تسبّب نقص الرمال المستخدمة في عمليات التكسير المائي بعرقلة جهود شركات الحفر الأميركية، التي تبذل قصارى جهدها لزيادة إنتاج النفط الصخري، في ظل ارتفاع أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات.
إذ تُعدّ إمدادات الرمال ضيقة للغاية، لدرجة أنها تُبطئ من وتيرة العمل لبعض حفّارات النفط، كما إن التكاليف المرتفعة للرمال تؤثّر في ميزانية بعضها الآخر.
إلّا أن الطلب لا يزال كثيفًا، إذ تتطلع شركات الحفر الأميركية إلى جني أرباح من أسعار النفط الخام التي لامست هذا الأسبوع 95 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى في نحو 7 سنوات.
وانخفض النفط الخام بنحو 4% من تلك المستويات يوم الثلاثاء، لكنه ظل أعلى بكثير من 90 دولارًا للبرميل، حسبما أفادت وكالة رويترز.
نقص إمدادات الرمال
قال الرئيس التنفيذي لشركة تول سيتي إكسبلوريشن، مايكل أوستمان: "لا يمكننا الحصول على ما يكفي من الرمال. إننا نُجري عدّة مراحل (من التكسير) أقلّ من تلك التي يمكننا ضخّها في يوم واحد، لأن الرمال تنفد لدينا يوميًا".
وأضاف أوستمان -الذي تعمل شركته في حوض برميان بغرب تكساس، أكبر منطقة لإنتاج النفط الصخري الأميركي-: "في نهاية المطاف، ستُبطئ عمل الجميع، إذا لم تحلّ نفسها".
وأشار إلى أن سوق الرمال تُعدّ ضيقة للغاية، لأن عددًا أقلّ من الناس كانوا يعملون في المناجم، وكان هناك نقص في سائقي الشاحنات.
وقال، إن شركته تتطلع إلى جلب الرمال باستخدام السكك الحديدية، وهي طريقة توريد لم تعد عصرية بعد ظهور المناجم المحلية قبل بضع سنوات.
من جانبها، قالت شركة التكسير الأميريكية "ليبرتي" لخدمات حقول النفط -التي استحوذت مؤخرًا على شركة بروب إكس لتوصيل الرمال-، إنها شهدت تحديات حول الرمال في حوض برميان، فيما يتعلق بالتوافر والنقل.
ارتفاع أسعار الرمال
انقلبت أسواق الرمال رأسًا على عقب، بعد أن بُنِيَت فوق طاقتها مع فائض في العرض، وتُقدّر شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي" أن الأسعار الفورية تتراوح بين 50 و70 دولارًا للطن.
الأمر الذي يمثّل قفزة هائلة من الأسعار التي شهدتها بداية جائحة فيروس كورونا، وأعلى بشكل حادّ من مستويات العام الماضي، التي بلغت 20-25 دولارًا للطن.
ووصف الباحث في ريستاد، أرتيم أبراموف، الأسعار الحالية للرمال المستخدمة في عمليات التكسير المائي بأنها "لم يُسمع بها من قبل في تاريخ الصناعة الحديث".
وقال أبراموف، إن شحّ الإمدادات سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار الرمال، مقدّرًا أن منجمًا إلى اثنين من مناجم الرمال في الحوض قد توقّف عن العمل منذ ديسمبر/كانون الأول.
ارتفاع إنتاج النفط الصخري
من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الخام إلى مستويات قياسية في أجزاء من تكساس ونيو مكسيكو، مقرّ نشاط النفط الصخري في الولايات المتحدة، بحسب رويترز.
إذ أشارت التقديرات إلى أن إنتاج النفط الصخري الأميركي سيرتفع بمقدار 109 آلاف برميل يوميًا في مارس/آذار، إلى 8.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كما سيشهد حوض برميان زيادة إنتاج النفط إلى 5.2 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، وهو رقم قياسي، وهناك الآن 301 منصة حفر نفطية تعمل في المنطقة، وهو أكبر عدد منذ أبريل/نيسان 2020.
موضوعات متعلقة..
- إنتاجية الآبار الجديدة في حوض برميان قد تسجل مستوى قياسيًا في 2022
- توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي خلال فبراير
- حفارات النفط.. الشركات الأميركية تضيف 19 حفارة في أسبوع
اقرأ أيضًا..
- شل تتخلى عن أصول غاز بمليار دولار في بحر الشمال بالمملكة المتحدة
- مسؤول: مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر يواجه صعوبات.. والموارد تُدار بشكل سيئ
- السيارات الكهربائية.. أبرز الحقائق عن السوق في 2021 (إنفوغرافيك)