الكهرباء في باكستان.. رئيس الوزراء الجديد يناقش أزمة توقف 27 محطة
تزيد سعتها على 7000 ميغاواط
نوار صبح
- • يواجه المواطنون في جميع أنحاء باكستان انقطاعات التيار الكهربائي.
- • 9 محطات رئيسة لتوليد الكهرباء بسعة 3535 ميغاواط لا تعمل بسبب نقص الوقود.
- • نقص كامل في التنسيق بين قسمي البترول والكهرباء بوزارة الطاقة.
- • الزيادة غير الضرورية في رسوم الكهرباء أثرت بشكل مباشر بالصناعات في باكستان.
- • يتعين على الحكومة الجديدة أن تتخذ خطوات فورية لتوفير الإغاثة للصناعيين.
أعلن رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، شهباز شريف، يوم الخميس 14 أبريل/نيسان الجاري، أن 27 محطة لتوليد الكهرباء في باكستان تزيد سعتها على 7000 ميغاواط معطلة بسبب مشكلات تقنية أو نقص الوقود في وقت يواجه فيه المواطنون انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وأوضح أن 9 محطات رئيسة لتوليد الكهرباء تبلغ 3535 ميغاواط لا تعمل بسبب نقص الوقود؛ وهي تشمل 4 محطات ما تزال مغلقة بسبب نقص الغاز الطبيعي المسال، اثنتان منها بسبب نقص زيت الفرن، وواحدة لانخفاض مخزونات الفحم، والرابعة بسبب انتهاء اتفاقية توريد الغاز.
بدورها، قدّمت وزارة الطاقة في باكستان قائمة بهذه المحطات، وألقت اللوم على غياب التوجيه والدعم السياسي لترتيبات توفير الوقود، وفقًا لما نشرت صحيفة "ذا دوون" اليومية الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية.
إضافة لذلك، أصبحت 18 محطة أخرى غير متاحة للتشغيل لمدة طويلة بسبب عيوب تقنية وقلة الإصلاح والصيانة.
المسارعة إلى معالجة المشكلة
في حديثه عن أسباب أزمة الكهرباء في باكستان، أشار رئيس وزراء باكستان السابق، شهيد خاقان عباسي، الذي تولّى أيضًا حقيبة وزارة النفط في الماضي، إلى نقص كامل في التنسيق بين قسمي البترول والكهرباء بوزارة الطاقة، وينبغي معالجة الأمر في وقت مبكر بدلًا من إضاعة الوقت في لعبة إلقاء اللوم.
ونصح شهيد خاقان عباسي أن يُجرِي قسم الكهرباء على الفور إعداد توقعات الطلب لمعرفة ما يمكن عمله بالتشاور مع قسم البترول ومتابعته بآلية لمثل هذا التخطيط والترتيبات.
وطلب رئيس وزراء باكستان الجديد، شهباز شريف، من السيد عباسي التطوع بوقته وخبرته وتقديم المشورة للقسمين في هذا الصدد؛ لأنه "يبدو أن قضية تعطل محطات الكهرباء في باكستان خطيرة ولا يمكن تركها دون معالجة".
وقال مصدر حضر اجتماع رئيس الوزراء بمسؤولي قطاع الكهرباء في باكستان إن الإفادة التي قدمتها وزارة الطاقة كانت على ما يبدو لائحة اتهام ضد القادة السياسيين السابقين؛ حيث جرى توضيح أنه لن يكون هناك نقص في الكهرباء لكن المحطات أغلقت بسبب الوقود والقيود التقنية.
وأشار المصدر إلى أن الحكومة السابقة لم تتخذ الخطوات في الوقت المناسب لمعالجة العيوب التقنية أو توفير قطع الغيار للإصلاح أو لم تُتَّبع إجراءات الصيانة المناسبة.
وعلى الرغم من أن معظم الأخطاء كانت ذات طبيعة إدارية؛ فإن بعضها كان ينطوي على مشكلات تتعلق بالسياسة.
وأعرب رئيس الوزراء عن استيائه من الوضع العام، ولأن المواطنين اضطروا إلى مواجهة ساعات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد في أثناء إغلاق محطات الكهرباء لسبب أو لآخر.
ونُقِل عن رئيس الوزراء قوله إن هذا النوع من الإهمال غير مقبول، وأعطى توجيهاته لقسم الكهرباء وشركاته لمواجهة هذه التحديات على الفور.
