معارضة مشروعات الفحم في ألمانيا تتزايد.. والقضاء يؤيد استمرار عمل منجم كبير
رغم صدور حكم قضائي لصالح شركة آردبليو إي
أمل نبيل
تواجه مشروعات تعدين الفحم في ألمانيا هجومًا حادًا من قبل الجماعات البيئية، التي تتهم شركات الطاقة والحكومة باستغلال الحرب في أوكرانيا ذريعةً لمواصلة تعدين الوقود الجافّ.
وهددت مجموعة "إندي غيلاندي" الناشطة في مكافحة الفحم وإزالة الغابات في ألمانيا بالتدخل لمنع شركة "آردبليو إي" من الاستمرار في استخراج الفحم من قرية "لوت ثيراث"، بعد أن أصدرت محكمة ولاية شمال الراين -وستفاليا، حكمًا لصالح الشركة الألمانية في نزاع على الأرض، مرتبط بتوسعات في منجمها المفتوح "غارزوييلير ليغنيتي"، الواقع في قرية بغرب ألمانيا.
وتعتزم ألمانيا إغلاق محطات الفحم العاملة في البلاد بحلول عام 2038، كما تخطط لإغلاق المحطات النووية بنهاية العام الجاري، رغم استمرار 3 محطات في العمل حتى الآن.
تلبية الطلب الضروري على الفحم البني
سعى مالك الأرض الزراعية، الملاصقة للمنجم المفتوح، واثنان من المستأجرين، إلى وقف عمليات الشركة لإزالة الغابات وهدم المباني وحفر الأرض على حافة ممتلكاتهم.
ورفضت المحكمة الإدارية العليا لشمال الراين- ويستفاليان في مونستر، الدعوى، وقالت المحكمة: "إن الشركة الألمانية أصبحت حرة الآن في اتخاذ الاستعدادات اللازمة لتطهير موقع الأشجار والمباني وحفر الأراضي من أجل منجمها".
وبذلك تؤيد المحكمة حكمًا سابقًا أصدرته المحكمة الإدارية لمدينة آخن.
وفي حيثيات الحكم، أكدت محكمة مونستر أن قرارها لصالح منجم التعدين يتوافق مع المتطلبات الدستورية لحماية المناخ.
وأضافت المحكمة: "لم تظهر شكوى المزارع وجود مناجم مفتوحة بديلة، لتلبية الطلب الضروري على الفحم البني، للحفاظ على ممتلكاته، دون الإجبار على مصادرة أراضٍ خاصة أخرى".
واستندت المحكمة في قرارها باستمرار عمليات التعدين في المنطقة، على حقيقة أن محطتين للكهرباء تستخدمان الفحم من منجم "غارزوييلير"، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، بحسب موقع كلين إنرجي.
وزاد معدل استغلال الفحم في ألمانيا لإنتاج الكهرباء، وذلك من المحطات العاملة بالفحم الصلب الذي يُستورَد من الخارج، والتي تعمل مع المحطات العاملة بالفحم البُني المُنتج محليًا (الليغينت)، خلال العام الماضي، بنسبة 26.7% (54.3 مليار كيلوواط/ساعة).
إيقاف تشغيل محطة للفحم بقدرة 300 ميغاواط
بالتزامن مع دعوات التخلص من الفحم في ألمانيا، أعلنت شركة المرافق الألمانية "آر دبليو إي"، اليوم الخميس، أنها تخطط لإيقاف تشغيل محطة "نيوراث" لتوليد الكهرباء -التي تعمل بالفحم البني- في الأول من أبريل/نيسان؛ تماشيًا مع خطة الحكومة للتخلص تدريجيًا من الاعتماد على الفحم في ألمانيا.
ورغم ذلك، أضافت الشركة أنها ستحافظ على المحطة التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 300 ميغاواط، إذا أرادت الحكومة تشغيلها للإسهام في أزمة الغاز الحالية، مع احتمال توقّف روسيا عن تصدير الغاز، والتسبب في نقص إمدادات الطاقة.
وقالت الشركة في بيان: "لن تنفّذ الشركة في الوقت الحالي إجراءات من شأنها أن تهدد إعادة التشغيل، مع احتمال أن تقرر الحكومة ضرورة عودة العمل بالمحطة مؤقتًا لضمات أمن إمدادات الطاقة"، بحسب رويترز.
وتسعى ألمانيا إلى تقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي، خوفًا من وقف الإمدادات الروسية، أو مطالبة موسكو دفع ثمن الوقود بالروبل الروسي.
وتعتمد أوروبا على 40% من استهلاكها للكهرباء على الغاز الروسي، وتعدّ ألمانيا وإيطاليا الدولتين الأكثر استهلاكًا للوقود الروسي.
وتعدّ روسيا أكبر مورّد للغاز في ألمانيا، إذ استحوذت على 40% من الواردات في الربع الأول من عام 2022.
وردًا على العقوبات الغربية على موسكو، تخطط روسيا للمطالبة بمدفوعات بالروبل مقابل النفط والحبوب والأسمدة والفحم والمعادن؛ ما يزيد من مخاطر الركود في أوروبا والولايات المتحدة.
وتخطط ألمانيا للتخلص نهائيًا من الغاز الروسي، لكنها لن تنجح في تحقيق ذلك قبل منتصف عام 2024.
وأجبر ارتفاع أسعار الكهرباء في ألمانيا الشركات، بما في ذلك شركات تصنيع الصلب والكيماويات، على تقليص الإنتاج.
وتستخدم نصف أسر ألمانيا، البالغ عددها 41.5 مليون أسرة، الغاز الطبيعي للتدفئة، في حين تستحوذ الصناعة على ثلت الغاز.
موضوعات متعلقة..
- ألمانيا تعلن الطوارئ لإدارة إمدادات الغاز استعدادًا لوقف الصادرات الروسية
- ألمانيا تحاصر إمدادات الطاقة الروسية.. والكرملين يرد: السوق واسعة
- مشروع أنابيب الهيدروجين بين ألمانيا والنرويج.. هل ينهي اعتماد برلين على الغاز الروسي؟
اقرأ أيضًا..
- كندا تستهدف خفض انبعاثات النفط والغاز بنسبة 42% بحلول 2030
- بنك ستاندرد تشارترد يودِّع تمويل الفحم في 2032
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
WOW just what I was searching for. Came here by searching for best site to buy cialis online