الأثرياء وراء النسبة الأكبر من الانبعاثات.. ومسؤوليتهم تتزايد في تحقيق الحياد الكربوني (تقرير)
%10 من الأسر أصدرت 34% من الانبعاثات العالمية في 2010
نوار صبح
توصلت دراسة نشرها موقع مجلة "ساينس دايركت" إلى أن البصمة الكربونية للأثرياء في العالم كبيرة، وأن كمية الانبعاثات التي يتحملون المسؤولية عنها آخذة في الازدياد.
وأشارت أستاذة سياسة الطاقة في جامعة شيفيلد هالام البريطانية، أحد مؤلفي الدراسة، إيمي أمبروز، إلى أن خفض البصمة الكربونية للأثرياء في العالم قد يصبح أسرع طريقة للوصول إلى الحياد الكربوني.
فقد أصدرت 10% من الأسر الغنية 34% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمي في عام 2010، في حين أن 50% من سكان العالم المصنّفين في الشرائح ذات الدخل المنخفض يمثلون 15% فقط، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 4 فبراير/شباط الجاري.
تفاوت استهلاك الطاقة
بيّنت الدراسة أن السكان غير الأثرياء في بريطانيا يمثّلون أقل من 20% من الطلب النهائي على الطاقة، بمعنى أنهم يستخدمون الطاقة بنسبة 5% أقل من نصف السكان الأثرياء الذين يستخدمون الطاقة لتدفئة مساحات كبيرة بالإضافة إلى تشغيل المعدّات والأدوات الفاخرة.
وقالت أستاذة سياسة الطاقة في جامعة شيفيلد هالام البريطانية، إيمي أمبروز، إن من المرجح أن تجعل أزمة تكلفة المعيشة أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة يقللون من استهلاكهم للكربون في أثناء قضاء إجازاتهم في بريطانيا، باستخدام كميات قليلة من الوقود.
وأضافت أنه من غير المرجح أن يضطر الأشخاص الذين يستهلكون الوقود أكثر من غيرهم إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات، وأن من السهل على المستهلكين الأثرياء تحمّل هذه الزيادات في التكاليف دون تغيير سلوكهم.
دور السفر جوًا
أوضحت الدراسة أن أكثر من نصف الانبعاثات من قطاع طيران الركاب كان مرتبطًا بنسبة 1% بالأشخاص الذين يسافرون لمرات عديدة في معظم البلدان، قبل تفشي جائحة كوفيد-19.
وأكدت أن الأثرياء لا يتأثرون بالارتفاع الحاد في تكاليف الطاقة، مشيرة إلى أن الحكومة لا تولي الاهتمام الكافي لمعالجة الاستهلاك الشخصي المفرط للطاقة.
وقالت إن إهمال السياسات لضبط ارتفاع استهلاك الطاقة أضاع فرصة معالجة عدم المساواة وفرص الحد من انبعاثات الكربون.
وأشارت إلى أن آليات الأسعار قد تجبر الأسر ذات الدخل المنخفض على خفض الاستهلاك إلى مستويات خطرة.
وألمحت إلى أن الاستهلاك المرتفع والبصمات الكربونية الكبيرة يتركز في المدن والضواحي ذات الدخل المرتفع، في حين أن آثارها السلبية، مثل تلوث الهواء، تنتقل عادةً إلى المناطق الفقيرة.
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية تشهد طفرة قوية.. 18 ألف وحدة مبيعة في اليوم (تقرير)
- أرامكو السعودية ترفع أسعار البيع الرسمية إلى آسيا في مارس
- "مبومالانغا" مخزن الفحم في جنوب أفريقيا.. كيف تعوض ثروتها مع تحول الطاقة؟