مخزون النفط الإستراتيجي.. أميركا تدرس سحب 60 مليون برميل
هل تنجح هذه المرة في تهدئة الأسعار؟
مي مجدي
في أقل من 3 أشهر، بدأت الولايات المتحدة تخطط للسحب من مخزون النفط الإستراتيجي مرة أخرى؛ في محاولة للتصدي لارتفاع أسعار النفط بعدما تجاوزت الـ100 دولار للبرميل.
إذ دفع الغزو الروسي لأوكرانيا أسعار النفط الخام العالمية إلى مستويات قياسية، وبناءً على ذلك تناقش الولايات المتحدة مع بعض الدول إمكان الإفراج عن قرابة 60 مليون برميل من المخزونات الإستراتيجية، حسب وكالة بلومبيرغ.
في حين كشفت صحيفة وول ستريت عن أن الدول تدرس الإفراج عن 70 مليون برميل.
ووفقًا للمناقشات الجارية مع بعض حلفائها، تخطط الولايات المتحدة للإفراج عن 30 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي، وكمية مماثلة من مجموعة الدول الأخرى.
وقالت مصادر مطلعة إنه لم تُتخذ أي قرارات بعد، ومن المتوقع أن تستمر المناقشات لعدة أيام أخرى.
أسعار النفط
قفزت أسعار النفط الخام فوق 105 دولارات للبرميل، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2014، وسط مخاوف من نقص الإمدادات الروسية سواء بسبب الصراع في أوكرانيا أو ردًا على العقوبات الغربية.
وواصل خام برنت صعوده فوق الـ100 دولار، اليوم الإثنين؛ ما أسفر عن تفاقم ارتفاع التضخم في الدول المستهلكة للطاقة.
وأثارت هذه المخاوف قلق زعماء هذه الدول، ودفعهم ذلك للتفكير في خطوة الإفراج المنسق من مخزون النفط الإستراتيجي تحت إشراف وكالة الطاقة الدولية للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية الليبية في عام 2011.
وقالت المصادر إن المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في المناقشات السابقة قبل عقد، سيشاركون في المحادثات الجارية، كما شملت -أيضًا- مسؤولين من السعودية والإمارات ودول أخرى في أوبك+.
ومن المتوقع اتخاذ قرار في غضون أيام، حيث سيدرس المسؤولون الأميركيون -أيضًا- مع الحلفاء إمكان الإفراج عن المزيد من مخزونات النفط الخام في وقت لاحق.
وقبل اجتماع طارئ للدول الأعضاء، قالت مفوضة شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيناقشون، اليوم الإثنين، مسألة الإفراج المنسق عن المخزونات في إطار وكالة الطاقة الدولية.
في حين كتب الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، على تويتر، إن الوكالة ستعقد اجتماعًا وزاريًا استثنائيًا، غدًا الثلاثاء، سيتناول تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في إمدادات النفط ودور الأعضاء في استقرار أسواق الطاقة.
استمرار تفاقم الأزمة
أثار الغزو الروسي على أوكرانيا الرعب في أسواق الطاقة، التي تأثرت، في وقت سابق، من القيود المفروضة على الوباء وقلة الاستثمار والاضطرابات في جميع أنحاء العالم.
ويتوقع عملاقا التجارة فيتول غروب، وترافيغورا، استمرار ارتفاع أسعار النفط المكونة من 3 أرقام لمدة طويلة.
وفي ظل الفوضى الحاصلة، يمثل ارتفاع أسعار البنزين خطرًا على الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية وتراجع نسبة الموافقة على أداء إدارته.
وأظهرت حكومة بايدن بعض الفشل في احتواء أزمة أسعار الوقود بعدما أفرجت عن النفط الخام من مخزون النفط الإستراتيجي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت سحب 50 مليون برميل من مخزون النفط الإستراتيجي بالتنسيق مع دول أخرى، مثل الهند وكوريا الجنوبية واليابان والصين، بعدما رفض تحالف أوبك+ زيادة الإنتاج فوق سياسته المعلنة سابقًا.
اقرأ أيضًا..
- منتدى قادة جيبكا يستعرض مستقبل سوق النفط وتحول الطاقة
- إنتاج النفط الأميركي يتراجع 206 آلاف برميل يوميًا خلال ديسمبر
- بي بي تلغي شحنات نفطية من روسيا عقب التخارج من روسنفط
