الطاقة المتجددة.. السر وراء تحكّم بوتين في إمدادات الطاقة الأوروبية (مقال)
ترجمة: نوار صبح
- • بوتين مستعد لتحمّل خسائر فادحة في الأرواح والأموال للاستيلاء على أوكرانيا.
- • أوروبا تستخدم 950 مليون طن من الفحم سنويًا لكنها تنتج نصف ذلك.
- • روسيا تنتج 11 مليون برميل من النفط يوميًا وتستخدم فقط 3.4 مليون برميل.
- • تصر الأيديولوجية الخضراء على عدم الحاجة إلى الطاقة النووية ولا إلى التكسير الهيدروليكي.
- • هاجس "بصمات الكربون" مصطلح ابتكرته شركة إعلانية تعمل لصالح شركة بريتش بتروليوم.
- • الطاقة النووية تُعَد الطريقة الأكثر أمانًا لإنتاج كهرباء موثوقة.
في حين كانت روسيا ترسخ وتضاعف قدرات إنتاج محطات الطاقة النووية، انهمكت الدول الغربية في التوجه إلى مصادر الطاقة المتجددة وحماية كوكب الأرض من تداعيات التغير المناخي، لدرجة أنها حظرت استخدام المصاصات البلاستيكية المستخدمة في تناول المشروبات.
ثمة سؤال يطرح نفسه بشأن قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي يحكم دولة ذات اقتصاد أصغر من اقتصاد ولاية تكساس الأميركية، ولديها متوسط عمر متوقع أقل بـ10 سنوات من فرنسا- على شن هجوم شامل غير مبرر على أوكرانيا.
تتلخص الإجابة النفسية والسياسية وشبه الحضارية عن هذا السؤال في أن بوتين يريد أن تكون أوكرانيا جزءًا من روسيا أكثر مما يريدها الغرب أن تكون حرة.
الاستعداد للمخاطرة
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستعد لتحمّل خسائر فادحة في الأرواح والأموال للاستيلاء على أوكرانيا، في حين توجد حدود وقيود دقيقة وحرجة لمدى جاهزية الولايات المتحدة وأوروبا للقيام به عسكريًا، وبوتين يعرف ذلك.
يضاف إلى ذلك إدراك معطيات الواقع المادي والاقتصادي الأساسية، وهو أمر يبدو أن بوتين يفهمه أفضل بكثير من نظرائه في العالم الحر وخاصة في أوروبا.
ويعرف بوتين أن أوروبا تنتج 3.6 مليون برميل من النفط يوميًا لكنها تستخدم 15 مليون برميل من النفط يوميًا، ويعرف بوتين أن أوروبا تنتج 230 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا لكنها تستخدم 560 مليار متر مكعب.
ويعلم بوتين، الموظف السابق لدى لجنة أمن الدولة "كي جي بي" في الاتحاد السوفيتي، أن أوروبا تستخدم 950 مليون طن من الفحم سنويًا لكنها تنتج نصف ذلك، ويعرف أن روسيا تنتج 11 مليون برميل من النفط يوميًا لكنها تستخدم فقط 3.4 مليون برميل.
ويعرف بوتين أيضًا أن روسيا تنتج الآن أكثر من 700 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا لكنها تستخدم نحو 400 مليار فقط، وأن روسيا تستخرج 800 مليون طن من الفحم سنويًا لكنها تستخدم 300 مليون طن.
وهو يعلم أن روسيا تورِّد نحو 20% من نفط أوروبا، و40% من غازها، و20% من فحمها.
تبدو هذه الحسابات الرياضية بسيطة ويمكن للطفل القيام بها.
قدرة أوروبا على منع غزو أوكرانيا
السبب في أن أوروبا، التي منعت الولايات المتحدة من إقناع الحلفاء بفعل المزيد، لم يكن لديها تهديد رادع قوي لمنع الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب حاجتها إلى النفط والغاز الروسي.
ويعود السبب في ذلك إلى أن الدول الأوروبية، وألمانيا على وجه الخصوص، سمحت لنفسها بأن تصبح شديدة الاعتماد على دولة مثل روسيا، على مدى 30 عامًا منذ نهاية الحرب الباردة.
وأصبحت هذه البلدان أسيرة أيديولوجية وهمية تجعلها غير قادرة على فهم الحقائق الصعبة لإنتاج الطاقة؛ حيث تصر الأيديولوجية الخضراء على عدم الحاجة إلى الطاقة النووية ولا إلى التكسير الهيدروليكي.
