طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

صناعة طاقة الرياح تواجه أزمة ارتفاع التكلفة وإلغاء الدعم

الشركات تحقق خسائر بعد عقد من الازدهار

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • سيمنس غاميسا تتوقع 4% خسائر هذا العام
  • سيتي غروب يتوقع تحقيق جنرال إلكتريك خسائر 16% في الربع الأول
  • توسُّع الشركات الصينية في الخارج يهدّد الغربية
  • الصين تفوّقت في إنتاج توربين رياح بسعة أكبر من الأوروبية

باتت صناعة طاقة الرياح مهددة بسبب أزمة سلاسل التوريد، وارتفاع التكلفة، وإلغاء الدعم، بالإضافة إلى تغوّل الشركات الصينية على حساب الغربية، وهو ما ينعكس سلبًا على تغيّر المناخ.

ويحتاج علاج تغير المناخ إلى توليد المزيد من الطاقة المتجددة التي تعتمد على الشمس وصناعة طاقة الرياح بصورة أساسية.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن التحكم في الحرارة بأقل من 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، يتطلّب أن يولّد العالم 390 غيغاواط من مزارع الرياح سنويًا بحلول عام 2030، ولم تحقق ربع هذه النسبة حتى الآن.

ورغم أنها قدمت دعمًا كبيرًا لصناعة طاقة الرياح، على مدار العقد الماضي، فإن دولًا مثل إسبانيا وألمانيا واليابان والصين تقلِّص -أو تلغي- تلك المساندة؛ ما يجعلها أكبر تكلفة.

الشركات تحذّر

توربينات رياح من شركة سيمنس جاميسا
توربينات رياح من شركة سيمنس جاميسا

حذّرت شركة سيمنس جاميسا -وهي ثاني أكبر مصنع لتوربينات طاقة الرياح عالميًا، من مقرها في إسبانيا الأسبوع الماضي- من أنها ستحقق خسائر العام الجاري بنسبة 4%.

كما توقع سيتي غروب -بنك استثمار- أن تحقق شركة جنرال إلكتريك -وهي أكبر منتج أميركي في قطاع توربينات الرياح- خسائر 16% في الربع الأول من العام الجاري.

وتعرّضت 3 شركات ألمانية لصناعة توربينات الرياح، وهي دويتش ويندتكنك، ونوردكس، وإنركون، للقرصنة منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل نحو شهرين، وفق موقع "ناسداك".

ووجد تقرير 2021 لـ"بلاك كايت" أن أكثر من نصف شركات الطاقة الأميركية لديها أنظمة غير مُحدثة، ما يجعلها عرضة لمخاطر القرصنة.

المواد الخام

تترنح شركات صناعة توربينات الرياح الكبرى -مؤخرًا- تحت وطأة ارتفاع أسعار المواد الخام، وتكلفة الشحن، بالإضافة إلى تغيرات على خريطة دعم الطاقة النظيفة التي تحصل عليها في دول مختلفة، خاصة الغربية.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الرياح العالمي، بن باكويل: "إن هناك فشلًا ذريعًا في السوق، هناك مسافة عظيمة بين ما تستهدفه الحكومات وما يحدث على أرض الواقع.. إن هذا خطر كونه يدفعنا بعيدًا عن طريق تحقيق الحياد الكربوني، كما يهدد التعاقدات الجديدة"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

وكان باكويل قد أشار -في حوار مع "الطاقة" في القاهرة، قبل أكثر من شهر- إلى أن طاقة الرياح تمثّل 30-40% من الطاقة المتجددة، وأن أكثر التحديات التي تواجه صناعة طاقة الرياح هو ضرورة الإسراع في تنفيذ مشروعاتها، لتسهم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

توسُّع صيني

تتوسع شركات طاقة الرياح الصينية خارج حدودها المحلية، في وقت تواجه فيه الشركات الأميركية تحديات التكلفة، ما يعني أن بكين قد تتوغل في الأسواق على حساب الغربية منها.

ويؤدي تباطؤ صناعة توربينات الرياح الأميركية إلى مخاطر إضعاف استقلال الولايات المتحدة الطاقي.

وكانت تلك الشركات تعتمد بصفة رئيسة على الإمدادات الصينية، ما تسبّب في توترات تجارية بين البلدين.

وتخطط شركات صينية -مثل إكسينجيانغ غولدويند ساينس آند تكنولوجي، وإنفجن غروب، ومينغ يانغ سمارت إنرجي غروب- للاستثمار خارج البلاد.

وتبدو علامات تفوّق للشركات الصينية في الأسواق العالمية، فبعد إنتاج شركة فيستاس الأوروبية توربينًا ضخمًا بسعة 15 ميغاواط، قدمت بعدها شركة مينغ يانغ سمارت توربينًا بسعة أكبر تبلغ 16 ميغاواط، في أغسطس/آب الماضي.

مشروعات أقل

توربينات الرياح لتوليد الكهرباء
مزرعة رياح في ولاية هاواي الأميركية

تقول شركات صناعة طاقة الرياح إنها ستستثمر في مشروعات أقل، وترفع الأسعار، سعيًا لخفض التكلفة.

ورغم أن الشركات الكبرى قد استثمرت بكثافة في تصنيع توربينات رياح بأحجام ضخمة، ولديها قدرة على توليد كهرباء أكثر، ما يخفض التكلفة، فإنه تبقى مشكلة الاستثمارات الكبيرة التي تُضخ في المشروعات، والتي لا تمكّنهم من تقديمها إلى السوق بسعر منخفض.

كما تواجه الشركات تحديًا آخر مستقبلًا، يتمثل في عدم وجود حوافز، وهو ما يقوّض فرص وجود تطور مستقر لتلك المشروعات.

وقال المدير التجاري لأورستد إيه إس -وهي من كبار مطوري مشروعات مزارع الرياح البحرية عالميًا- مارتن نوبرت: "إننا سنواجه نقصًا في الإمدادات، ما يؤثر سلبًا في قدرتنا على تلبية الطلب العالمي".

وبلغت سعة مزارع الرياح عالميًا في 2020 نحو 742 ميغاواط مقابل أقل من 100 غيغاواط في 2007، ما يكشف أن تلك الصناعة حتى هذا الوقت كانت تسير بصورة جيدة.

غير أن الشركات بدأت زيادة الأسعار بأعلى معدلات منذ عام 2014، ما يعني أن هذه الصناعة تعكس اتجاهًا استمر لعقد من الزمن، شهد انخفاض التكلفة، وأدى إلى توسعها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق