عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية
العجز يُرجح أن يبلغ 6 ملايين طن
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تُشكّل إمدادات النحاس عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف التحول الأخضر، كون المعدن يدخل في صناعة الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لكن تأخُّر الاستثمارات قد يعوق مواكبة الطلب المتزايد.
ومن المرجح أن تشهد إمدادات النحاس عجزًا بأكثر من 6 ملايين طن بحلول عام 2030، وفق تقرير صادر حديثًا عن شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.
ويُستخدم النحاس على نطاق واسع في تصنيع التقنيات والبنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، فضلًا عن مراحل صناعة السيارات الكهربائية كافة، من بنية تحتية وبطاريات ومحطات شحن.
الطلب على النحاس
من المتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس بنسبة 16% على أساس سنوي، ليصل إلى 25.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وفق ريستاد إنرجي.
وبحسب بنك سيتي غروب، يمثّل الطلب من مصادر الطاقة المتجددة وتخزين البطاريات والمركبات الكهربائية ومحطات الشحن والبنية التحتية للشبكة الكهربائية نحو خُمس استهلاك النحاس.
ويقول خبير معادن الطاقة في ريستاد إنرجي، جيمس لي، إنه مع استمرار تحوّل الطاقة بوتيرة متسارعة وازدياد اعتماد المركبات الكهربائية في الدول المكتظة بالسكان، مثل الصين والهند، تتطلب صناعة تعدين النحاس استثمارات كبيرة لمواكبة الطلب، لأن قلّة الاستثمارات الحالية تعوق إمدادات النحاس.
ودفعت صناعة الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية المتنامية الطلب على النحاس إلى الأعلى، ما تسبّب في ارتفاع الأسعار.
وارتفعت أسعار النحاس بنسبة 70% خلال الوباء، إذ أسهم انتشار الفيروس في حدوث اضطرابات بين سلاسل التوريد، التي جعلت المعدن يدخل عام 2022 عند أعلى مستوياته على الإطلاق، بحسب التقرير.
عجز المعروض
تُقدّر ريستاد إنرجي أن تبلغ إمدادات النحاس مستوى 19.1 مليون طن بحلول نهاية العقد الجاري، بانخفاض 12%، مقارنة بمستويات 2021.
وهذا يعني أن المعروض من النحاس سيكون أقلّ من الكمية اللازمة لتلبية الطلب البالغ 25.5 مليون طن بحلول الموعد نفسه.
وترسم آفاق الاستثمار في النحاس صورة قاتمة للمعروض المستقبلي، ما يشير إلى احتمال ظهور عجز كبير في إمدادات المعدن، بدءًا من عام 2023 فصاعدًا، بحسب التقرير.
ويواجه الاستثمار في النحاس تحديات كبيرة، إذ تُعدّ عملية التعدين كثيفة الاستهلاك للطاقة، وتنتج كمية كبيرة من انبعاثات الكربون.
وفي هذا الصدد، أمرت بيرو -أحد أكبر مصدّري النحاس في العالم- بإغلاق العديد من المناجم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وسط احتجاجات بيئية.
كما إن منجم لاس بامباس للنحاس في جنوب بيرو، الذي يُنتج 400 ألف طن سنويًا -ما يمثّل 2% من إمدادات النحاس العالمية- سيوقف الإنتاج؛ بسبب مشكلات النقل، بينما يثير عدم الاستقرار السياسي في تشيلي، وهي دولة منتجة رئيسة، اضطرابات في المعروض.
ورغم استمرار اكتشافات جديدة للنحاس، مثل منجم غراسبيرغ في إندونيسيا، وكاموا كاكولا في الكونغو، فإنه لا يزال الكثير منها غير مطوَّر، لأن المناجم المحتملة يمكن أن تعاني من درجات منخفضة للمعدن، أو بسبب عدم اليقين المالي أو السياسي في البلاد، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
- استخلاص النحاس قد يكون كلمة السر في صناعة الطاقة الشمسية (تقرير)
- مقال - النحاس اللاعب الرئيس في ثورة تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- تسارع الطلب على الكهرباء عالميًا يدفع الأسعار والانبعاثات إلى مستويات قياسية
- مشروعات الليثيوم في 2021.. زخم كبير لمواكبة الطلب المتزايد