إعادة إحياء خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي
لتعويض الإمدادات الروسية لأوروبا
أحمد بدر
دفع غزو أوكرانيا قارّةَ أوروبا إلى البحث عن بدائل للغاز الروسي، الأمر الذي دعا إلى إحياء فكرة خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي، الذي سبق طرحه منذ عدّة سنوات، ولكن المفاوضات بشأنه توقفت لأسباب متعددة.
وتتباحث تركيا حاليًا مع إسرائيل لإحياء مشروع خط أنابيب الغاز، ليصبح بديلًا لأوروبا، يغنيها عن إمدادات الطاقة الروسية، ولكن المفاوضات التي تجري سرًا مهددة بعدّة عراقيل، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
ووفقًا لمخطط مشروع خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي، فإن الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان سيتدفق إلى تركيا وبعض جيرانها الأوروبيين، عبر خط يُسَيَّر تحت البحر.
محادثات مستمرة
خلال الأسبوع الماضي، ألمح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إمكان إعادة إحياء مشروع خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي، واستعداده لإرسال وزراء حكومته إلى تل أبيب لمناقشة الأمر، إذ يرى أن التعاون في مجال الغاز أحد أهم الخطوات التي يمكن الخوض فيها ضمن علاقات البلدين.
في وقت سابق من شهر مارس/آذار الجاري، زار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، تركيا، وبدأت وقتها محادثات الجانبين بشأن إحياء مشروع خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي.
وتوقّع مسؤول تركي أن هذه المحادثات التي أعقبت الزيارة ستعقبها قرارات ملموسة خلال أشهر، رغم أن مسؤولي صناعة الغاز يحذّرون من أن قيود الإنتاج والجغرافيا السياسية قد تترك خطة إحياء المشروع ميتة في الماء.
تفاصيل المشروع
وفقًا لمخطط مشروع خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي، سيمتد من 500 إلى 550 كيلومترًا، وسيكلّف بناؤه ما يصل إلى 1.5 مليار دولار، الأمر الذي سيجعله أكثر قابلية للإدارة من خط الأنابيب إيست ميد الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات يورو، وطُرِح لربط إسرائيل بقبرص واليونان وإيطاليا.
ورغم ذلك، فإن هناك عقبات تواجه المشروع، من بينها أن أيّ خط تحت سطح البحر سيحتاج إلى عبور مياه قبرص، التي لا تعترف بها أنقرة أو سوريا، ولا ترتبط تركيا معها بأيّ علاقات دبلوماسية.
وبحسب مستشار صناعة الغاز التركي جوخان يارديم، الذي عمل على تقييم خط الأنابيب المحتمل على مدى عقدين، فإن هذا قد يعقِّد عمليات البناء والتمويل، إذا كانت لتركيا حصة مباشرة في خط الأنابيب.
أهمية حقل ليفياثان
يحظى حقل ليفياثان الإسرائيلي بأهمية كبيرة، نظرًا لتزويده كلًا من مصر والأردن بالغاز، بجانب تلبيته للاحتياجات الداخلية في إسرائيل.
ويخطط مالكو حقل الغاز الإسرائيلي، وهم كل من شيفرون ونيوميد إنرجي أند راشيو، لزيادة الإنتاج منه من 12 إلى 21 مليار متر مكعب سنويًا.
وتهدف شركة نيوميد الإسرائيلية إلى تسييل المزيد من الغاز الإضافي، وتصديره إلى أوروبا، التي استوردت خلال العام الماضي 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، بما يغطي ما يقرب من 40% من استهلاكها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد، إن تركيا يمكن أن تصبح وجهة أيضًا للغاز، لكنها بحاجة إلى تقديم تسهيلات، وتلتزم ببناء خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي.
الجدوى الاقتصادية للمشروع
علّقت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، على مسألة إحياء خط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي، قائلة، إن هناك العديد من الأمور -من بينها الشؤون المالية- لم تخضع للمناقشة بعد، لافتة إلى ضرورة العثور على جدوى اقتصادية للمشروع، وفقًا لتصريحاتها لصحيفة يديعوت أحرونوت، الأحد 27 مارس/آذار.
وتتطلع كل من تركيا وإسرائيل إلى تجنّب مسائل خلافية، منها القضية الفلسطينية، وجعل شراكتهما في مجال الطاقة أساسية، خاصة بعدما جعل الغزو الروسي لأوكرانيا أوروبا أكثر تصميمًا على إيجاد بدائل لإمداداتها من الطاقة.
اقرأ أيضًا..
- أزمة حقل الدرة.. إيران تتحدى السعودية والكويت بتصعيد جديد
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