الكهرباء في نيويورك.. أسعار الفواتير تثير فزع سكان الولاية
وبعضهم يجمعون تبرعات لدفعها
أحمد بدر
داخل مقهى الإنترنت "أستوريا" في حي كوينز، تجد جرة صغيرة تمتلئ بعملات تتراوح بين الدولار وبضع بنسات، وفوقها لافتة تستغيث من فاتورة الكهرباء في نيويورك، التي وصلت لقيمة 702 دولارًا.
وطبقًا لصحيفة "بيزنس إنسايدر" الاقتصادية الأميركية، فإن ما يواجهه "بريان كالوتا"، مالك مقهى الإنترنت، هو نفسه الأمر الذي يُفزع السكان من مستهلكي الكهرباء في نيويورك، إذ أكدت لافتة صاحب المقهى أن الفاتورة، التي جاءته من شركة "كون إديسون"، تضاعفت بنسبة 300%.
وبينما لم يتمكن كالوتا إلا من جمع 300 دولار من تبرعات زبائنه، فإن نسبة الزيادة في أسعار الكهرباء في نيويورك زادت لكل كيلوواط/ساعة بنسبة 26% عن الشهر الماضي فقط، و300% في السعر عمومًا، حسب قوله.
فواتير الكهرباء في نيويورك
حسب بيزنس إنسايدر، فإن التقارير واسعة الانتشار عن زيادة أسعار فواتير كهرباء "كون إديسون" تثير الذعر بين سكان نيويورك، وخاصة أصحاب الأعمال الصغيرة.
ودعت هذه الزيادة حاكمة نيويورك كاثي هوشول إلى توجيه رسالة إلى لجنة الخدمة العامة في الولاية في 11 فبراير/شباط الجاري، تطالبها بمراجعة ممارسات الفوترة والتواصل بشكل أفضل مع سكان نيويورك.
كما دعت حاكمة الولاية السكان إلى النظر في الموارد للمساعدة بدفع الفواتير، وذلك بالتزامن مع دعوة مسؤولين محليين إلى إجراء تحقيق حول مزوّدي الخدمة وممارساتهم.
زيادات كون إديسون
جاءت الزيادة الأخيرة في أسعار الكهرباء في نيويورك وقيم الفواتير بشكل مفاجئ، إذ إن شركة كون إديسون طلبت الإذن برفع الأسعار عام 2023، بنحو 11.2% في فواتير العملاء.
وعلّق المتحدث باسم كون إديسون آلان دروري، قائلًا: إن الشركة أصدرت بيانًا صحفيًا في نوفمبر/تشرين الماضي، حذّرت فيه عملاءها من أن أسعار الكهرباء في نيويورك قد تكون أعلى في الشتاء القادم.
ولكن الأزمة –حسب الصحيفة والمتضررين أيضًا- هي أن الأمور الاقتصادية لم تحقق تعافيًا حقيقيًا من بعد أزمة وباء كورونا، إذ إن إيرادات مقاهي الإنترنت ما زالت منخفضة بنسبة 30% عمّا كانت عليه قبل الوباء.
وفي المقابل، تتعلّل كون إديسون بالطقس البارد وارتفاع أسعار الغاز لزيادة الفاتورة، وهو أمر مهم بشكل خاص في أماكن مثل الشمال الشرقي، إذ تعتمد الكهرباء بشكل كبير على الغاز الطبيعي.
ووفقًا لبيانات مركز إحصاءات العمل، فقد ارتفعت أسعار الكهرباء في نيويورك ونيوارك وجيرسي سيتي بنسبة 28.2%، وهي أكبر قفزة منذ بدء سلسلة البيانات في عام 1971.
توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي
أرسلت شركة كون إديسون بيانًا لصحيفة بيزنس إنسايدر، قالت فيه، إن الغاز الطبيعي هو المحرك لتكاليف الكهرباء، إذ تستخدمه محطات التوليد لتوليد الكهرباء.
وأضافت: "لا تحقق الشركة ربحًا من السلعة، نحن نشتري الكهرباء من سوق الجملة ونوفرها للعملاء بالسعر الذي دفعناه، وأسعار الطاقة متقلبة ويمكن أن تتأثّر بعوامل مثل الطقس والطلب والاتجاهات الاقتصادية".
وأوضحت الشركة أنها تتخذ -حاليًا- إجراءات لمعالجة الزيادة في تكاليف إمدادات الكهرباء وتأثيرها لدى عملائها، إذ تُراجع جميع ممارساتها التي تؤثّر بالتكاليف، بما في ذلك ممارسات شراء الكهرباء التي تقوم بها، والأدوات التي تستخدمها لخفض سعر التوريد.
الكهرباء في أميركا
في 19 يناير/كانون الثاني، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تقلل الولايات المتحدة من اعتمادها على محطات توليد الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري، في مقابل زيادة إنتاجها من مصادر الطاقة المتجددة، خلال 2022 و2023.
وقال تقرير الإدارة، إن مصادر الطاقة المتجددة –عدا الكهرومائية- ستشكّل 17% من إنتاج الكهرباء في أميركا، ارتفاعًا من 13% العام الماضي، لا سيما أن التوسع في مصادرها –خاصة طاقتي الرياح والشمس- أسهم في تحقيق تحوّل قوي بمزيج توليد الكهرباء بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي.
اقرأ أيضًا..
- تيسلا تخطط لزيادة إنتاج قطع غيار السيارات الكهربائية بمصنعها في شنغهاي
- وكالة الطاقة الدولية تحذر: انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز تعود للارتفاع
- أرامكو السعودية: مستمرون في تأمين احتياجات العالم بحلول فعّالة لإدارة الكربون
