تغير المناخ يثير خلافًا بين وزيري زراعة العراق وسوريا
خلال المؤتمر الإقليمي لمنظمة الفاو
حياة حسين
أثار مفهوم تغير المناخ خلافًا بين وزيري زراعة العراق وسوريا في المؤتمر الإقليمي لدول الشرق الأدنى لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، اليوم الثلاثاء.
وناقشت إحدى جلسات المؤتمر، في دورته الـ36، التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، على مدار يومي الإثنين والثلاثاء آثار تغير المناخ على المنطقة، خاصة على صعيد الأمن الغذائي، وشاركت "الطاقة" به عبر آلية زووم.
ويُعدّ الجفاف، وتراجع حصة دول منطقة الشرق الأدنى من المياه اللازمة للزراعة، وإنتاج الغذاء، أحد المحاور الرئيسة، التي طرحها المشاركون من الوزراء، بوصفه من آثار أزمة تغير المناخ.
المفهوم الواسع
قال وزير زراعة سوريا، محمد حسان قطنا: "يجب أن ننظر إلى آثار تغير المناخ بالمفهوم الواسع، فهي ليست مشكلة تناقص مياه فحسب، ولكن لدينا أزمات في مواعيد هطول الأمطار التي تغيّرت".
وأضاف قطنا إلى حرائق الغابات، وتأثُّر الأشجار المثمرة سلبًا بارتفاع درجة الحرارة، وزيادة مساحة الصحراء، وتقلص الغابات، التي تمثل مصدرًا للثروة الحيوانية، وتراجع التنوع البيولوجي، حتى الطيور المهاجرة طالتها تبعات تغير المناخ.
وعبّر قطنا عن رفضه وبلاده مسألة تسعير المياه، كونها حقًا للجميع، وطالب بترشيد استهلاكها وإدارة مواردها بصورة صحيحة.
أزمة المياه الأبرز
قال وزير الزراعة العراقي، رئيس الدورة 36 للمؤتمر، محمد كريم الخفاجي، ردًا على الوزير السوري: "أنا أعارض طرحك والنظر إلى المسألة بهذا الشكل.. هذه المنظمة أممية، وهي معنية بمسألة الغذاء، وأزمة المياه حاليًا هي أبرز انعكاسات تغير المناخ".
الوزير العراقي بدا في رده على نظيره السوري محتدًا، ما يشير إلى خلاف بين الدولتين بشأن توزيعات المياه.
وأوضح الخفاجي قائلًا: "العراق لديه موارد مياه مشتركة مع كل من سوريا وإيران وتركيا، وهناك خلاف عليها، وأبدى الوزيران التركي والإيراني تعاونًا كبيرًا في مباحثات أجريتها معهما أمس -أول أيام المؤتمر- بهذا الشأن".
وتابع: "تدخّل السياسة في مسألة المياه أمر يجب علاجه، والمؤتمر إقليمي، وقد دعوت مدير عام الفاو، شو دنيو، إلى التدخل وعلاج هذه المسألة بالتفاوض".
المياه المشتركة
تشترك كل من سوريا وتركيا والعراق في مياه نهري دجلة والفرات، وأثارت سدود تدشنها أنقرة مؤخرًا نزاعًا بين الدول الـ3.
بينما كانت الأنهار والسواقي المائية القادمة من إيران إلى العراق تغطي ثلث احتياجاته، خاصة من الأنهار والروافد الكُبرى، مثل نهر الزاب الأسفل، الذي يُغذّي بحيرة دوكان التي تتدفق بدورها لتغذي نهر دجلة.
كما يغذّي نهر ديالى الكبير بحيرتي دربندخان وحمري، اللتين تشكلان الخزان المائي لمنطقة شرق العراق بأكملها، بالإضافة إلى نهري الكرخة وكاراون، بالإضافة إلى مئات المجاري الموسمية، التي كانت تستخدم لسقي المناطق الحدودية.
وأعلنت إيران قطع المياه عن العراق في شهر يوليو/تموز الماضي.
قسوة الصراع اليمني
كشف وزير الزراعة والري والثروة السمكية في اليمن، سالم عبدالله السقطري، عن أن تغير المناخ زاد من قسوة الصراع الدائر في بلاده.
ويدور صراع في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات، بين جماعة الحوثي المتمردة، والحكومة المعترف بها دوليًا، والمدعومة من تحالف خليجي بقيادة السعودية.
وقال السقطري: "إن اليمن يعاني كثيرًا المدة الأخيرة تغيّر المناخ، الذي يضرب البلاد في صور عدة مثل الأعاصير، والصراع المسلح، إذ يعوّق الجهود للوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة من الذين يتعرّضون لتلك الكوارث الطبيعية".
وأوضح السقطري أن تغير المناخ تسبب في تجريف التربة وبوار مساحات كبيرة من الأراضي، وهو ما يهدد الأمن الغذائي بشدة، إذ يمثّل الريف 70% من البلاد.
وقال: "لقد دفع تغير المناخ كثيرًا من الأشخاص إلى النزوح من أماكنهم مثل ما فعل الصراع المسلح".
موريتانيا والهيدروجين
من جانبه، سلّط وزير زراعة موريتانيا، سيدنا ولد أحمد أعلى، الضوء على أزمة تغير المناخ في بلاده والقارة الأفريقية.
وقال: "إن تغير المناخ أصبح حقيقة نعيش فيها، ومنظمة الفاو تؤدي دورًا لتقريب وجهات النظر من أجل التكيف مع آثاره، وموريتانيا مثل غيرها من الدول عامة والقارة الأفريقية خاصة تعاني هذه الظاهرة".
ورغم أن الجفاف هو أحد أهم آثار تغير المناخ في أفريقيا، فإن الوزير الموريتاني يرى أن بلاده تستطيع أن تكون حائط صد لها ولأفريقيا من تلك الآثار.
وقال: "إن بلاده تضم نهرًا عظيمًا في الجنوب، يصل طوله إلى 740 كيلومترًا، إذا تمكنت موريتانيا من جذب استثمارات لاستغلال مياهه، تستطيع أن تكون سلة غذاء لأفريقيا".
كما أن موريتانيا تبنّت مشروعات الطاقة المتجددة مثل كهرباء الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وفق الوزير.
صندوق المناخ الأخضر
بدوره، حثّ وكيل وزارة زراعة فلسطين، عبدالله قاسم لحلوح، المشاركين على تبني مشروعات مناخية تستفيد من تمويل صندوق المناخ الأخضر، التابع للأمم المتحدة.
وأعلن المدير العام المساعد لـ"الفاو" الممثل الإقليمي للمنظمة، عبدالحكيم الواعر، 3 مشروعات يدشنها كل من الأردن والسودان والعراق، بتمويل من صندوق المناخ الأخضر، لكنه لم يكشف عن تفاصيل.
وفي الختام، رحّب المؤتمر بعقد قمتي المناخ القادمتين كوب 27 وكوب 28 في مصر والإمارات العام الجاري والمقبل على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- تغير المناخ في الصحراء الكبرى يصل إلى تساقط غير معتاد للثلوج
-
ممثل الفاو في مصر: تحول الزراعة إلى الكهرباء المتجددة يحد من تغير المناخ
-
البنك الدولي يطلق إستراتيجية تغير المناخ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا
اقرأ أيضًا..