشو 849 يوانًا (125.07 دولارًا) للطن، اليوم الإثنين 16 مايو/أيار، في حين بلغ طن فحم نيوكاسل الحراري القياسي 392.85 دولارًا.
إنتاج الفحم
على صعيد آخر، قفز إنتاج الفحم اليومي في الصين خلال الشهر الماضي بنسبة 11%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، مدعومًا بقرار زيادة الإمدادات.
وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، اليوم الإثنين 16 مايو/أيار، أن الصين -أكبر منتج للفحم في العالم- استخرجت 362.8 مليون طن خلال الشهر الماضي، بما يعادل 12.09 مليون طن يوميًا، مقابل 12.77 مليون طن يوميًا في مارس/آذار، و10.74 مليون طن يوميًا في العام السابق، حسب وكالة رويترز.
وتهدف بكين لزيادة إنتاج الفحم يوميًا إلى 12.6 مليون طن، وبناء مخزون وطني يصل إلى 620 مليون طن لضمان توفر إمدادات كافية.
كما حثّت الحكومة المناطق المعتمدة على الفحم المستورد على توقيع المزيد من العقود لمدة عام على الأقلّ، مع منتجي الفحم المحليين، لتوفير الإمدادات.
وكشف البنك المركزي الصيني عن تخصيص قروض لمحطات الكهرباء بقيمة 100 مليار يوان (14.7 مليار دولار) لدعم إنتاج الفحم وتخزينه وشرائه.
كما وضعت بكين سقفًا لأسعار الفحم الحراري بموجب صفقات فورية أو عقود محددة الأجل لتخفيف ضغوط التضخم، وتحقيق التوازن في الأرباح بين مناجم الفحم والمرافق.
اقرأ أيضًا..
- 9 مقترحات لحل أزمة الطاقة في العراق (إنفوغرافيك)
- اضطراب إمدادات الطاقة الروسية لأوروبا يُربك أسعار النفط (مقال)
- استثمارات انتقال الطاقة تحتاج 5.7 تريليون دولار سنويًا لتجنُّب كارثة المناخ