ونُقل عنه قوله لقسم الكهرباء في وزارة الطاقة: إنه لا يمكن التسامح مع مثل هذا الوضع وإطالة معاناة الناس خلال شهر رمضان المبارك.
وأفادت بعض المصادر بأن رئيس الوزراء سيعقد سلسلة من الجلسات لموردي ومنتجي الوقود والكهرباء في باكستان خلال اليومين المقبلين.
أسباب متعددة وراء تعطل محطات الكهرباء
أُغلِقَت محطة ليبرتي للكهرباء بسعة 210 ميغاواط منذ 18 ديسمبر/كانون الأول بسبب انقطاع إمدادات الغاز من جانب شركة خطوط أنابيب الغاز "سوي نورذرن بايبلاينز" بسبب عدم سداد الأموال العالقة نتيجة الديون الإدارية.
من جهة ثانية، خرجت 4 محطات تبلغ سعتها الإجمالية 1200 ميغاواط -بما في ذلك محطة روش وناديبور وفاوجي كبيروالا وغاز توربين في إقليم فيصل أباد– من الخدمة منذ 13 ديسمبر/كانون الأول؛ بسبب عدم توافر الغاز الطبيعي المسال المعاد تغويزه.
علاوة على ذلك، توقفت محطة حبيب الله الساحلية لتوليد الكهرباء بقدرة 120 ميغاواط عن العمل بسبب انتهاء اتفاقية الغاز الخاصة بها في أكتوبر 2019.
وأُغلِقت محطة جامشورو بسعة 550 ميغاواط ومحطة مظفر غاز بسعة 840 ميغاواط منذ 8 أبريل/نيسان بسبب عدم توافر زيت الوقود.
كما توقفت محطة ساهيوال التي تعمل بالفحم بسعة 620 ميغاواط عن العمل بسبب نقص الفحم منذ 20 مارس/آذار، ومن المتوقع أن تعود للعمل بحلول 20 أبريل/نيسان الجاري.
وتوجد 18 محطة بسعة إجمالية تبلغ 3605 ميغاواط معطلة -بعضها لأكثر من عام- لأسباب تقنية.
ووجّه رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، بضرورة إزالة جميع العيوب وتشغيل المحطات بشكل عاجل.
وبدأت هيئة تنظيم الكهرباء في باكستان "نيبرا" أيضًا في متابعة إفراز الأحمال في جميع أنحاء البلاد.
واستدعت "نيبرا" الرؤساء التنفيذيين لمحطات الكهرباء التي لا تعمل بسبب نقص الوقود أو لأسباب تقنية إلى إسلام أباد، للوقوف أمامها يوم الجمعة 22 أبريل/نيسان؛ لتقديم تفسيرات مع الأدلة.
مناشدة لخفض رسوم الكهرباء
ناشد رجال الأعمال رئيس وزراء باكستان، المنتخب حديثًا، شهباز شريف، خفض رسوم الكهرباء؛ في محاولة لمساعدة القطاع الصناعي.
وقال رئيس جمعية كورانجي للتجارة والصناعة (كاتي) بالإنابة فاروق قندهاري: إن الزيادة غير الضرورية في رسوم الكهرباء من جانب الحكومة السابقة أثرت بشكل مباشر في الصناعات، حسبما أوردت صحيفة إكسبرس تريبيون اليومية الباكستانية.
وأضاف أن هذه الرسوم أدت إلى زيادة حادة في تكلفة الإنتاج، مشيرًا إلى أن التجار سئموا من الزيادات المستمرة في رسوم الكهرباء.
وأكد أنه يتعين على الحكومة الجديدة أن تتخذ خطوات فورية لتوفير الإغاثة للصناعيين حتى تسير الدورة الاقتصادية على النحو المطلوب.
وأشار إلى أن التخفيض الكبير في تكلفة المنتج سيعطي دفعة لقطاع التصدير، وهذا سيمكن المصدرين من الترويج للمنتجات الباكستانية في الأسواق الدولية.
وألمح إلى أن تكاليف الإنتاج في باكستان تُعَد الأعلى في المنطقة، ونتيجة لذلك؛ فإن المصدرين غير قادرين على المنافسة في السوق العالمية.
اقرأ أيضًا..
- الحمادي: محطات براكة النووية تدعم الابتكار والحياد الكربوني
- بعد غرق سفينة محملة بالوقود.. جهود تونسية لمنع كارثة بيئية
- استخدامات متعددة.. كيف يؤدي معدن الزنك دورًا مهمًا في تحول الطاقة؟