محتجون ضد التنقيب عن الليثيوم ينصبون الخيام أمام مبنى رئاسة صربيا (صور)
خوفًا من إحياء مشروع سبق رفضه
أحمد بدر
في محاولة للتأثير في الدولة لوقف إحياء مشروع أُلْغِيَ ترخيصه بعد الانتخابات المقبلة في أبريل/نيسان، نصب المتظاهرون خيامًا أمام مبنى رئاسة صربيا، مطالبين بوقف التنقيب عن الليثيوم؛ لأسباب بيئية.
ويعتبر الحزب التقدمي الصربي الحاكم أن الاحتجاجات تمثّل صداعًا قبل التصويت في الانتخابات المتوقع في 3 أبريل/نيسان المقبل، ولا سيما أن الحزب يواجه أزمة أخرى تتمثل في ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية؛ الأمر الذي يهدد بتقويض شعبيته.
وأغلق آلاف الأشخاص الطرق، العام الماضي، في مظاهرات ضد دعم الحكومة لمشروع "جادار" من اجل التنقيب عن الليثيوم، التابع لشركة ريو تينتو، الذي بلغت تكلفته 2.4 مليار دولار، ما أجبر البلدية المحلية على إلغاء خطة لتخصيص أرض للمنشأة، وفي يناير/كانون الثاني ألغت الحكومة التراخيص بالكامل.
إلغاء المشروع
أعلنت شركة ريو تينتو أنها قلقة من قرار حكومة صربيا إلغاء تراخيص مشروع التنقيب عن الليثيوم، وتراجع في الوقت الحالي الأساس القانوني له، مؤكدة أنها تعمل دائمًا وفقًا للقوانين الصربية.
وفي حالة اكتمال المشروع، حسب تقرير لوكالة رويترز؛ فإنه سيساعد في جعل شركة ريو تينتو من أكبر 10 منتجين لليثيوم المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وفي المقابل، تقول جماعات حماية البيئة إن المنجم الجديد كان سيؤدي إلى تلويث الأرض والمياه في المنطقة.
احتجاجات المزارعين
وقفت خيمة المزارع زلاتكو كوكانوفيتش، في قرية غورني نيديليتش، التي سيقام فيها المشروع، كما نصب قرويون آخرون نحو 12 خيمة لمواصلة الضغط على المشرعين.
وقال كوكانوفيتش: "إذا نُفذت جميع مشروعات التعدين التي أصدرت الحكومة تراخيص الاستكشاف من أجلها؛ فلن يكون لصربيا وجود، ستصبح مستعمرة لشركات أجنبية كبيرة.. ونحن لا نستحق أن نكون لاجئين بيئيين".
بدورها، تخشى معلمة من القرية نفسها، وهي ماريانا بيتكوفيتش، من احتمال بيع المزيد من المنازل والأراضي بعد الانتخابات؛ حيث اشترت ريو تينتو بالفعل 40 منزلًا، وقالت: "ليس من العدل أن تحدد 40 أسرة مصير 200 أسرة متبقية في القرية".
المشروع انتهى
فيما لم يرد فرع شركة ريو تينتو في صربيا ولا الحكومة على طلبات التعليق على الاحتجاج أو أي مبيعات أخرى للممتلكات، جاءت تصريحات رئيسة الوزراء مخيبة لآمال الشركة.
وقالت رئيسة الوزراء آنا برنابيتش بعد قرار سحب الترخيص: "فيما يتعلق بمشروع جادار.. لقد انتهى"، رغم أنها كانت قد اقترحت، في وقت سابق، إعادة النظر فيه بعد الانتخابات.
وكان مشروع جادار، الذي كان من الممكن أن يكون أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية في صربيا، جزءًا من جهود الحكومة لجذب الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي.
وكان المنجم -بكامل طاقته- سينتج 58 ألف طن سنويًا من كربونات الليثيوم المكررة، التي تُستخدم في البطاريات؛ ما يجعله أكبر منجم لليثيوم في أوروبا من حيث الإنتاج.
وقالت الحكومة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن 86 شركة تعدين تجري أعمال استكشاف في صربيا، من خلال التنقيب في 170 حقلًا.
اقرأ أيضًا..
- سعة الطاقة المتجددة عالميًا قد تتجاوز 220 غيغاواط للمرة الأولى (تقرير)
- معدات "مغشوشة" تهدد بكوارث داخل محطات الطاقة النووية في أميركا
- أرامكو تستعين بـ"هيونداي أويل" لتأمين احتياجاتها من المشتقات النفطية في سنغافورة