الطاقة المتجددة سلاح ألمانيا للتخلي عن الغاز الروسي
بالتزامن مع زيادة التوترات السياسية، والمخاوف من تعطل إمدادات الغاز الروسي، تخطط ألمانيا لتسريع وتيرة التوسع في الطاقة المتجددة، من أجل الوصول إلى كامل احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول 2035.
وكشفت وثيقة حكومية، اليوم الإثنين، عن أن ألمانيا تهدف إلى تلبية جميع احتياجاتها من الكهرباء بإمدادات من مصادر متجددة بحلول عام 2035 مقارنة بهدفها السابق للتخلي عن الوقود الأحفوري "قبل 2040 بوقت طويل".
وتعرّض أكبر اقتصاد في أوروبا لضغوط من دول غربية أخرى لتصبح أقل اعتمادًا على الغاز الروسي، لكن خططها للتخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030 وإغلاق محطات الطاقة النووية بحلول نهاية عام 2022 لم تترك لها سوى خيارات قليلة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
التخلي عن الغاز الروسي
وصف وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، التوسع السريع في قدرة الطاقة المتجددة بأنه عنصر أساسي في جعل البلاد أقل اعتمادًا على إمدادات الوقود الأحفوري الروسي.
كانت ألمانيا قد أشارت إلى إمكان إطالة أمد حياة محطات الفحم وحتى المحطات النووية لخفض الاعتماد على الغاز الروسي، في إطار إعادة تفكير سياسي واسعة النطاق بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وحدد المستشار أولاف شولتس، في خطاب، أمس الأحد، مسارًا أكثر جذرية لضمان أن تكون ألمانيا قادرة على تلبية إمدادات الطاقة المتزايدة والتنويع بعيدًا عن الغاز الروسي، الذي يمثل نصف احتياجات ألمانيا من الطاقة.
وأكد شولتس ضرورة تغيير المسار للتغلب على اعتماد بلاده على الواردات من موردي الطاقة الأفراد، وسيشمل ذلك بناء محطتين للغاز الطبيعي المسال، وزيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي.
الطاقة النظيفة
شرعت ألمانيا، العام الماضي، في تحول طموح نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وقال عضو حزب الخضر، أوليفر كريشر، أمس الأحد، إن هناك مشروع قانون لضمان أن مصادر الطاقة المتجددة ستشكل 100% من إمدادات الطاقة في ألمانيا بحلول عام 2035 قد اكتمل بالفعل.
وفقًا للورقة؛ فإن التعديل المقابل لقانون مصادر الطاقة المتجددة جاهز وستصل حصة طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية إلى 80% بحلول عام 2030.
بحلول ذلك الوقت، يجب أن تتضاعف قدرة طاقة الرياح البرية في ألمانيا لتصل إلى 110 غيغاواط، كما سترفع طاقة الرياح البحرية إلى 30 غيغاواط -وهو ما يعادل قدرة 10 محطات نووية- مع مضاعفة الطاقة الشمسية أكثر من 3 أضعاف لتصل إلى 200 غيغاواط.
وأشار وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، إلى مصادر الكهرباء المتجددة على أنها "طاقة الحرية".
الطاقة الشمسية
قالت وثيقة وزارة الاقتصاد الألمانية إنها ستعلق تخفيضات دعم الألواح الشمسية الجديدة على الأسطح هذا العام وستزيد عطاءات الطاقة الشمسية إلى 20 غيغاواط بحلول عام 2028؛ ما يبقيها على هذا المستوى حتى عام 2035 في محاولة للترويج لمصادر الطاقة المتجددة.
وأظهرت الوثيقة أن ألمانيا سترفع أيضًا أحجام العطاء للرياح البرية إلى 10 غيغاواط سنويًا بحلول عام 2027 وتبقيها عند هذا المستوى حتى عام 2035، ومن المقرر أن يدخل قانون الطاقة المتجددة الجديد حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز.
وأوقفت ألمانيا، الأسبوع الماضي، مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 الذي يمر عبر بحر البلطيق الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار، وهو أكثر مشروعات الطاقة إثارة للانقسام في أوروبا بعد أن اعترفت روسيا رسميًا بمنطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا.
ويأتي تجديد أولويات الطاقة في ألمانيا جنبًا إلى جنب مع تحول نموذجي في السياسة الخارجية والدفاعية الألمانية؛ حيث أعلن شولتس أيضًا زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري.
خيارات ألمانيا
قال شولتس إن ألمانيا ستزيد أيضًا حجم الغاز الطبيعي في منشآتها التخزينية بمقدار 2 مليار متر مكعب عبر خيارات طويلة الأجل، وستشتري غازًا طبيعيًا إضافيًا من الأسواق العالمية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
وتمتلك ألمانيا 24 مليار متر مكعب من الكهوف الجوفية لتخزين الغاز، وهي ممتلئة حاليًا بنحو 30%، وفقًا لبيانات مجموعة صناعة الغاز في أوروبا للبنية التحتية.
قال وزير الاقتصاد الألماني، عضو حزب الخضر، روبرت هابيك، إن ألمانيا تدرس أيضًا ما إذا كانت ستطيل العمر الافتراضي لمحطات الطاقة النووية المتبقية لديها باعتبارها وسيلة لتأمين إمدادات الطاقة في البلاد.
وأضاف هابيك أيضًا أن السماح لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بالعمل لمدة أطول مما هو مخطط له كان خيارًا؛ ما يثير الشكوك بشأن خروج ألمانيا الطموح من الفحم، والمخطط له في عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- تزايد الطلب على الفحم في ألمانيا رغم خطط التحول إلى الطاقة المتجددة
- الطاقة المتجددة في ألمانيا تشكل 80% من مزيج الكهرباء بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف 5 حقول غاز طبيعي في السعودية.. تفاصيل بالأرقام
- مسؤول أميركي سابق: سياسات الولايات المتحدة تسهم في ارتفاع أسعار الطاقة
اطاقة الهدرو المكنكية لمن يردو الاستثمار