الصين تدفع اليابان إلى التمسك بمشروع الغاز الطبيعي المسال في روسيا
وشل تتباحث مع عمالقة النفط لبيع حصتها في سخالين
دينا قدري
يبدو أن اليابان أصبحت أكثر إصرارًا على الاستمرار في مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي، بعد أن أبدت شركات صينية اهتمامًا بشراء حصة شركة شل العالمية في المشروع.
إذ أكد وزير التجارة الياباني، كويشي هاغيودا، أنه "إذا تركت اليابان مشروعًا، فيمكن لطرف ثالث الاستحواذ عليه".
وشدد -في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة- على أن "التخارج من مشروعات الطاقة في روسيا من شأنه أن يرفع الأسعار أكثر، ولن يكون إستراتيجية عقوبات فعّالة".
فالتخارج من مشروعات الغاز الطبيعي المسال الروسية سيجبر اليابان على توفير وقود بديل من السوق المحدودة، ما يهدد بتعزيز الأسعار التي يجري تداولها بالقرب من مستويات عالية قياسية، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.
مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي
تجري شركة شل مناقشات مع العديد من عمالقة النفط المملوكة للدولة في الصين لبيع حصتها -البالغة 27.5%- في مشروع سخالين 2 للغاز الطبيعي المسال، في ظل العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
إذ أعلنت شل -في فبراير/شباط- أنها ستتخارج من جميع عملياتها الروسية، بما في ذلك محطة سخالين 2 للغاز الطبيعي المسال، ما سيكبدها خسائر بنحو 5 مليارات دولار.
وتشمل المحادثات شركات سينوك وسينوبك ومؤسسة النفط الوطنية الصينية، لبيع الحصة إلى إحدى الشركات الصينية أو شركتين أو الشركات الثلاث مجتمعة.
وقالت مصادر إن المناقشات في مرحلة مبكرة، ولا يزال من الممكن عدم الاتفاق على صفقة مع الشركات، كما تُعد شل منفتحة على المحادثات مع مشترين محتملين آخرين من خارج الصين.
وقال شخص مطلع على أعمال الغاز في شركة مؤسسة النفط الوطنية الصينية إن شركات الطاقة الصينية المدعومة من الدولة تتبع أوامر بكين لتوخي الحذر عند التعامل مع القضايا الروسية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأوضح أن "الاتصالات بين الشركات الصينية وروسيا في هذه المرحلة تركز فقط على التجارة وتطوير المشروعات الجديدة"، مضيفًا أن الاستحواذ على المشروعات المتروكة من الشركات الغربية ليس على جدول الأعمال.
موقف اليابان من روسيا
تكافح اليابان بشأن كيفية الضغط على موسكو، بينما تواصل -أيضًا- استيراد الغاز الطبيعي والنفط من روسيا وسط أزمة الإمدادات العالمية.
سخالين 2 هو أقرب مشروع لتصدير الغاز الطبيعي المسال لليابان، وقد صرّح رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الشهر الماضي بأنه لا ينبغي للدولة الانسحاب بسبب أهميته الإستراتيجية للدولة الفقيرة بالموارد.
وتمتلك شركتا ميتسوبيشي وميتسوي اليابانيتان 22.5% من مشروع سخالين 2، ومعظم الغاز المنتج هناك يُورد إلى اليابان.
بينما تمتلك شل حصة 27.5% في المشروع، وتمتلك شركة غازبروم الروسية النسبة المتبقية وهي 50%.
ومع ذلك، اتخذ كيشيدا قرارًا مفاجئًا -في وقت سابق من هذا الشهر- أن اليابان ستحظر واردات الفحم الروسي. حتى الآن، يتجنب قيودًا مماثلة على أنواع الوقود الأخرى.
واردات اليابان من روسيا
كان هاغيودا قد أكد أن اليابان ليس لديها أي خطة للانسحاب من مشروع سخالين 1 و2، اللذين تعدهما "ضروريين" لأمن الطاقة في البلاد، مضيفًا أنه ليس لديها حاليًا أي خطة لتعليق عملها أو الانسحاب من مشروع أركتيك 2 للغاز المسال.
وقال -في مؤتمر صحفي مطلع الشهر الجاري-: "سخالين 1 هو مصدر نادر لشراء النفط الخام خارج الشرق الأوسط لبلدنا، الذي يعتمد على نحو 90% من واردات النفط الخام من الشرق الأوسط، ويزوّد سخالين 2 ما يقرب من 9% من واردات البلاد من الغاز الطبيعي المسال، ويمثل نحو 3% من حجم الكهرباء"، حسبما نقلت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
وأضاف: "نظرًا لأن الدولة تمتلك حصصًا في هذه المشروعات وتضمن حقوق رفع الموارد الطبيعية على المدى الطويل، فإن هذه الأمور مهمة أساسًا لأمن الطاقة، لأن المشروعات تسمح للشركات اليابانية بشراء إمدادات أقل من سعر السوق، خاصةً في ظل أسعار الطاقة المرتفعة حاليًا".
واستحوذت روسيا على 9% من إجمالي واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال البالغة 74.32 مليون طن متري، بوصفها خامس أكبر مورد في عام 2021، و4% من إجمالي واردات النفط الخام البالغة 2.48 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات وزارة المالية.
اقرأ أيضًا..
- أوبك تتبرأ من مسؤولية ارتفاع أسعار النفط: "التوترات الجيوسياسية السبب"
- هل تصبح السعودية بديلًا لإمدادات الغرب من النفط الروسي؟ (تقرير)
- إيطاليا تعتزم التوقف عن شراء الغاز الروسي في 2023.. مصر والجزائر بديلان رئيسان
- صناعة السيارات.. كيف تؤثر الأزمة الأوكرانية في الإنتاج والمبيعات؟