انخفاض إنتاج مصفاة نغي سون الفيتنامية يتسبب في خسائر للمستثمرين
ومعدل التشغيل يصل إلى نصف سعته
نوار صبح
- • فوتت المصفاة فرصة ذهبية للاستفادة من طفرة ارتفاع الأسعار
- • أزمة السيولة كانت السبب الذي منع المصفاة من العمل بكامل طاقتها
- • شركة النفط الحكومية رفضت المساهمة في تمويل سداد المدفوعات للمقرضين
- • يرجع الفضل في جزء كبير من مشروع المصفاة إلى التعاون مع اليابان
خفّضت مصفاة "نغي سون" الرائدة في فيتنام معدل التشغيل في يناير/كانون الثاني، وانخفض -مؤخرًا- إلى ما يقرب من نصف سعته في وقت ما في شهر فبراير/شباط، وذلك نتيجة انعدام التنسيق بين أصحاب المصلحة في المشروع.
وبذلك فوّتت المصفاة، التي تمتلك سعة معالجة 200 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، فرصة ذهبية للاستفادة من طفرة ارتفاع أسعار النفط، إذ قلّصت الإنتاج خلال مدة ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وقد خفّضت المصفاة الواقعة شمالي فيتنام معدل التشغيل في يناير/كانون الثاني، وانخفض في النهاية إلى ما يقرب من نصف سعتها التكريرية في وقت ما في فبراير/شباط، حسبما أورد موقع "نيكاي آسيا".
وأفادت وسائل إعلام رسمية فيتنامية بأن العمليات في المصفاة شهدت انتعاشًا إلى نحو 80% من سعتها، لكن الوضع كان شديد الخطورة، لدرجة أن المصفاة شارفت على الإغلاق الشهر الماضي.
خلافات بين الشركاء
تمتلك شركة النفط الفيتنامية المملوكة للدولة "بتروفيتنام"، وشركة النفط الكويتية الدولية والشركاء اليابانيون -شركتا "إديميتسو كوسان" و"ميتسوي كيميكلز"- مصفاة "نغي سون"، وأشارت المصادر المطلعة إلى أن أزمة السيولة كانت السبب الذي منع المصفاة من العمل بكامل طاقتها.
وقال مصدر في الصناعة: إن شركة "بيتروفيتنام" والمستثمرين الـ3 الآخرين لديهم اختلاف في الرأي، لا سيما فيما يتعلق بشؤون التمويل والدفع، مضيفًا أن شركة النفط الحكومية رفضت الإسهام في تمويل سداد المدفوعات للمقرضين بسبب التزامات الفوائد غير المواتية.
وأضاف المصدر أن ذلك الخلاف أجبر المشروع المشترك للمصفاة على تخصيص رأس المال التشغيلي لسداد القروض، ونتيجة لذلك، لم تتوفر أموال تشغيل كافية لشراء النفط الخام للمعالجة، ما أجبر المنشأة بدورها على خفض معدل التشغيل.
جدير بالذكر أن مشروع مصفاة "نغي سون" أطلق مبادرة بقيمة 9 مليارات دولار، لتغطية عمليات تجارية في عام 2018، بهدف أن تصبح ثاني مصفاة تعمل في فيتنام، ويرجع الفضل في جزء كبير من المشروع إلى التعاون مع اليابان.
وتمتلك شركة "بيتروفيتنام" 25.1% من مصفاة "نغي سون"، في حين تمتلك شركة النفط الكويتية العالمية نسبة 35.1%، وتمتلك شركتا "إديميتسو كوسان" و"ميتسوي كيميكلز" اليابانيتان 35.1% و4.7% على التوالي، وقد اختارت شركة "إديميتسو كوسان" رئيس المشروع.
التمويل الياباني
تلقى مشروع مصفاة "نغي سون" في فيتنام نحو 5 مليارات دولار، وجاء نحو 60% من التمويل من اليابان، إذ قدم بنك اليابان للتعاون الدولي المملوك للدولة الجزء الأكبر من القرض.
ويُعدّ مشروع المصفاة الوحيد الذي تعمل فيه المصالح اليابانية في الخارج، ويبدو أن شركة "بتروفيتنام" باتت تتحمل الأعباء المالية التي نجمت عن تأخيرات في المشروع.
وعلى الرغم من أن مصفاة "نغي سون" قد تلقت حوافز ضريبية سخية، فإن المنشأة تكبدت 3.3 مليار دولار من الخسائر التراكمية، وبلغ إجمالي المطلوبات نحو 2.8 مليار دولار، وفقًا للحكومة الفيتنامية.
ويمثّل ارتفاع أسعار النفط الخام الدولية مع بدء العالم في التعافي من جائحة فيروس كورونا، وغزو روسيا لأوكرانيا، فرصة سانحة لتوسيع هوامش ربح مصفاة "نغي سون" عن طريق البيع بسعر مرتفع.
ويتوقع محللون أن تستفيد شركة التشغيل، التي تتمتع بموقع جيد، من عقود البترول الرخيصة التي أُبرِمَت خلال فترة الركود السابقة في سوق النفط.
تُجدر الإشارة إلى أن الحكومة في فيتنام، المُساهم الوحيد في شركة "بتروفيتنام"، فشلت على ما يبدو في توضيح نياتها، الأمر الذي أسهم في حدوث ارتباك في مشروع مصفاة "نغي سون".
من ناحية ثانية، استثمرت شركة إدميتسو، ثاني أكبر شركة لتكرير النفط في اليابان، بسخاء في مشروع مصفاة "نغي سون"، وأرسلت نحو 200 موظف إلى المصفاة خلال مدة الذروة قبل بدء تشغيل المنشأة، متوقعًة الاستفادة من نمو السوق، لكن المشروع واجه انتكاسات عديدة.
ولم يقتصر الأمر على معاناة المصفاة -التي يفترض أن تغطي 35% من طلب فيتنام- من تأخيرات في البناء، وإنما واجهت العملية في البداية فتورًا في نشاط السوق تسبب في تسجيل شركة إدميتسو أكثر من 90 مليار ين (782 مليون دولار) في خسائر اضمحلال القيمة من المصفاة.
الآفاق المستقبلية
يبدو أن هناك بارقة أمل في نهاية النفق؛ إذ وافق المساهمون الـ4 من خلال عملية تمَّت بوساطة الدولة، في نهاية يناير/كانون الثاني، على تقديم دعم مالي قصير الأجل لمصفاة "نغي سون".
وعلاوة على ذلك، وصلت ناقلة نفط إلى المصفاة نهاية الشهر الماضي، ويبدو أن المنشأة قد نجحت في تجنب الإغلاق الكامل، وأن المشغل يتطلع إلى الوصول إلى سعتها الكاملة في الأسبوعين المقبلين.
ورغم ذلك، لا تزال المخاطر تهدد مصفاة "نغي سون"، ويتعين عليها سداد دفعات للمقرضين مرتين سنويًا، ويقترب موعد الاستحقاق التالي في شهر مايو/أيار المقبل.
فإذا رفضت شركة "بتروفيتنام" التعاون في السداد، سيتعيّن على مشروع المصفاة، مرة أخرى، استخدام رأس المال التشغيلي لخدمة الديون.
اقرأ أيضًا..
- واردات النفط والغاز الروسية.. أميركا تدرس عقوبات جديدة وبريطانيا تستقبل شحنات من موسكو
- أسعار المعادن الأرضية النادرة تسجل ارتفاعًا قياسيًا.. والصين تطالب منتجيها بآلية للتسعير
- جنوب أفريقيا تحظى بدعم بريطاني ونرويجي في مشروعات الطاقة النظيفة