حافلات الهيدروجين.. مدينة فرنسية تلغي مشروع المركبات الجديدة بسبب التكلفة

قرر عمدة مدينة مونبلييه الفرنسية إلغاء خطة قديمة لتشغيل حافلات الهيدروجين، لأن تكلفة تشغيلها بالكهرباء أقل بكثير.

ووجد عمدة مونبلييه، ميشال ديلافوسي، المنتخب في يونيو/حزيران 2020، أن تكلفة تشغيل حافلات الهيدروجين تزيد بمقدار 6 أضعاف عن تكلفة التشغيل بالكهرباء.

ولذلك اتخذ ديلافوسي قراره بإلغاء المشروع، الذي أُقر قبل فوزه في انتخابات 2020.

51 حافلة

كانت إدارة مدينة مونبلييه الفرنسية وضواحيها قد أقرت المشروع في نهاية عام 2019، لتشغيل 51 حافلة بالهيدروجين، في إطار خطط حماية البيئة وتحقيق الحياد الكربوني.

وتبلغ قيمة استثمارات المشروع، الذي نفذته شركة "هيناميكس"، 29 مليون يورو (33 مليون دولار أميركي).

ويتضمن مشروع تشغيل الحافلات بالهيدروجين إقامة محطة طاقة شمسية صغيرة، لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

ومنذ إقراره، حصل مشروع تشغيل 51 من حافلات الهيدروجين على 18 مليون يورو (21.6 مليون دولار أميركي)، متضمنة 6.9 مليون يورو (8.3 مليون دولار أميركي) في صورة منح أوروبية ودولية.

كما يشمل المبلغ المصروف قرضًا بقيمة 8.9 مليون يورو (10.3 مليون دولار أميركي) من الصندوق السيادي الفرنسي "كايسه ديه ديبوته".

دعم الاستثمار

قال عمدة مونبلييه -في تصريحات صحفية يوم 4 يناير/كانون الثاني الجاري-: "إن المدينة حصلت على دعم للاستثمارات الأولية لمشروع حافلات الهيدروجين، ولكن لن تحصل على أي مساعدات عند التشغيل، الذي ستزيد تكلفته نحو 6 أضعاف الكهرباء".

وأضاف: "لذلك سنتوقف عن استخدام الهيدروجين حاليًا.. لأن تقنياته واعدة، لكن سنرى في 2030 إذا كان سيتحول ليكون أرخص تكلفة من عدمه"، حسبما ذكر موقع "ريتشارج نيوز".

وتوقعت شركة الاستشارات العالمية، آرثر دي ليتل، في تقرير صادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن يستقطب الهيدروجين نحو 700 مليار دولار بحلول 2050، موضحة أن العديد من أنحاء العالم أعلنت تنفيذ مشروعات بأكثر من 300 مليار دولار، بما في ذلك 80 مليار دولار للمشروعات التي وصلت إلى مرحلة النضج.

فرق شاسع

ذكرت نائبة عمدة مونبلييه، المسؤولة عن قطاع النقل في المدينة، جولي فريتش، لصحيفة "لا تريبيون" الاقتصادية المحلية، أن تكلفة تشغيل حافلات الهيدروجين تبلغ 3 ملايين يورو سنويًا (3.6 مليون دولار أميركي)، مقابل 500 ألف يورو (600 ألف دولار أميركي) سنويًا فقط للكهرباء.

وأضافت أن الفرق شاسع، إذ إن فرق التكلفة لكل كيلومتر مربع تقطعه الحافلة يبلغ 0.95 للعمل بالهيدروجين، مقابل 0.15 يورو للعمل بالكهرباء.

كما أن التكلفة المرتفعة لا تتعلق بالتشغيل فحسب، إذ إن سعر شراء حافلات الهيدروجين يزيد بنحو 150 ألف يورو (180 ألف دولار أميركي)، مقارنة بنظيرتها ذات المحرك الكهربائي.

يُذكر أن إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه يحتاجان إلى سعة تخزين كبيرة مرتفعة التكلفة.

صديق البيئة

يعوّل العالم على الهيدروجين بوصفه أحد الحلول الممكنة، إذ يُصنّف الهيدروجين الأخضر على أنه صديق للبيئة وخالٍ من الكربون، ويُستخرج النوع الأخضر من الماء باستخدام الكهرباء المعتمدة في إنتاجها حصريًا على الطاقات المتجددة، خاصة طاقتي الرياح والشمس.

غير أن كبير الإستراتيجيين في شركة تفي إستراتيجي، مايكل بارنارد، كتب مقالًا في موقع "كلين تيكنيكا"، الشهر الماضي، كشف عن وجهة نظر تؤيد عمدة مونبلييه الفرنسية.

وقال بارنارد: إن تكلفة الهيدروجين السائل ستفوق الغاز الطبيعي المسال بمقدار 5 أضعاف، وأكد -أيضًا- أنه لم يثبت خلوّه من الانبعاثات.

وانتقد بارنارد كل من يقترح تصنيع الهيدروجين السائل، إذ تتوافر أشعة الشمس والرياح بأسعار رخيصة ومستقرة.

ورفضت شركة هيناميكس التعليق على أنباء إلغاء المشروع، إلا أنها أكدت أن المفاوضات لا تزال سارية مع المسؤولين في مونبلييه.

وتقود الصين حاليًا العالم في مجال الاعتماد على الحافلات الكهربائية، إذ تنتشر نحو 500 ألف حافلة كهربائية في شوارعها.

موضوعات متعلقة..

• رأي مفاجئ.. الهيدروجين ليس "بهذه النظافة"

• الهيدروجين الأخضر.. سباق عالمي نحو طاقات المستقبل (مقال)

• الهيدروجين الأخضر يعزز قدرة أفريقيا على دعم التنمية المستدامة (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• مصادر: بدء تشغيل مجمع سابك وإكسون موبيل للبتروكيماويات في تكساس

• غازات الاحتباس الحراري.. الانبعاثات في أميركا تعود إلى الارتفاع مجددًا

• الغاز الطبيعي المسال.. روسيا وجهة الشركات الصينية لتأمين الواردات