غازات الاحتباس الحراري.. الانبعاثات في أميركا تعود إلى الارتفاع مجددًا
خلال 2021
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالولايات المتحدة ارتفعت 6.2% خلال 2021
- معدل تلك الانبعاثات أكبر من النمو الاقتصادي المحقق في 2021
- السيارات والشاحنات وراء زيادة انبعاثات الولايات المتحدة
- الولايات المتحدة لم تضع حتى الآن أي تشريع للتعامل مع أزمة المناخ
عودة شهد عام 2021 عودة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الارتفاع مرة أخرى، بعد الانخفاض الملحوظ خلال 2020، التي اعتبرها البعض بداية أمل نحو تحضير المجتمعات لمواجهة أزمة تغيرات المناخ.
وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الذي تناول الولايات المتحدة الأميركية نموذجًا، عادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة بالبيئة إلى منحنى الصعود مرة أخرى بنهاية العام الماضي 2021، مع ارتفاع معدل السيارات والشاحنات على الطريق.
وبنهاية عام 2020، انخفضت غازات الاحتباس الحراري بصفة حادة، بعد ظهور وباء فيروس كورونا، وتحول ملايين الأشخاص إلى العمل من المنزل، وهو ما أدى إلى انخفاض معدل السيارات على الطريق وكذلك الرحلات الجوية، مع تباطؤ الإنتاج الصناعي نتيجة الإغلاقات التي فُرضت مع بداية الوباء.
وكان الانخفاض الحاد في غازات الاحتباس الحراري الذي شهده عام 2020 محفزًا للعديد من التوقعات بأن الاقتصاد الأميركي سيقود الجهود المبذولة للقضاء على عصر الوقود الأحفوري المتهم الرئيس بانتشار غازات ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة، كما يشير تقرير الغارديان.
مخاوف عودة الانبعاثات
أظهر بحث حديث صادر عن مجموعة روديوم للأبحاث -تناوله التقرير- أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 6.2% خلال 2021، على أساس سنوي.
وعلى الرغم من أن الانبعاثات في الولايات المتحدة خلال العام الماضي تُعد أقل بنسبة 5% مقارنة بمستويات 2019، فإن معدل تلك الانبعاثات أكبر من النمو الاقتصادي المحقق في 2021.
ومن جانبها، عبرت الشريكة في مجموعة روديوم للأبحاث، كيت لارسن، عن مخاوفها من عودة الانبعاثات الضارة في الولايات المتحدة للارتفاع أسرع من نمو الاقتصاد الكلي.
وقالت: "نحن لا نقلل كثافة الكربون في الاقتصاد.. ولكن نعمل على زيادتها.. نحن نفعل عكس ما نحتاج القيام به".
السيارات متهم رئيس
أرجع البحث القفزة في انبعاثات عام 2021 إلى زيادة السيارات والشاحنات على الطريق، وهو ما أدّى إلى نمو انبعاثات النقل بنسبة 10% خلال العام، مقارنة بـ2020.
كما ارتفعت انبعاثات العمليات الصناعية بنسبة 6.6% خلال العام الماضي، فيما سجلت انبعاثات المباني ارتفاعًا طفيفًا.
وعلى صعيد الفحم الذي يُوصف بأنه أقذر أنواع الوقود الأحفوري، زاد استخدامه بصفة غير مرغوبة خلال العام الماضي، على الرغم من اتباعه منحنى هبوطيًا في الولايات المتحدة، إذ شهد استخدامه في توليد الكهرباء زيادة بنحو 17% عن مستويات عام 2020.
وأرجع التقرير انخفاض استخدامات الفحم في توليد الكهرباء لعدم قدرته على منافسة الغاز، الذي يُعد وقودًا أحفوريًا أقل تلويثًا، وبديلًا رخيصًا، وهو الأمر الذي ساعد في انخفاض انبعاثات الولايات المتحدة تدريجيًا منذ عام 2005.
وانتقد التقرير عدم قيام حكومة الولايات المتحدة حتى الآن بوضع أي تشريع للتعامل مع أزمة المناخ والحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من تحذيرات علماء المناخ وتعرّض البلاد لحرائق الغابات والفيضانات وموجات الحر.
وأكدت الشريكة في مجموعة روديوم للأبحاث، كيت لارسن، أهيمة تمرير الكونغرس الأميركي إجراءات مناخية في مشروع قانون إعادة البناء بصورة أفضل، الذي عطّله السيناتور الديمقراطي، جو مانشين، إذ وصفته بأنه على علاقات عميقة بصناعة الفحم، على حد تعبيرها.
وشددت على أهمية إزالة الكربون من الاقتصاد وعدم الاكتفاء بالرهان على تغيير سلوك الأفراد.
واعتبرت أن الاعتماد على سوق النفط والغاز لخفض الانبعاثات يُعد أمرًا مقلقًا، الذي يأتي مع عدم إصدار القواعد والقوانين التي تحتاجها الولايات المتحدة لخفض الانبعاثات.
الخروج عن المسار الصحيح
يرى التقرير أن الزيادة الحادة في انبعاثات الولايات المتحدة خلال 2021 أدت إلى خروج البلاد عن المسار الصحيح في تحقيق معدل التخفيضات المطلوبة للانبعاثات والمتفق عليها في اتفاقية باريس للمناخ.
وتنص الاتفاقية على ضرورة الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، وهي النقطة التي يحذّر العلماء أن ما بعدها سيواجه العالم آثارًا مناخية وخيمة.
كما اعتبر عالم المناخ في جامعة ولاية بنسلفانيا، مايكل مان، أنه يتعين على الكونغرس تمرير إجراءات مناخية، ما يسمح للولايات المتحدة القيام بدورها والبقاء على المسار الصحيح للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.
وكانت الزيادة الحادة في الانبعاثات الضارة بالبيئة خلال عام 2021، أسهمت في خروج الولايات المتحدة عن مسارها المتبع للخفض المطلوب، من أجل الوفاء بالأهداف المتفق عليها دوليًا والمنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ.
وتنص اتفاقية باريس على أنه يتعين على الدول محاولة الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
موضوعات متعلقة..
- تطور الانبعاثات الضارة بالبيئة في أميركا خلال 3 عقود (5 رسوم بيانية)
- تجارة الكربون.. هل تستفيد الأسواق الناشئة من قواعد خفض الانبعاثات؟
- انبعاثات أكبر 5 شركات للألبان واللحوم تتجاوز شركات طاقة ودول كبرى (إنفوغرافيك
اقرأ أيضًا..
- وزير البيئة المصري السابق: القاهرة تستطيع إنجاح كوب27.. ولن نصل إلى نصف خفض الانبعاثات حتى نهاية العقد
- توليد الكهرباء في أميركا.. الطاقة الشمسية قد تُشكل نصف السعة المضافة
- أرامكو السعودية توقع صفقة جديدة لتوريد النفط إلى شمال غرب أوروبا