تقرير تغير المناخ: العالم يفشل في محاولات التكيف مع آثار الاحتباس الحراري
غوتيريش: أكبر الملوثين في العالم مسؤولون عن إحراق بيتنا الوحيد
حياة حسين
أظهر الجزء الثاني من تقرير "التقييم السادس" للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، الذي نشرته اليوم الإثنين، فشل محاولات التكيف مع آثار التغير المناخي، متوقعًا مزيدًا من المشكلات إذا واصلت حرارة الأرض الارتفاع، وتجاوزت 1.5 درجة مئوية أعلى من مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وأشار التقرير، الذي صدر تحت عنوان "الآثار والتكيف وقابلية التأثر"، إلى مواصلة آثار تغير المناخ ضربها للعالم، وتوقع أن تؤثر في العالم بصورة أكثر حدة، وأن الفئات الأكثر هشاشة ستكون الأكبر تأثرًا بعواقب تغير المناخ.
تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ
قال تقرير الهيئة الحكومية الدولية، التابعة للأمم المتحدة: "إن تغير المناخ سيؤثر فينا بصورة أكثر حدة مما كان يُعتقد في السابق".
ورغم تشاؤم نتائج الجزء الثاني من تقرير الهيئة؛ فإنه أكد أن الاستجابة الحاسمة والفورية بالتعاون بين دول العالم، يمكن أن تُجنب العالم آثار تغير المناخ، وتحقق فائدة للجميع.
وفي بيان، نشره الموقع الإلكتروني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أكد رئيسا قمتي المناخ السابقتين كوب 26، ألوك شارما، والمقبلة كوب 27، وزير خارجية مصر، سامح شكري، إضافة إلى الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريشيا إسبينوزا، الالتزام بتعزيز العمل المناخي.
ودعوا دول العالم إلى تعزيز تعهداتها، وتنفيذها عاجلًا، كما طالبوا البلدان المتقدمة بأن تفي بالتزاماتها من خلال مضاعفة تمويل تكيف الدول النامية مع تغير المناخ بحلول عام 2025.
فشل القيادة
علق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على التقرير قائلًا: "لقد رأيت العديد من التقارير العلمية في حياتي، إلا أنني لم أرَ تقريرًا كهذا، فهو يشكل أطلسًا للمعاناة البشرية واتهامًا قاطعًا بفشل القيادة في التصدي لأزمة المناخ".
وأضاف أن التقرير يؤكد أن نصف البشر تقريبًا، قد أصبحوا يعيشون -حاليًا- في منطقة الخطر، وبلغ التدهور في العديد من النظم الإيكولوجية حدًا لا رجعة فيه.
وأوضح قائلًا: "أما التلوث الكربوني الفاحش؛ فإنه يدفع أشد فئات العالم ضعفًا رويدًا رويدًا نحو الدمار؛ فالحقائق دامغة لا تحتمل الشك، وهذا التقاعس عن الإمساك بزمام الأمر جناية؛ فأكبر الملوثين في العالم مسؤولون عن إحراق بيتنا الوحيد".
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتحقيق هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة العالمية ضمن حدود 1.5 درجة مئوية عن مستواها قبل الثورة الصناعية.
وأضاف أن هذا المستهدف يتطلب خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050.
غير أنه من المتوقع، وفقًا للالتزامات الحالية، أن تزيد الانبعاثات العالمية بنسبة 14% تقريبًا خلال العقد الحالي؛ ما يؤدي إلى كارثة، وسيقضي على أي فرصة للحفاظ على هدف البقاء على الحرارة ضمن حدود 1.5 درجة.
الفحم والوقود الأحفوري
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن تقرير الهيئة الأممية المعنية بالمناخ أكد أن الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى تخنق البشرية.
وأشار إلى أن جميع حكومات مجموعة العشرين، وافقت على وقف تمويل إنتاج الفحم في الخارج؛ ما يتعين عليها الآن أن تنفذ القرار نفسه داخل بلدانها، وأن تُفَكِّك أساطيلها لإنتاج الفحم، وتجب محاسبة العاملين في القطاع الخاص الذين ما زالوا يمولون إنتاج الفحم.
وأضاف أن هذا التحذير يشمل -أيضًا- شركات النفط والغاز العملاقة والجهات الضامنة لها.
ويرى أنه يتعين على بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن تتخلص تدريجيًا من الفحم بحلول عام 2030، وأن تتخلص منه سائر البلدان بحلول عام 2040.
وقال غوتيريش: "إن المجموعة الحالية لمصادر الطاقة العالمية هي مجموعة مختلة.. فكما توضح ذلك الأحداث الراهنة بكل جلاء، فإن استمرار اعتمادنا على أنواع الوقود الأحفوري يجعل كلًا من الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة عرضة للصدمات والأزمات الجيوسياسية".
تحول الطاقة
حث الأمين العام للأمم المتحدة على تسريع تحول الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة؛ فهو السبيل الوحيد لضمان أمن الطاقة وحصول الجميع عليها، وخلق فرص العمل الخضراء التي يحتاج إليها العالم.
ودعا البلدان المتقدمة، ومصارف التنمية المتعددة الأطراف، ومؤسسات التمويل من القطاع الخاص، وغيرها إلى تشكيل ائتلافات لمساعدة الاقتصادات الناشئة الرئيسة على إنهاء استخدام الفحم.
وطالب بمتابعة جهود التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من وطأتها، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة خصصت 50% من التمويل المناخي لجهود التكيف.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة مجموعة العشرين بأن تحمل لواء علاج تغير المناخ، وإلا فإن الثمن الذي ستدفعه البشرية سيكون مرًا.
وقال غوتيريش، في ختام تعليقه: "إنني أعرف أن الناس في كل مكان قلقون وغاضبون، وأنا أيضا قلق وغاضب، وآن الأوان لترجمة الغضب إلى عمل".
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 26.. تفاصيل ما قبل بكاء شارما و"فضيحة" موقف الصين والهند
-
قمة المناخ كوب 26.. هل تعلن أفول عصر توليد الكهرباء من الفحم؟
-
قمة المناخ كوب 26 تنتهي ببيان مخيب للآمال.. وألوك شارما باكيًا: انتصار "هش"
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة سلاح ألمانيا للتخلي عن الغاز الروسي
-
اتفاق وشيك بين سلطنة عمان مع شل وتوتال لتطوير مشروع غاز جديد