الهيدروجين الأخضر.. أكبر ميناء أسترالي للفحم يستثمر في الطاقة النظيفة
أمل نبيل
يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في التحول العالمي نحو مصادر الطاقة الخضراء وخفض الانبعاثات الكربونية؛ الأمر الذي دعا بعض الدول والشركات العاملة في الوقود الأحفوري إلى الاستثمار فيه؛ لتنويع مصادرها من الطاقة قبل الانتقال التام لمصادر الطاقة النظيفة.
ويتطلع أحد أكبر موانئ الفحم في العالم، إلى إنشاء محطة جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، بهدف التخلص من الاعتماد على الفحم في المستقبل.
ويُصنع الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي من الطاقة المتجددة والمياه؛ لذلك فهو مصدر نظيف للطاقة خالٍ تمامًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تصدير الهيدروجين
قالت شركة دال ريمبل باي الأسترالية إنها وقّعت اتفاقية تمويلية مع مجموعة من كبار المساهمين والشركاء المحتملين للمشروع؛ لإجراء دراسة لتقييم جدوى وحجم المحطة المزمع إنشاؤها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، في مدينة هاي بوينت بولاية كوينزلاند الأسترالية.
وهناك نوعان من الهيدروجين؛ الأخضر والأزرق؛ حيث يُخصص 6% من إنتاج الغاز الطبيعي و2% من إنتاج الفحم العالمي لإنتاج نحو 70 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأزرق، وفقًا لموقع وكالة الطاقة الدولية.
وتُعَد محطة دال ريمبل باي، واحدة من أكبر محطات تصدير الفحم المعدني في العالم، وتتطلع الشركة حاليًا إلى التوجه نحو تصدير الهيدروجين الأخضر؛ باعتباره فرصة لتنويع أعمالها.
وتُعَد أستراليا خامس أكبر منتج للفحم في العالم، وثاني أكبر دولة مصدِّرة له، كما تمتلك ثالث أكبر احتياطيات من الفحم، وتعتمد عليه البلاد بشكل رئيس في إنتاجها للكهرباء.
وتضمنت أطراف اتفاقية التمويل، شركات نورث كوينز لاند بوك بورتس كوربوريشن، وبروك فيلد، والشركة التجارية اليابانية أي توشو كوربوريشن.
وستتقاسم الشركات الـ3 تكاليف إجراء دراسة الجدوى لإنشاء محطة إنتاج الهيدروجين، وفقًا لموقع رينيو إيكونومي.
ويتميز الهيدروجين بأنه خفيف وقابل للتخزين وغني بالطاقة ولا تنتج عنه انبعاثات ملوثة، ويمكن استخدامه في قطاعات النقل والمباني وتوليد الطاقة.
كانت الشركات الــ3 قد وقّعت مذكرات تفاهم في أغسطس/آب الماضي، وستتعاون حاليًا في تقييم الاستثمارات اللازمة لتكييف البنية التحتية الحالية لميناء الفحم من أجل تصدير الهيدروجين الأخضر.
ويهدف تحالف الشركات إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر الخاص بها وتصديره إلى آسيا.
الحفاظ على دور الشركة في قطاع الصلب
قال الرئيس التنفيذي لشركة دال ريمبل باي، أنتوني تيمبريل، إن الشركة مستمرة في أداء دور أساسي في قطاع الصلب العالمي، ومع ذلك بدأت تنويع أعمالها في إطار خطتها للانتقال إلى المصادر النظيفة للطاقة.
وتصدر الشركة الفحم المعدني إلى 25 دولة حول العالم، وتستحوذ على أكثر من نصف صادرات الفحم في كوينزلاند.
وأضاف أن الميناء الذي كان بمثابة محطة تصدير رئيسة للفحم المعدني، يمتلك خصائص تجعله أيضًا موقعًا مثاليًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، بسبب عمق المياه في الميناء، وسهولة الوصول إلى منطقة ماكاي الصناعية، بالإضافة إلى توافر الأرض والمياه، فضلًا عن وجود الميناء داخل إحدى مناطق الطاقة المتجددة في كوينزلاند.
التحول العالمي نحو الهيدروجين
تخصص وزارة الطاقة الأميركية نحو 100 مليون دولار في البحث والتطوير لخلايا الهيدروجين والوقود، وسيستثمر الاتحاد الأوروبي 430 مليار دولار في الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وتستثمر أيضًا كل من تشيلي واليابان وألمانيا والمملكة العربية السعودية وأستراليا في الهيدروجين الأخضر، بينما تخطط أستراليا لزيادة الاستهلاك المحلي وصادراتها من الهيدروجين الأخضر إلى 70 مليار دولار أميركي بحلول عام 2050.
ويُنتَج ما يقرب من 70 مليون طن متري من الهيدروجين على مستوى العالم كل عام؛ لاستخدامه في تكرير النفط وإنتاج الأمونيا وتصنيع الصلب وإنتاج الكيماويات والأسمدة ومعالجة الأغذية والمعادن وغير ذلك.
ويحتوي الهيدروجين على ما يقرب من 3 أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري، ويمكن إنتاجه من الماء والكهرباء فقط، وفقًا لموقع كلية كولومبيا للمناخ.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال.. هل تستفيد أستراليا من ارتفاع الأسعار في أوروبا؟
- الفحم في أستراليا.. إغلاق أكبر محطة لتوليد الكهرباء بحلول 2025
- أستراليا تواجه أزمة في إمدادات الطاقة بسبب الموجة الحارة
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء من الفحم في أوروبا يرتفع لأول مرة في عقد (تقرير)
- الصين تواصل دعم الفحم وتنشئ محطة كهرباء ضخمة بـ1.1 مليار دولار
- وكالة الطاقة الدولية تحذر: انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز تعود للارتفاع