من النفط الروسي إلى طاقة الرياح.. كيف تتغير سياسة الاتحاد الأوروبي؟
مي مجدي
تخطط الدول الأوروبية لتسريع انتشار مصادر الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح، لضمان أمن الطاقة وتقليل اعتمادها على الواردات الروسية.
وردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن المدير التنفيذي لهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب"، جايلز ديكسون، تضامنه مع الشعب الأوكراني، لا سيما أن أعضاء جمعية طاقة الرياح الأوكرانية، أصبح جزء منهم لائجًا في بولندا، أو متطوعًا في كييف.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي أو الحكومات لم يطلبا من الهيئة اتخاذ موقف أو نهج عام بصفتها جهة صناعية، لكن الاتحاد الأوروبي حريص على معرفة التطورات ومدى تأثر الصناعة بالوضع الراهن، ويتبادل معه الآثار المترتبة على سلاسل التوريد، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى عملية التطوير الجارية للمشروعات الجديدة، حسبما جاء في مقال نشرته مجلة "ريف ويند".
الإشادة بالإجراءات الأوروبية
أشار ديكسون في مقاله إلى اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات سريعة ومهمة لتعديل سياسة الطاقة الأوروبية، التي تحولت إلى سياسة أمنية.
وفي ضوء ذلك، أصدرت المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع مشروع "ريباور إي يو" لخفض واردات الغاز الروسية بمقدار الثلثين بحلول نهاية هذا العام، والتوقف عن استيراد الوقود الأحفوري من روسيا بحلول عام 2027.
وأوضح ديكسون أن ذلك يعني تنويع واردات الغاز، والأهم من ذلك هو زيادة الإنتاج المحلي من مصادر الطاقة، خصوصًا طاقة الرياح.
ووفقًا للمقال، طلبت المفوضية الأوروبية تعزيز مشروعات طاقة الرياح لتصل إلى 480 غيغاواط بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 190 غيغاواط في الوقت الراهن، أي زيادة بنحو 30 غيغاواط عما جاء في الصفقة الخضراء الأوروبية، إلى جانب تسريع الخطى خلال الأشهر المقبلة.
وقال ديكسون إن ذلك سيكون بمثابة تحدٍّ صعب، نظرًا إلى تطويرهم -حاليًا- متطلبات أوروبا للوفاء بخطة الصفقة الخضراء.
تسريع الإجراءات
من خلال المقال، وجّه ديسكون رسالة إلى الحكومات الأوروبية بأن الهيئة ترغب في تحقيق هذه الأهداف، فلديها التقنيات والتمويل اللازمان، إلى جانب تعزيز سلاسل التوريد رغم ما تتعرّض له من اضطرابات وارتفاع في الأسعار.
ويرى أن الأساس لتحقيق ذلك هو تسريع إصدار تراخيص لجميع المشروعات الجيدة الجاهزة للبناء، موضحًا أن المفوضية تعي أهمية هذه الخطوة، وستقدم في مايو/أيار توجيهات إلى الحكومات الوطنية تتعلق بكيفية تسريع إصدار التصاريح، التي كان من المقرر تقديمها خلال الصيف المقبل.
وأضاف أن المفوضية شددت على ضرورة النظر إلى مصادر الطاقة المتجددة بصفتها جوهر الصالح العام.
كما تناول مشروع "ريباور إي يو" كيفية تعامل الحكومات الوطنية مع ارتفاع أسعار الطاقة، ووضعت المفوضية الأوروبية شروطًا واضحة يجب على الحكومات اتباعها حال طبقت إجراءات استرجاع الضرائب.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن هذه الإجراءات لا يمكن أن تكون بأثر رجعي، أو تطبيقها على الكهرباء المبيعة مسبقًا، والأهم من ذلك، يجب أن تكون محددة المدة، وتُنقذ في ظل ظروف واضحة ومحددة مسبقًا.
وكشفت عن أنها بحاجة إلى النظر في تعديل آليات السوق وتحديد الأسعار، وستصدر وكالة الاتحاد الأوروبي لتعاون منظمي الطاقة تقريرًا مهمًا في هذا الشأن خلال الشهر المقبل.
عدوى أسعار الغاز
قال ديكسون إن رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الـ27 اجتمعوا في مدينة فرساي، لمناقشة تداعيات الأزمة الأوكرانية، وأيدوا مشروع "ريباور إي يو"، كما حصلت المفوضية الأوروبية على تفويض بتقديم خيارات لاتخاذ إجراءات طارئة للحد مما يسمونه "تأثير عدوى أسعار الغاز في أسعار الكهرباء".
وبحلول منتصف مايو/أيار، ستقدم المفوضية مقترحات لتحسين آليات سوق الكهرباء، بهدف تحقيق الحياد المناخي مع ضمان أمن الطاقة.
وأوضح ديكسون، في مقاله -أيضًا- أنه يتطلع إلى تنظيم الحدث السنوي في مدينة بلباو خلال المدة من 5 إلى 7 أبريل/نيسان، الذي سيركز على أمن الطاقة في أوروبا، وكيف يمكن تحقيقه.
كما سيناقش العديد من الأمور من بينها كيفية تبسيط قوانين التراخيص والإجراءات، والتأكد من أن الصفقة الخضراء تحرز تقدمًا في أوروبا، إلى جانب التصميم المناسب لسوق الطاقة لدفع الاستثمارات الضخمة المطلوبة، وتطوير الشبكة لدمج المزيد من مصادر الطاقة المتجددة.
وستُطرح إلى الطاولة ملفات رفع مستويات الهيدروجين المتجدد وانطلاق مشروعات الرياح البحرية العائمة.
وأنهى ديكسون مقاله بأن الاجتماع سيعقد في مرحلة حاسمة لقطاع طاقة الرياح، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، لذا هناك حاجة ملحة إلى تكثيف الجهود ورأب الفجوة في ظل خفض واردات الوقود الأحفوري.
ويرى أن الالتزام بتحقيق الصفقة الخضراء، سيساعد في توفير الفرص وأمن الطاقة والازدهار للأوروبيين إلى جانب تسريع انتقال الطاقة.
اقرأ أيضًا..
- صادرات الفحم الأميركية ترتفع 23% في 2021 (تقرير)
- أميركا تواجه تغير المناخ بإجبار الشركات على الإفصاح عن انبعاثاتها (تقرير)
- انخفاض مخزونات النفط العالمية بأكثر من 3 ملايين برميل خلال يناير