تزايد الطلب على النفط العراقي مع تجنب المشترين الخامات الروسية
تحوّلت أنظار المشترين في أسواق الطاقة العالمية إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة إلى النفط العراقي، مع تجنُّب الخامات الروسية، في أعقاب فرض العقوبات الغربية على موسكو لغزوها أوكرانيا.
وتلقت شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة "سومو" طلبات لإمدادات خام إضافية، خلال الأيام الأخيرة، مع بحث المشترين عن بدائل للكميات الروسية.
وقال مسؤول عراقي رفيع إن بعض الطلب الإضافي جاء من مشترين في أوروبا والصين والهند، حسبما ذكرت وكالة آرغوس ميديا.
وأضاف أن قدرة العراق لتصدير النفط الخام المحدودة ستجعل من الصعب تلبية الطلبات.
وارتفعت صادرات النفط الخام المُسوقة في سومو بنسبة 3% على أساس شهري إلى 3.32 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، وفقًا لبيانات أولية من وزارة النفط.
النفط الروسي
ابتعد بعض المشترين الأوروبيين عن شراء النفط الروسي في الأيام الأخيرة، وسط عقوبات قاسية على موسكو، بسبب غزوها لأوكرانيا.
وعلى الرغم من أن العقوبات لا تستهدف النفط الروسي مباشرة، فإن الإجراءات المتخذة ضد المصارف الروسية خلقت حالة من عدم اليقين بشأن تمويل التجارة، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل في البحر الأسود، وهو ما أدى إلى تآكل الطلب على الخام الروسي.
ومنذ الغزو، فشل عملاق النفط الروسي "سورغوتنيفتجاز" مرارًا وتكرارًا في منح شحنات الأورال في مناقصات البيع التي تحظى بحضور جيد، إذ يمتد الحذر بشأن الخام الروسي إلى ما وراء المشترين الأوروبيين.
وفي خطوة لحماية نفسها من ارتفاع تكاليف التأمين والشحن، أضافت شركة التكرير الهندية مذكرة في أحدث مناقصاتها تقول إنها لن تقبل سوى عروض النفط الخام المحمّل من المواني الروسية إذا بِيعت على أساس التسليم في المكان.
تعويض الإمدادات
لن يكون استبدال النفط الخام الروسي أمرًا سهلاً، فبحسب وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الذي قال قبل الهجوم على أوكرانيا إن مجموعة أوبك+ لن تكون قادرة على تعويض الإمدادات ما إذا أدت الأزمة إلى أي تعطيل للإنتاج الروسي.
وأضاف المزروعي: "لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يحل محل عضو بارز وكبير في الجماعة"، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء التحالف يجدون صعوبة كافية في معالجة التراجع بسبب نقص الاستثمار.
والتزمت أوبك+ في اجتماعها الأربعاء الماضي بخريطة الطريق الخاصة بها، ووافقت على زيادة الحصة الشهرية بمقدار 400 ألف برميل يوميا لشهر أبريل/نيسان، لتقاوم الضغط من أجل زيادة أكبر.
ووصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، القرار بأنه "مخيب للآمال".
وتستعد وكالة الطاقة الدولية لإطلاق 60 مليون مليار برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي من الولايات المتحدة والدول الأعضاء بالوكالة.
أسعار النفط العراقي
لم تعلن سومو بعد أسعار البيع الرسمية لشهر أبريل/نيسان، لكن بعض العملاء الآجل يرشحون متطلباتهم الشهرية قبل إصدار السعر.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية "سومو" قد أزالت خام البصرة الخفيف من خياراتها للتصدير إلى عملاء النفط الخام خلال العام الجاري، مع تخصيص هذه الدرجة للاستهلاك المحلي، ويُجرى طرح الخامات الثقيلة والمتوسطة فقط.
عادةً ما تكون أرامكو السعودية هي أول منتج في منطقة الشرق الأوسط يعلن أسعار البيع الرسمية، التي عادة ما تكون في الخامس من الشهر الذي يسبق التحميل.
وتتوقع بعض المصادر التجارية أن تنفصل أرامكو عن نمطها المعتاد في أخذ التوجيهات من فروق الأورال الروسية لأسعار الصيغة الأوروبية، ورفع أسعار أبريل/نيسان للعملاء الأوروبيين بسبب النقص الحالي في خيارات الخام عالي الكبريت.
وتتوقع بعض مصادر السوق أيضًا أن يقوم المشترون الأوروبيون بتعيين الحد الأقصى من الأحجام السعودية المسموح بها بموجب عقودهم لشهر أبريل/نيسان.
وسجل الأورال أكبر تخفيضات له على الإطلاق مقارنة بخام حوض الأطلسي القياسي في بحر الشمال بتاريخ هذا الأسبوع.
موضوعات متعلقة..
- إيرادات صادرات النفط العراقي تقترب من حاجز الـ9 مليارات دولار في فبراير
- النفط العراقي يفقد 400 ألف برميل يوميًا جراء أعمال صيانة حقل غرب القرنة 2
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في أميركا.. بايدن يتحايل على التصنيع المحلي ويدعم الصين
- الغاز الروسي.. كيف يمكن لأوروبا تقليل اعتمادها على موسكو؟ (إنفوغرافيك)