وتصر تلك البلدان على أن القضية مجرد مسألة إرادة ومال للتحول إلى جميع مصادر الطاقة المتجددة، وبسرعة، وتؤكد ضرورة تراجع النشاط الاقتصادي، وأنها تواجه خطر انقراض الجنس البشري الوشيك.
ويبدو أن مبعوث الولايات المتحدة للمناخ، جون كيري، استوعب تمامًا قصور هذا الرأي عندما قال، في الأيام التي سبقت الحرب، إن الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن ينطوي على تأثير سلبي عميق وواضح في المناخ.
وأشار كيري إلى أنه إلى جانب عواقب الانبعاثات الهائلة للحرب، سيتراجع تركيز الناس على التغير المناخي.
علاوة على ذلك؛ فإن تركيز الغرب على معالجة الكوكب باستخدام مصادر الطاقة المتجددة "الطاقة الناعمة"، والابتعاد عن الغاز الطبيعي والنووي، هو الذي سمح لبوتين بالتحكم بإمدادات الطاقة في أوروبا.
واتخذ فلاديمير بوتين إجراءاته عندما غاب الغرب في نوبة تنويم مغناطيسي بشأن التعامل مع الطبيعة، وتجنب نهاية العالم المناخية، والتركيز على آراء الناشطة البيئية السويدية المراهقة غريتا تونبرغ.
إهدار الوقت والطاقة في أوروبا
بينما يوسع بوتين الطاقة النووية داخليًا حتى تتمكن روسيا من تصدير نفطها وغازها بأسعار مرتفعة إلى أوروبا، أهدرت الحكومات الغربية وقتها وطاقتها في مواجهة هاجس "بصمات الكربون"، وهو مصطلح ابتكرته شركة إعلانية تعمل لصالح شركة بريتش بتروليوم.
وقد حظرت تلك الحكومات استخدام المصاصات البلاستيكية لتناول المشروبات بسبب الواجب المنزلي العلمي لطفل كندي يبلغ من العمر 9 سنوات، ودفعت مقابل ساعات من علاج "القلق المناخي".
وفي حين عزز بوتين إنتاج روسيا من النفط، ووسع إنتاج الغاز الطبيعي، ثم ضاعف إنتاج الطاقة النووية للسماح بمزيد من صادرات الغاز المرتفع الثمن، أغلقت أوروبا، بقيادة ألمانيا، محطات الطاقة النووية، وحقول الغاز، ورفضت تطوير المزيد من الحقول باستخدام التكسير الهيدروليكي.
ويبدو أن الأرقام تنقل الوقائع بشكل أفضل؛ ففي عام 2016، جاء 30% من الغاز الطبيعي الذي استهلكه الاتحاد الأوروبي من روسيا، وفي عام 2018، قفز هذا الرقم إلى 40%.
وبحلول عام 2020، بلغت نسبة استهلاك الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي ما يقرب من 44%، وبحلول أوائل عام 2021، بلغت النسبة قرابة 47%.
وعلى الرغم من كل تودده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تجاوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في عام 2018، البروتوكول الدبلوماسي حينما ألمح علنًا إلى اعتماد ألمانيا على موسكو.
وقال ترمب إن ألمانيا، بالنسبة له، أسيرة لروسيا؛ لأنها تحصل على الكثير من طاقتها من منها.
ودفع هذا المستشارة الألمانية آنذاك، أنغيلا ميركل، التي أشادت بها الدوائر السياسية المرموقة لكونها آخر زعيم جاد في الغرب، للقول إن بلادها يمكنها أن تتخذ سياساتها الخاصة وتتخذ قراراتها الخاصة.
وكانت النتيجة أسوأ أزمة طاقة عالمية منذ عام 1973؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن السبب يعود في الأساس إلى أزمة نقص في العرض؛ فإن شح الإمدادات يُعَد مسألة مصطنعة بالكامل.
ويعتقد الأوروبيون -بقيادة شخصيات مثل الناشطة البيئية غريتا تونبرغ وزعماء حزب الخضر الأوروبي، وبدعم من الأميركيين مثل جون كيري- أن العلاقة الصحية مع كوكب الأرض تتطلب تقليل استهلاك الطاقة.
ويسعى هؤلاء إلى إقناع العالم بأن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة كفيل بحماية كوكب الأرض، وهو ما يبدو أنه كان حلمًا كاذبًا.
