طموح صادرات الطاقة الروسية يصطدم بأهداف الصين المناخية (تقرير)
بعيدًا عن أوروبا
وجدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- روسيا تهدف إلى تنويع جهات التصدير بعيدًا عن أوروبا
- الصين تمثل فرصة كبيرة لتعزيز صادرات الطاقة الروسية
- الصين تحصل على 14% من وارداتها النفطية من روسيا
- روسيا ثالث أكبر مورد غاز للصين وتهدف إلى تعزيز صادراتها
- أهداف إزالة الكربون في الصين قد تعرقل طموح روسيا
تهدد أزمة غزو أوكرانيا مستقبل صادرات الطاقة الروسية، بعد أن كانت دافعًا لانتفاضة أوروبا نحو تقليل اعتمادها على موسكو.
ونتيجة لذلك، تهدف روسيا إلى تنويع جهات التصدير بعيدًا عن أوروبا، وهو ما اتضح الشهر الماضي من خلال عقد صفقات نفط وغاز مع الصين.
ورغم ذلك، فإن طموح تعزيز صادرات الطاقة الروسية قد يصطدم بأهداف الصين المناخية والتزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، كما يوضح تقرير لشركة الأبحاث وود ماكنزي، كتبه المحلل غيفن طومبسون.
صادرات الطاقة الروسية للصين
تعتمد الصين كثيرًا على صادرات الطاقة الروسية؛ إذ تحصل بكين على 14% من وارداتها النفطية من روسيا، ونحو 7% من احتياجات الغاز الطبيعي والغاز المسال، بحسب وود ماكنزي.
وتعدّ روسيا ثالث أكبر مورد غاز للصين؛ إذ بلغت الصادرات الروسية من الغاز إلى بكين 16.5 مليار متر مكعب العام الماضي، بما في ذلك 10.5 مليار متر مكعب عبر خط باور أوف سيبيريا.
وتعدّ موسكو -أيضًا- ثاني أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين، بصادرات بلغت 1.6 مليون برميل يوميًا عام 2021، وفق بيانات الجمارك الصينية.
كما أن صادرات الطاقة الروسية إلى الصين بصدد المزيد من الارتفاع، بعد توقيع اتفاقيات جديدة في قطاع النفط والغاز بين البلدين هذا العام بقيمة 117.5 مليار دولار.
وأعلنت شركة غازبروم الروسية الاتفاق مع مؤسسة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي) على عقد طويل الأجل، لتزويد الصين بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب جديد يمر من خلال الشرق الأقصى الروسي، ما يرفع إجمالي الواردات الصينية من موسكو إلى 48 مليار متر مكعب سنويًا.
كما وقعت (سي إن بي سي) مع نظيرتها الروسية (روسنفط)، اتفاقية لتوريد 100 مليون طن من النفط -ما يعادل 200 ألف برميل يوميًا- إلى الصين عبر قازاخستان لمدة 10 سنوات.
الصين فرصة لروسيا
يمثل الاقتصاد الصيني الضخم المعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة فرصة ثمينة أمام روسيا في السنوات المقبلة، مع اتجاه أوروبا إلى الابتعاد عن صادرات الطاقة الروسية.
وعلى الرغم من أن الطلب على النفط في الصين قد يبلغ ذروته عام 2027، فإن الانخفاض الطفيف سيحافظ عليه فوق 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، وفق لتوقعات آفاق تحول الطاقة لشركة وود ماكنزي.
بل من المتوقع أن تمثل الواردات أكثر من 80% من الإمدادات بحلول منتصف القرن، بحسب وود ماكنزي، لذلك ترى روسيا نفسها مهمة في تلبية ذلك ومساعدة الصين على تنويع وارداتها من الخام.
وبحسب منظمة أوبك، بلغ استهلاك الصين من النفط 14.52 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي.
وفضلًا عن ذلك، فإن الطلب على الغاز في الصين سيكون الفرصة الأكبر أمام الصادرات الروسية؛ إذ من المتوقع أن يرتفع لمدة عقدين آخرين قبل أن يبلغ ذروته في منتصف الأربعينيات من القرن الحالي عند أعلى من 660 مليار متر مكعب، مع تلبية نصف الاستهلاك الصيني من الواردات.
عقبة إزالة الكربون في الصين
رغم أن الطلب على النفط والغاز في الصين يوفر فرصًا أمام صادرات الطاقة الروسية، فإن تحقيق هدف إزالة الكربون في بكين قد يغيّر كل شيء.
ونظرًا لاعتماد الصين بنسبة 90% تقريبًا على الهيدروكربونات وإطلاقها انبعاثات 11 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، فإن هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهود الضخمة والفورية لإزالة الكربون وهذا يعني التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بحسب وود ماكنزي.
ووفقًا لسيناريو خفض الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية لشركة وود ماكنزي، من المتوقع تراجع طلب الصين على النفط إلى أقل من 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2050، منهم 3 ملايين برميل يوميًا من الواردات.
كما ينخفض الطلب على الغاز في الصين إلى النصف إلى أكثر من 300 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، ويمكن أن يُلبي الإنتاج المحلي هذا الطلب، بحسب التقرير.
وفضلاً عن ذلك، عدم اعتماد الصين على الهيدروجين حتى الآن في إستراتيجية إزالة الكربون، يجعلها وجهة غير محتملة أمام روسيا، أحد مصدّري الهيدروجين المحتملين في السنوات المقبلة.
وفي سيناريو 1.5 درجة مئوية، يجب أن تكون الصين أكبر مستورد للهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2050، في الوقت الذي ستكون فيه روسيا ثاني أكبر مصدّر للهيدروجين، بحسب توقعات وود ماكنزي.
وفي سيناريو 1.5 درجة مئوية بحلول 2050 أو سيناريو الحياد الكربوني للصين 2060، فإن ذلك يتطلب التحول الكلي لنظام الطاقة في البلاد.
ويأتي ذلك عن طريق خفض الاعتماد على النفط من خلال التحول إلى السيارات الكهربائية والهيدروجين في قطاع النقل بحلول أواخر أربعينات القرن الحالي.
كما يمكن أن يؤدي الارتفاع القياسي في أسعار الغاز الطبيعي إلى تشجيع الصين على إعادة النظر في دور الغاز بإستراتيجية إزالة الكربون، مما يعطي دعمًا أكبر للتقنيات المتجددة.
وعند القيام بذلك، فإن الصين قد ترى أنها ليست في حاجة إلى مشروعات النفط واستيراد الغاز الروسية على نطاق واسع في المستقبل، مع احتمال أن يكون الهيدروجين أبرز صادرات الطاقة الروسية إلى بكين، بحسب وود ماكنزي.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الروسي.. كيف يمكن لأوروبا تقليل اعتمادها على موسكو؟ (إنفوغرافيك)
- النفط والغاز في الصين.. نمو متزايد رغم زخم الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الإيراني قد تعود رسميًا للأسواق خلال شهرين.. وخبراء: تأثيرها محدود
- وكالة الطاقة الدولية تعلن خطة من 10 نقاط للحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي