الحياد الكربوني.. الطموح البيئي للشركات لم يدفعها لمعالجة انبعاثات سلاسل التوريد (تقرير)
نوار صبح
- كبير مسؤولي المشتريات قد يكون أهم موظف معني بتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
- من المتوقع أن تضمّن الشركات انبعاثات سلاسل التوريد في أهدافها للحياد الكربوني.
- يتطلع عدد قليل من المورّدين إلى مواصلة هذا الجهد في سلاسل التوريد لديهم.
- يتفق 38% فقط من المورّدين المستجيبين مع مورديهم بشأن معالجة التغير المناخي.
يحظى الوصول إلى الحياد الكربوني بأهمية كبرى عالميًا في الأونة الحالية، في محاولة للسيطرة على مخاطر تغير المناخ، وحماية كوكب الأرض.
وأشارت بيانات مؤسسة مشروع الكشف عن الكربون "كاربون ديسكلوجر بروجكت" (سي دي بي)، التي تجمع البيانات البيئية نيابة عن مئات المستثمرين، إلى أن كبير مسؤولي المشتريات قد يكون أهم موظف معني بتحقيق أهداف الحياد الكربوني لدى الشركات ذات الصلة.
وكشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة الكربون "كاربون ديسكلوجر بروجكت" عن أن الانبعاثات في سلاسل التوريد المنسوبة إلى السلع والخدمات التي تشتريها الشركات تُعدّ، في المتوسط، أكبر بـ11.4 مرة من الانبعاثات التشغيلية.
علاوة على ذلك، تكمن التأثيرات المناخية لمعظم الشركات في سلاسل التوريد لديها؛ حيث تطرح معالجة انبعاثات الكربون (من حيث الاستكشاف والإنتاج) النطاق 3 مشكلات تتعلق بالحساب والتأثير، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي مونيتور".
ويتوقع المستثمرون وأصحاب المصلحة المعنيون أن تضمّن الشركات هذه الانبعاثات في أهدافها للحياد الكربوني، وأن تؤدي دورًا نشطًا في الحد منها.
وتقول رئيسة برنامج سلاسل القيمة العالمية في مشروع الكشف عن الكربون (سي دي بي)، سونيا بونسل، إنه لا يمكن للشركات، التي ترغب في الالتزام بالحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى ما دون مستوى 1.5 درجة مئوية، التعامل فقط مع نسبة ضئيلة من ملف انبعاثاتها.
تقرير انبعاثات سلاسل التوريد
أصدرت مؤسسة مشروع الكشف عن الكربون "كاربون ديسكلوجر بروجكت" (سي دي بي) مؤخرًا أحدث تقرير من برنامج سلسلة التوريد الذي أشار إلى أن التقدم في إدارة الانبعاثات في سلسلة التوريد للوصول إلى الحياد الكربوني بطيء.
وتضمّن التقرير بيانات نحو 200 شركة كبرى، بإجمالي إنفاق سنوي على المشتريات يبلغ 5.5 تريليون دولار، وتطلّب جمع معلومات من نحو 27 ألف مورد حول المخاطر والفرص المتعلقة بالقضايا البيئية، بما في ذلك المناخ والغابات والأمن المائي.
ومن أصل نحو 11400 مورد ممن استجابوا للتقرير، تبيّن أن 44% فقط لديهم أهداف مناخية و1 فقط من كل 40 منها وافق عليها؛ حيث تتماشى الأهداف المستندة إلى العلم للوصول إلى الحياد الكربوني مع الجهود للحفاظ على درجة حرارة الأرض أقل من 1.5 درجة مئوية من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويتطلع عدد قليل من المورّدين إلى مواصلة هذا الجهد في سلاسل التوريد لديهم؛ ويتفق 38% فقط من المستجيبين مع مورديهم بشأن معالجة التغير المناخي.
غياب الطموح
توجد أسباب تجارية جيدة لمعالجة انبعاثات سلسلة التوريد بخلاف معالجة انبعاثات الكربون، ويمكن أن تكون مصدرًا للتكلفة المحتملة للمشترين.
وقالت رئيسة برنامج سلاسل القيمة العالمية في مشروع الكشف عن الكربون (سي دي بي)، سونيا بونسل، إن بيانات تقرير برنامج سلسلة التوريد تُظهر أن الطموح البيئي للشركات لا يزال بعيدًا عن تحقيق غاياته.
وأضافت أن الشركات تعطي معلومات ضئيلة عندما يتعلق الأمر بتقييم انبعاثاتها غير المباشرة والتعامل مع مورديها لتقليلها.
ووفقًا لتقرير سلسلة التوريد للعام الماضي من مشروع الكشف عن الكربون (سي دي بي)؛ فإن نحو 1.26 تريليون دولار من الإيرادات معرضة للخطر على مدى السنوات الـ5 المقبلة بسبب التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي وإزالة الغابات وانعدام الأمن المائي.
وقدّر المورّدون البالغ عددهم 8 آلاف، الذين استجابوا لهذا الاستطلاع على نقل تكاليف متزايدة قدرها 120 مليار دولار إلى عملائهم.
إضافة إلى ذلك، يطرح تحديد المسؤولية عن الانبعاثات ضمن سلاسل القيمة قضايا حسابية شائكة تتعلق بتقليل الانبعاثات التي ليست لدى الشركات سيطرة مباشرة عليها.
وتندرج تصنيفات انبعاثات المؤسسات ضمن 3 نطاقات، وفقًا لبروتوكول غازات الاحتباس الحراري، وهو معيار عالمي طوره معهد الموارد العالمية ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة.
ويغطي النطاق 1 الانبعاثات المباشرة، مثل العمليات الصناعية أو انبعاثات المركبات المملوكة للشركة.
ويمثل النطاق 2 الانبعاثات الناتجة عن شراء الكهرباء أو الحرارة، وتشير انبعاثات النطاق 3 إلى الانبعاثات الناتجة عن السلع أو الخدمات المشتراة -الموجودة في سلسلة التوريد- أو الصادرة عن استخدام المنتجات التي تنتجها الشركة وتتخلص منها.
تحديد نطاق الانبعاثات
ذكر تقرير سلسلة التوريد للعام الماضي من مشروع الكشف عن الكربون (سي دي بي) أنه لا يمكن للشركات، التي تسعى إلى تقديم التزام بمعالجة التغير المناخي، اجتناب معالجة انبعاثات سلسلة التوريد.
ويُعَد توجيه مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (إس بي تي آي) -الذي يمثل المعيار الذهبي لأهداف انبعاثات الشركات- واضحًا؛ فإذا كانت انبعاثات النطاق 3 للشركة مسؤولة عن أكثر من 40% من إجمالي انبعاثات النطاق 1 و2 و3؛ فيجب أن تختار الشركات هدف النطاق 3.
بدوره، يحدد بروتوكول غازات الدفيئة العالمي 8 فئات من الانبعاثات الأولية؛ هي: السلع والخدمات المشتراة والسلع الرأسمالية والأنشطة المتعلقة بالوقود والطاقة غير المدرجة في النطاقين 1 و2؛ والنقل والتوزيع.
وتليها النفايات المتولدة في العمليات ورحلات العمل وتنقل الموظفين والأصول المؤجرة في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.
ويمكن أن تمثل هذه الفئات الـ8 أهدافًا لتقليل الأحجام المطلقة للانبعاثات، أو كثافة الانبعاثات، أو أهدافًا للمشاركة مع الموردين لتشجيعهم على تحديد أهدافهم المستندة إلى العلم.
التعاون في خفض الانبعاثات
تتعاون بعض الشركات مع مورّديها لمعالجة بعض المصادر الرئيسة للانبعاثات؛ وقد التزم عدد من صانعي السيارات الأوروبيين بشراء الفولاذ الأخضر المحايد كربونيًا من المنتجين؛ ما يمنح الأخير الثقة للاستثمار في منشآت إنتاج جديدة ومتجددة تعمل بوقود الهيدروجين.
وأعلنت شركة إيكيا السويدية لبيع الأثاث بالتجزئة، العام الماضي، خطة لدعم نحو 1600 مورد مباشر في التحول إلى الطاقة المتجددة بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني.
وسيشمل البرنامج، الذي أطلقته شركة إيكيا -مبدئيًا- في بولندا والصين والهند، مفاوضات تجريها الشركة بشأن اتفاقيات شراء الكهرباء نيابة عن مورديها، بالإضافة إلى تقديم تمويل مدعوم لتوليد الطاقة المتجددة في الموقع.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تستعين بـ"هيونداي أويل" لتأمين احتياجاتها من المشتقات النفطية في سنغافورة
- روسنفط الروسية تحقق 11.7 مليار دولار أرباحًا في 2021
- تيسلا تواجه اتهامات بالعنصرية وسط حملة لاستدعاء 578 ألف سيارة