مشروعات الغاز المسال الأميركية تواجه رياحًا معاكسة (تقرير)
بسعة 255 مليون طن سنويًا
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- مشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة تكافح للتمويل
- 4 مشروعات فقط من أصل 21 حصلت على عقود شراء
- المنافسة الدولية تُشكل مخاطر على المشروعات الأميركية
- السياسات الخضراء ضمن الرياح المعاكسة للغاز المسال الأميركي
- الغاز المسال الأميركي يواجه مخاطر تغيّرات السوق العالمية
رغم الطفرة التي تشهدها صادرات الغاز المسال الأميركي في الوقت الحالي، فإن المشروعات الجديدة المقترحة تواجه مخاطر عديدة.
وبدأت الولايات المتحدة عام 2016 تصدير الغاز الطبيعي المسال، حتى أصبحت ثالث أكبر مصدّر عالميًا العام الماضي بعد قطر وأستراليا، كما تتجه إلى انتزاع لقب الصدارة هذا العام.
وأدى ارتفاع إنتاج الغاز محليًا، بالتوازي مع الطلب العالمي المرتفع، إلى تشجيع مطوري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة على زيادة القدرة التصديرية.
ورغم ذلك، فإن المشروعات الجديدة للغاز المسال في أميركا، بسعة 255 مليون طن سنويًا، تواجه رياحًا معاكسة شديدة، وسط صعوبة العثور على ممولين ومشترين، في ظل المنافسة الدولية فضلًا عن ضغوط سياسات تحول الطاقة، بحسب تقرير حديث صادر عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.
وتوجد لدى الولايات المتحدة 6 محطات تصدير رئيسة للغاز المسال بسعة إجمالية 76.6 مليون طن سنويًا، فضلًا عن 3 محطات قيد التشييد.
التمويل والشراء
بحسب مسح أجرته غلوبال إنرجي مونيتور لـ21 محطة مقترحة لتصدير الغاز المسال الأميركي، لم تصل أي منها إلى قرارات الاستثمار النهائية أو إحراز تقدم عن مرحلة البناء التي بدأت عام 2021، مع عدم اليقين بشأن التمويل والشراء.
ومن أجل أن تحصل مشروعات الغاز المسال على قرار الاستثمار النهائي، يجب توافر عقود شراء طويلة الأجل تغطي 80% من سعة المحطة.
وبحسب التقرير، أقبلت الشركات على تأمين اتفاقيات شراء مرتبطة بنحو 4 مشروعات جديدة فقط، من إجمالي 21 مشروعًا.
كما أنه من بين 21 محطة مقترحة لتصدير الغاز المسال، كانت هناك 3 مشروعات فقط، تلقت تمويلًا مباشرًا للمشروع.
ويبلغ إجمالي تمويل المشروع المحدد لهذه المحطات الـ3 نحو 1.6 مليار دولار فقط، مقابل التكلفة الإجمالية لجميع المشروعات البالغة 244 مليار دولار، بحسب التقرير.
ورغم ذلك، ترى غلوبال إنرجي مونيتور أن نقص التمويل المباشر حتى الآن ليس مقلقًا، بالنظر إلى أن الكثير من المشروعات تتلقى التمويل بعد الحصول على قرار الاستثمار النهائي.
المنافسة العالمية
من بين الرياح المعاكسة، التي تواجه مشروعات الغاز المسال الأميركية، المنافسة الشديدة من المنتجين ذوي الأسعار المنخفضة مثل قطر.
ووجد تحليل أجرته شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، أن بعض المشروعات الجديدة في قطر وروسيا وموزمبيق قد تكون قادرة على توفير الغاز المسال إلى شرق آسيا بسعر أرخص من نظيرتها الأميركية.
وبالنسبة إلى دولة قطر فإنها رائدة في تصدير الغاز المسال، مع سهولة وصول الغاز القطري وقربه من آسيا، كما تخطط -حاليًا- لأن يكون مشروع محطة نورث فيلد للغاز المسال الأكبر في العالم بسعة 48 مليون طن سنويًا.
كما توفر روسيا الغاز بسعر رخيص، مع توريد أكثر من الثلث إلى أوروبا، وسط خطط للتوسع في تصدير الغاز المسال من خلال مشروع أركتيك قيد الإنشاء بسعة 20 مليون طن سنويًا.
ومن شأن هذه المشروعات العالمية، أن تجعل التخطيط لمشروعات الغاز المسال الأميركية الجديدة أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لأنها ستدخل سوقًا تشهد تخمة في إمدادات الغاز، بحسب التقرير.
المخاوف المحلية والدولية
تأتي المخاوف المحلية بشأن زيادة صادرات الغاز المسال، كونها ترفع أسعار الغاز مع انخفاض الإمدادات محليًا، ما يؤثر في الصناعات التي تعتمد على الغاز، وكذلك المستهلكون.
كما يتزايد القلق بشأن تأثير مشروعات الغاز المسال في تفاقم التلوث وإضرار البيئة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة، خاصة على طول ساحل الخليج الأميركي.
وهذا جعل مشروعات الغاز عامة، تواجه تحديات للحصول على التصاريح، وسط قيود تتعلق بالعدالة البيئية للمجتمعات والأسباب البيئية.
أما حول المخاوف الدولية، فإن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال واستهلاكه تتعارض مع الالتزامات العالمية لمواجهة المناخ.
وفي الوقت نفسه، أصبح المشترون الدوليون أكثر اهتمامًا بالتأثيرات المناخية لواردات الوقود، بحسب التقرير.
تغيّرات السوق
تواجه مشروعات الغاز الطبيعي المسال الأميركية مخاطر تتعلق بالسوق التي تجعل من الصعب العثور على مشترين، أولها أن السوق العالمية شديدة التقلب.
وعلى سبيل المثال، كانت الأسعار الفورية في آسيا أعلى 18 مرة في العام الماضي، بعدما شهدت السوق هبوطًا في الطلب ومن ثم الأسعار خلال عام الوباء.
والأمر الثاني أن الطلب الآسيوي والأوروبي على الغاز في المستقبل غير مؤكد، حتى قبل الجائحة، بدأت اليابان وكوريا الجنوبية تقليل واردات الغاز المسال، في حين كان استيراد الغاز المسال غير مربح لمحطات الكهرباء في الصين.
وأما في أوروبا، فإن زخم السياسات الخضراء تثير الشكوك حول دور الغاز، وحتى مع الرغبة في زيادة الواردات من الولايات المتحدة حاليًا في ظل الأزمة الأوكرانية، فإن هذا ليس تبريرًا لزيادة قدرة التصدير الأميركية على المدى الطويل.
وهناك إشارات كذلك إلى أن ارتفاع أسعار الغاز قد أدى إلى تراجع الطلب على الغاز في آسيا وأوروبا، بحسب التقرير.
هذا فضلًا عن تحول ملحوظ من قبل مشتري الغاز الطبيعي المسال بعيدًا عن العقود طويلة الأجل، بعد انخفاض الأسعار الفورية منذ منتصف العقد الماضي، ما يترك المنتجين في حالة عدم يقين بشأن ضمان ربح طويل الأجل.
موضوعات متعلقة..
- كيف استفادت صادرات الغاز المسال الأميركية من غزو أوكرانيا؟
- الغاز المسال.. أميركا توفر 26% من احتياجات أوروبا خلال 2021 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي 117 ألف برميل يوميًا
- كم تبلغ حصة أوروبا من صادرات الطاقة الروسية؟ (تقرير)