تمثّل الطاقة النظيفة في كينيا نموذجًا يجب أن يُحتذى به في أفريقيا؛ فبينما تعتمد غالبية دول القارة السمراء على الوقود الأحفوري الذي يُستورد من الخارج في توليد الكهرباء، تهدف نيروبي إلى إنتاج الكهرباء بنسبة 100% من مصادر خضراء بحلول عام 2030.
وبينما يعيش معظم سكان القارة الأفريقية في ظلام دامس، ارتفع معدل توصيل الكهرباء في كينيا من أقل من 30% في عام 2013، إلى أكثر من 75% في 2020.
وقفز عدد عملاء مرفق الكهرباء في كينيا إلى 8.59 مليون عميل في نهاية العام الماضي، مقابل 8.27 مليونًا في يونيو/حزيران.
%100 من الطاقة النظيفة
قال السكرتير الرئيس لوزارة الطاقة في كينيا، غوردون كيهالانغوا، إن مصادر الطاقة المتجددة تمثل حاليًا نحو 73% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء المركبة، وإن 90% من الكهرباء المولدة في البلاد تأتي من مصادر نظيفة للطاقة؛ الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على صحة الشعب الكيني.
وتعتمد كينيا على محطات الطاقة الحرارية الأرضية ومزارع الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية في توليد الطاقة النظيفة.
وتمتلك كينيا أكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في أفريقيا جنوب الصحراء.
وأضاف كيهالانغوا، خلال كلمته في ورشة عمل بعنوان "التحقق من خطة تنفيذ إستراتيجية كفاءة الطاقة والحفاظ عليها في كينيا"، أن بلاده في طريقها لتحقيق 100% من استخدام الطاقة النظيفة بحلول 2030، كما تسير في طريق الوصول الشامل إلى الطهو النظيف بحلول عام 2028.
ويستخدم ما يصل إلى 75% من سكان كينيا الوقود الصلب بوصفه مصدرًا أساسيًا للطهي؛ إذ يستخدم 68% الخشب، و7.8% البارافين، و23.9% غاز الطهو.
وتمتلك حلول الطهو النظيف -مثل الإيثانول والغاز الحيوي والكهرباء- القدرة على تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة.
ارتفاع الطلب على الكهرباء
تغطي الخطة الإستراتيجية 5 قطاعات حيوية تشمل المنازل، والمباني، والنقل، وصناعة المرافق والزراعة، بهدف تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير السكن والرعاية الصحية بأسعار ملائمة لجميع مواطني كينيا.
وأشار السكرتير الرئيس لوزارة الطاقة في كينيا إلى أنه مع النمو المتوقع في مخزون المباني في كينيا إلى ما يقرب من 47 مليون متر مربع بحلول عام 2025، من المقرر أن يزداد استهلاك التيار الكهربائي في قطاع المباني والتشييد، وستكون إمدادات الكهرباء لجميع المباني، الجديدة والقائمة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، بحسب موقع إي إس أي أفريكا.
وتقع معظم محطات الطاقة الحرارية الجوفية في أفريقيا في دولة كينيا؛ إذ تمتلك البلاد قدرة مركبة من الكهرباء تبلغ 2819 ميغاواط؛ من بينها 828 ميغاواط من محطات الطاقة الحرارية الأرضية في غرب البلاد.
وقال غوردون كيهالانغوا إن الإصلاحات في قطاع الطاقة النظيفة يجري وضعها وتنفيذها بشكل مستمر لتحسين استدامة أداء الاقتصاد الوطني وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وأضاف ستدعم هذه الإصلاحات تنفيذ اتفاقية باريس والجهود المبذولة لتحقيق أهداف المناخ في كينيا على النحو المنصوص عليه في المساهمات الوطنية الأولى.
ويتسبّب قطاع الطاقة في ثلاثة أرباع انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في العالم، ولا يزال ما يقرب من 800 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء، في حين يعاني 3 مليارات غياب وقود الطهي النظيف؛ ما يتسبب في أكثر من مليون حالة وفاة كل عام بسبب تلوّث الدخان داخل المباني.
موضوعات متعلقة..
- كينيا الأعلى نموًا في وصول سكانها للكهرباء عالميًا
- تعزيز الطاقة النووية في كينيا بمحطتين.. وخطط طموحة للتصدير
- مشروع لتطوير خطوط نقل الكهرباء في كينيا.. لأول مرة في أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- وحدات الطاقة الشمسية في الهند تحتاج 7 مليارات دولار لتعزيز الإنتاج المحلي
- أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب وبريطانيا يشهد تطورات جديدة
- الكهرباء في أميركا.. معاناة منتظرة للمستهلكين مع ارتفاع التكاليف وانقطاع التيار