جدير بالذكر أنه تتعذر تغذية شبكة كاملة بالكهرباء المولَّدة بالطاقة الشمسية والرياح؛ لأن طاقتيْ الشمس والرياح غير متوازيتين، ولأن البطاريات الموجودة حاليًا ليست رخيصة بما يكفي لتخزين كميات كبيرة من الكهرباء بين عشية وضحاها، ناهيك عن أنها طاقات موسمية بكل معنى الكلمة.
وهكذا أدت خدمة الأيديولوجيا الخضراء إلى تمكين قدرات روسيا وتعزيزها.
تقييم سياسة تحول الطاقة الألمانية
نجحت الحملات الخضراء في تقويض استقلالية الطاقة في ألمانيا -ويسمونها "تحول الطاقة"- من خلال ترويج صانعي السياسة الناجح لنسخة خاصة من حماية البيئة.
وتصف هذه النسخة الخاصة من حماية البيئة ظاهرة التغير المناخي بأنها تهديد مروع على المدى القريب لبقاء الإنسان، بينما تجاهلت التقنيات التي يمكن أن تساعد في معالجة تغير المناخ في أقرب وقت ممكن، وهي: الغاز الطبيعي والطاقة النووية.
وبينما كانت كهرباء ألمانيا تولَّد بالطاقة النووية بنسبة 30%، في مطلع هذا القرن، لجأت ألمانيا إلى إغلاق محطاتها النووية الموثوقة وغير المكلفة.
ووصفت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرج الطاقة النووية بأنها "خطيرة للغاية ومكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا".
يأتي ذلك على الرغم من أن اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ رأت أن الطاقة النووية ضرورية، كما أن كل مجلة علمية كبرى تعتبر أن الطاقة النووية تُعَد الطريقة الأكثر أمانًا لإنتاج كهرباء موثوقة.
بحلول عام 2020، خفضت ألمانيا حصتها النووية من 30% إلى 11%، ثم أغلقت نصف مفاعلاتها النووية الـ6 المتبقية، في اليوم الأخير من عام 2021.
ومن المقرر إغلاق المفاعلات الـ3 الأخرى في نهاية هذا العام، (ويمكن مقارنة هذا الإجراء بفرنسا المجاورة، التي تلبي 70% من احتياجاتها من الكهرباء بمحطات نووية محايدة كربونيًا.
وقد أنفقت ألمانيا بسخاء على مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس -لتصل قيمتها إلى 36 مليار دولار سنويًا– وتركَّز الإنفاق أساسًا على الألواح الشمسية وتوربينات الرياح الصناعية.
لكن الاعتماد على طاقتي الشمس والرياح ينطوي على مشكلات؛ منها ذهاب عائدات الألواح الشمسية إلى بلد آخر.
علاوة على ذلك، تحتاج محطة الطاقة الشمسية في أوروبا إلى مساحة من الأرض تزيد على 400 إلى 800 مرة مقارنة بالغاز الطبيعي أو المحطات النووية لتوليد الكمية نفسها من الكهرباء، كما أن تركيب الألواح الشمسية يتطلب تجزئة الأراضي الزراعية.
في هذه الآونة، تزداد أسعار الطاقة الشمسية انخفاضًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن إمدادات أوروبا من الألواح الشمسية يجري إنتاجها عن طريق أعمال السُّخرة في معسكرات الاعتقال باعتبارها جزءًا من الإبادة الجماعية التي شنتها الصين ضد مسلمي الأويغور.
خلاصة القول إنه لا يمكن إنفاق ما يكفي على مبادرات المناخ لإصلاح الأمور إذا جرى تجاهل الطاقة النووية والغاز الطبيعي، وستكلف جهود ألمانيا لتخضير إنتاجها من الكهرباء 580 مليار دولار، بين عامي 2015 و2025.
وعلى الرغم من هذا الاستثمار الهائل؛ فإن تكلفة الكهرباء الألمانية لا تزال تزيد بنسبة 50% عن تكلفة الكهرباء في فرنسا الصديقة للطاقة النووية، ويطلق توليدها 8 أضعاف انبعاثات الكربون لكل وحدة. ومع ذلك، حاصرت ألمانيا نفسها نتيجة اعتماد أكثر من ثلث كهربائها على روسيا.
ويمكن لألمانيا حرق المزيد من الفحم وتقويض التزامها بالحد من انبعاثات الكربون، أو يمكنها استخدام المزيد من الغاز الطبيعي، الذي يولد نصف انبعاثات الكربون من الفحم، ولكن على حساب الاعتماد على الغاز الروسي المستورد.
