الغاز الطبيعي المسال.. روسيا وجهة الشركات الصينية لتأمين الواردات
من خلال عقود طويلة الأجل
مي مجدي
أدى تزايد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي المسال في الصين لاتجاه الشركات الصينية لتأمين إمداداتها من روسيا.
واتفقت شركة "إي إن إن" ومجموعة "تشجيانغ إنرجي" الصينيتان مع شركة "نوفاتيك" -أكبر شركة منتجة للغاز في روسيا- على توريد الغاز الطبيعي المسال من مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال-2" من خلال اتفاقيات طويلة الأجل.
ووقعت شركة "إي إن إن"، أكبر موزع مستقل للغاز في الصين، عقدًا طويل الأجل مع "نوفاتيك"، لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى محطة تشوشان في مقاطعة تشجيانغ الصينية.
وينص العقد على تسليم الشركة الروسية 600 ألف طن سنويًا من الغاز المسال للشركة الصينية لمدة 11 عامًا من مشروعها المستقبلي "أركتيك للغاز الطبيعي المسال-2" بغرب سيبيريا، ومن المقرر أن تبدأ الشحنات الأولى في عام 2023، بحسب ما نشره موقع "أبستريم" المتخصص في أخبار الطاقة.
أما العقد المبرم مع شركة "تشجيانغ إنرجي"؛ فينص على توريد نحو مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، لمدة 15 عامًا.
الطلب المتزايد
تدير شركة "إي إن إن" 230 مشروعًا لتوزيع الغاز في الصين بقدرة توزيع تتجاوز 10 مليارات متر مكعب سنويًا؛ أي ما يعادل 7.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال تقريبًا.
وقال رئيس الشركة، شينغ هونغتاو، إن العقد سيزيد من محفظة واردات الشركة للغاز الطبيعي المسال، وسيساعد ذلك في تلبية الطلب المحلي وانتقال الطاقة منخفض الكربون في الصين.
وتعد هذه الصفقة ثاني اتفاقية بيع وشراء توقعها الشركة الصينية في غضون 3 أشهر، بعد إعادة الهيكلة لأصولها التجارية في عام 2020.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توصلت الشركة إلى اتفاقية لشراء 900 ألف طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من شركة "تشينير ماركتينج" الأميركية لمدة 13 عامًا، وستبدأ عمليات التسليم في يوليو/تموز 2022.
وتخطط الشركة لمضاعفة سعة محطة استلام الغاز في تشوشان إلى 10 ملايين طن سنويًا، بحلول نهاية عام 2024، ويجعلها ذلك واحدة من أكبر المنشآت في الصين.
نوفاتيك الروسية
تمتلك شركة نوفاتيك 60% من الأسهم في مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال-2"؛ أي أنها لها الحق في قرابة 12 مليون طن سنويًا من الإنتاج المستقبلي البالغ 20 مليون طن.
وفي عام 2021، التزمت الشركة الروسية بتسليم أكثر من 3 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال لمدة 15 عامًا لشركة شنرجي الصينية و500 ألف طن سنويًا إلى شركة غلينكور البريطانية السويسرية.
ويعتقد رئيس قسم المعلومات والأبحاث في معهد سينوبك لأبحاث الاقتصاد والتنمية، لو زوكسبان، أن الغاز الطبيعي سيصبح مجالًا رئيسًا للتعاون بين الجانبين الروسي والصيني.
وقال: "مع تزايد طلب الصين على الغاز الطبيعي في المستقبل؛ فإنه سيزيد تعزيز التعاون بين الصين وروسيا في المستقبل".
دور الغاز الطبيعي المسال
تتماشى الصفقات السابقة مع اتجاه الصين إلى الغاز الطبيعي بوصفه جزءًا من سعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتعد الصين أكبر مستهلك للغاز في العالم، وتعتمد على شراء 43% من الغاز من الخارج، ويشمل ذلك 89 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال و46 مليار متر مكعب من الغاز بالأنابيب.
ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز السنوي في الصين من 331 مليار متر مكعب إلى 526 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 مدفوعًا بتقليل بكين اعتمادها على الفحم.
اقرأ أيضًا..
- الغاز المغربي.. الرباط تكشف عن موعد بدء الإنتاج من حقل أنشوا
- تيسلا تؤجل إنتاج شاحنتها الكهربائية سايبرتراك.. للمرة الثالثة
- تجنبًا لانقطاع الكهرباء.. تشيلي تؤمِّن احتياجاتها من الديزل في الشتاء