أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر، بأن الشركة المالكة لخط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، تدرس تقديم طلب إفلاس.
يأتي ذلك في ضوء تعليق الموافقة على تدشين خط الأنابيب، وإعلان المستشار الألماني أولاف شولتس عدم منح موسكو التصريح اللازم.
كما يأتي في إطار العقوبات الدولية التي بدأت تنهال على روسيا إثر غزوها لأوكرانيا يوم الخميس الماضي.
العقوبات الأميركية
قال مصدران مطلعان إن الشركة التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها، والتي بنت خط أنابيب الغاز من موسكو إلى ألمانيا، تدرس تقديم طلب إفلاس، وتحاول تسوية المطالبات قبل الموعد النهائي للعقوبات الأميركية التي من المقرر أن تدخل حيز النفاذ غدًا الأربعاء 2 مارس/آذار.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة نورد ستريم 2 إيه جي، الأسبوع الماضي، بعد أن اعترفت روسيا بمنطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا قبل غزوها للبلاد، ما أدى إلى موجة من العقوبات الاقتصادية من قبل الغرب.
وأكملت شركة نورد ستريم 2، المسجلة في سويسرا والمملوكة لشركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم، العام الماضي المشروع الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار والذي كان مصممًا لمضاعفة القدرة على ضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا.
إجراءات الإفلاس
حسب رويترز، قال المصدران، إن شركة نورد ستريم 2 تعمل مع مستشار مالي على تسوية بعض التزاماتها، ويمكن أن تبدأ رسميًا إجراءات الإفلاس في محكمة سويسرية، في أقرب وقت هذا الأسبوع.
لم يبدأ خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 1230 كيلومترًا (767 ميلًا) عملياته التجارية، لأنه كان في انتظار التصديق في ألمانيا، الأمر الذي أوقف العملية الأسبوع الماضي نتيجة تصاعد أزمة أوكرانيا.
وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أمرًا تنفيذيًا في 23 فبراير/شباط الماضي يأذن بـ"إنهاء المعاملات التي تشمل نورد ستريم 2 إيه جي" أو "أي كيان يمتلك فيه نورد ستريم 2 إيه جي، بشكل مباشر أو غير مباشر، نسبة 50%" بحلول 2 مارس/آذار.
مشروع غازبروم العملاق
دفعت شركة غازبروم نصف تكلفة بناء نورد ستريم 2، مع ما تبقى من مشروع خط الأنابيب البالغ 11 مليار دولار بتمويل من شركات النفط والغاز الكبرى، في مقدمتها شركة شل الأنغلو هولندية، وأوم إم في النمساوية، وإنجي الفرنسية، ويونبير الألمانية.
وقالت المصادر إن شركة نورد ستريم 2 إيه جي المسجلة في سويسرا تنهي أيضًا عقود العمال، ولم يتضح ما إذا كان ستُغلق جميع الكيانات المتعلقة بنورد ستريم 2 إيه جي، وكيف تخطط شركة غازبروم للمضي قدمًا في صيانة خط الأنابيب، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقال وزير الاقتصاد السويسري غاي بارملين، في مقابلة مع محطة إذاعية سويسرية أمس الإثنين، إن جميع موظفي نورد ستريم، أكثر من 140 موظفًا، الذين عملوا في الشركة في مدينة تسوغ السويسرية قد طُردوا.
وكانت ألمانيا -التي تحصل على نصف غازها من روسيا- دعمت نورد ستريم 2 لتنويع إمدادات الطاقة إلى أوروبا، لكن المشروع واجه معارضة داخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لزيادة اعتماد المنطقة على الغاز على روسيا والسماح لموسكو بتقليل الكميات عبر أوكرانيا، إذ يتعين عليها دفع رسوم عبور.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا الأسبوع الماضي، قالت العديد من الشركات الكبرى -بما في ذلك شركات النفط العملاقة- إنها ستخرج من عملياتها الروسية، بما في ذلك شل، التي قالت إنها لن تشارك في نورد ستريم 2 من بين استثمارات أخرى.
اقرأ أيضًا..
- مسؤول أوروبي لـ"الطاقة": نورد ستريم 2 رهن إجراءات روسية.. والغاز المصري مهم لنا
- رحلة أسعار النفط في 22 شهرًا.. من الانهيار خلال الوباء إلى 100 دولار (تقرير)
- رئيس سوناطراك يعلن خطة الجزائر لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا
