تيسلا تؤجل خطة دخول السوق الهندية.. وإندونيسيا كلمة السر
بعد فشل إقناع السلطات بخفض رسوم الاستيراد
مي مجدي
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. يبدو أن هذا المثل ينطبق على الهند -حاليًا- بعد قرار تيسلا تأجيل خطتها لدخول السوق الهندية، وفشلها في إقناع المسؤولين بخفض رسوم الاستيراد على سيارتها الكهربائية؛ فقد تكون خسارة الهند مكسبًا لإندونيسيا.
وفي هذا الصدد، علّقت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية خطط إطلاق 4 طرازات في الهند مؤقتًا، كما تخلت عن البحث عن صالات للعرض، وأعادت ندب أفراد من فريقها المحلي لبلدان أخرى.
وجاء قرار تيسلا بعد محاولات استمرت لمدة عام لإقناع السلطات بخفض رسوم الاستيراد على المركبات الكهربائية، التي تنوي شحنها من الولايات المتحدة والصين.
في غضون ذلك، يتجه رجل الأعمال، الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، للقاء الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، وزيارة العديد من المناطق في جميع أنحاء إندونيسيا، التي تعد أكبر منتج للنيكل، وهو معدن رئيس لبطاريات السيارات الكهربائية.
خسارة الهند
دافع الملياردير إيلون ماسك لمدة طويلة عن الحكومة الهندية، معربًا عن أمله في خفض رسوم الاستيراد؛ ما يسمح للشركة بتثبيت أقدامها في البلاد.
وطالبت الحكومة الشركة بتأسيس مصنع للبيع على الصعيد المحلي والتصدير، لكن ماسك وعد بتنفيذ ذلك حال نجاح تجربة بيع السيارات المستوردة في البلاد.
وبدأت تيسلا في البحث منذ أشهر عن مواقع مناسبة لفتح صالات عرض ومراكز خدمة في المدن الهندية الرئيسة، مثل نيودلهي ومومباي وبنغالور.
وكانت الشركة الأميركية قد حددت موعدًا نهائيًا في 1 فبراير/شباط لمعرفة نتائج الضغوطات التي مارستها على الحكومة، وهو اليوم الذي تكشف فيه الهند عن الموازنة والتغييرات الضريبية، حسب وكالة رويترز.
واضطرت تيسلا إلى تعليق جميع خططها لاستيراد السيارات إلى الهند بمجرد علمها بأن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لن تقدم أي امتيازات، كما أسندت بعض أفراد طاقمها في الهند مسؤوليات إضافية في أسواق أخرى.
مبيعات السيارات في الهند
في مطلع العام الجاري، كشف ماسك عن أنه يعمل على تجاوز التحديات المتعلقة بالمبيعات في الهند مع الحكومة، لكن الطلب القوي على سيارات تيسلا الكهربائية في أسواق أخرى، والصراع المتعلق بالرسوم، دفعها إلى تغيير إستراتيجيتها.
وعلّق وزير النقل، نيتين جادكاري، على ذلك بأن تيسلا ستستفيد من تصنيع مركباتها الكهربائية في الهند، وغير مقبول استيراد السيارات من الصين.
وكافحت تيسلا لخفض الرسوم في وقت حققت فيه الهند فوزًا مهمًا في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما قالت شركة صناعة السيارات الألمانية الفاخرة مرسيدس بنز إنها ستبدأ تجميع إحدى سياراتها الكهربائية في البلاد.
وسعت تيسلا لسحب البساط من شركة صناعة السيارات المحلية "تاتا موتورز" المهيمنة على السوق الهندية، لكن سعر تيسلا يتجاوز الـ40 ألف دولار، وتفرض الهند رسوم استيراد بنسبة 100% على السيارات التي تبلغ تكلفتها 40 ألف دولار أو أكثر، و60% للمركبات التي يقل سعرها عن ذلك.
إندونيسيا تستقطب الشركات العالمية
لفتت إندونيسيا انتباه العديد من مصنعي السيارات والبطاريات، خلال الأشهر الماضية، بمجموعة متنوعة من الحوافز، لتحقيق أهدافها الطموحة في قطاع السيارات الكهربائية.
كما أن إندونيسيا تمتلك أكبر احتياطي نيكل في العالم، وأبرمت صفقات بمليارات الدولارات مع شركات كورية جنوبية وصينية لتعزيز هذه الأهداف والاستفادة من موارد النيكل.
فقد أعلنت شركة "إل جي إنرجي سوليوشن"، إلى جانب شركات أخرى، استثمار قرابة 9 مليارات دولار لإنشاء سلاسل توريد بداية من التعدين إلى التصنيع.
كما بدأت الشركة الكورية الجنوبية التعاون مع شركة هيونداي موتورز لتطوير مصنع للبطاريات في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تستثمر شركة "كونتمبوراري أمبريكس تكنولوجى" قرابة 6 مليارات دولار في مشروع لتطوير البطاريات مع شركة "بي تي أنيكا تاميانغ" المدعومة من الدولة.
وفي مطلع هذا الشهر، أعلنت البلاد استثمارات بقيمة 15 مليار دولار من شركة "نبنجبو كونتمبوراري برانب ليجند" الصينية وإل جي إنرجي لتطوير بنية تحتية لبطاريات السيارات الكهربائية.
ويُظهر تحول الشركات إلى أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا مدى أهمية القرب من مصادر المواد الخام المغذية للتصنيع.
ومع ذلك، ما زالت عمليات النقل مكلفة وبطيئة وصعبة على الشركات، وتعي تيسلا ذلك جيدًا؛ حيث سارعت بإنشاء مراكز صناعية في الصين وألمانيا، وهي دول معروفة ببراعتها في الإنتاج الصناعي والسياسات التي تساعد في بيع سياراتها.
وبعد مواجهة أزمة في صنع المركبات الكهربائية بالولايات المتحدة، نمت حصة تيسلا في السوق العالمية، وتتطلع لتأمين المواد وصنع البطاريات الخاصة بها.
ورغم أن السيارات الكهربائية تشكل نسبة ضئيلة من المبيعات، مقارنة بالصين والولايات المتحدة؛ فإن إندونيسيا تستهدف الاستفادة من الموارد الحالية، ووضع سياسات لجعلها أرضًا خصبة للاستثمارات.
اقرأ أيضًا..
- أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب وبريطانيا يشهد تطورات جديدة
- مشروعان لتوليد 550 ميغاواط من طاقة الرياح البحرية في كولومبيا
- شركات الطاقة في بريطانيا تواجه شبح فرض ضريبة على الأرباح