وعندما واجه الألمان خيارًا بين إطلاق العنان لغضب بوتين على البلدان المجاورة أو إثارة غضب الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، فاختاروا إغضاب بوتين.
التحكم بإمدادات الغاز
بسبب الخيارات السياسية المتاحة، يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيقاف تدفق الغاز إلى ألمانيا، وسرعان ما يهدد قدرة الألمان على الطهي أو توفير التدفئة، وسيحتفظ بوتين أو خليفته بهذه القوة في كل شتاء ما لم تحصل تغييرات كبيرة.
ويبدو الأمر كما لو أن أحدًا عرف أن المتسللين سرقوا بياناته المصرفية، لكنه لن يغير كلمة المرور الخاصة بحسابه المصرفي.
لهذا السبب ناشدت ألمانيا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن –المقبلة آنذاك- ألا تعارض خط أنابيب غاز جديدًا مثيرًا للجدل من روسيا يسمى نورد ستريم 2، رغم أن هذا الطلب يخالف أولويات التحول الأخضر.
وفي اليوم الأول لرئاسة بايدن، تمثل أحد الإجراءات الأولى للإدارة الجديدة في إغلاق خط أنابيب النفط كيستون إكس إل من كندا إلى الولايات المتحدة لخدمة أيديولوجية المناخ.
لكن خط الأنابيب الروسي كان مهمًا للغاية للتعامل بالمثل بالنظر إلى مدى اعتماد ألمانيا على الواردات الروسية. ولدى غزو روسيا لأوكرانيا، أُجبِرَت ألمانيا أخيرًا على إلغاء نورد ستريم2، في الوقت الحالي.
وعند الإعلان مؤخرًا عن العقوبات الأميركية على البنوك الروسية الكبرى، بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين الأسبوع الماضي، استثنت العقوبات منتجات الطاقة تحديدًا حتى تتمكن روسيا وأوروبا من الاستمرار في نهجها السابق.
ودعت أصوات قليلة إلى اتخاذ إجراء يؤلم روسيا وهو: قطع واردات الطاقة. لكن ما حدث بالفعل هو أن مرافق الطاقة الأوروبية سارعت لشراء المزيد من عقود النفط والغاز الروسي التي تتدفق عبر أوكرانيا.
ويعود هذا لأنه ليست لدى تلك المرافق خيارات جيدة بديلة في الوقت الحالي، بعد معارضة نشطاء البيئة للطاقة النووية واستيراد الغاز المستخرج بتقنية التكسير الهيدروليكي من أميركا. ولا توجد خطة حالية لدى أوروبا تستثني وتستبعد الشراء من بوتين.
وهكذا ينبغي التعامل مع غزو روسيا لأوكرانيا بمثابة جرس إنذار. ويتطلب الدفاع عن الحضارة الغربية، هذه المرة، الاعتماد على إمدادات طاقة رخيصة ووفيرة وموثوقة يجري إنتاجها محليًا أو في الدول الحليفة.
ويتطلب الأمن القومي والنمو الاقتصادي والاستدامة اعتمادًا أكبر على الطاقة النووية والغاز الطبيعي، وبدرجة أقل على الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، التي تجعل الكهرباء باهظة الثمن.
الشيء الأهم والأكثر وضوحًا الذي يجب القيام به هو دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للمستشار الألماني أولاف شولتس لإعادة تشغيل المفاعلات النووية الـ3 التي أغلقتها ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول.
وقد اتخذ نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد والمناخ، روبرت هابيك، خطوة رئيسة في الاتجاه الصحيح، عندما أعلن، يوم الأحد، أن ألمانيا ستنظر على الأقل في وقف التخلص التدريجي من الطاقة النووية.
فإذا شغلت ألمانيا هذه المفاعلات النووية الـ3 وألغت خططًا لإيقاف المفاعلات الـ3 الأخرى، ستولد هذه المفاعلات الـ6 ما يكفي من الكهرباء لاستبدال 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، وهو ما يمثل ثُمن احتياجات ألمانيا الحالية.
ملحوظة: نُشِر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه.
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية في الهند.. أعلى 5 طرازات مبيعًا في 2021 (صور)
- عاجل.. النفط الليبي يفقد 330 ألف برميل.. وإغلاق حقلي الشرارة والفيل
- أكبر منتج للكهرباء في أستراليا يرفض عرضًا جديدًا للاستحواذ