قطاع الطاقة في قازاخستان.. قرارات حكومية حازمة لتهدئة الاحتجاجات
من بينها تجميد أسعار غاز النفط المسال وتعليق تداوله إلكترونيًا
هبة مصطفى
حظي قطاع الطاقة في قازاخستان بدعم من الحكومة الجديدة، عبر حزمة إجراءات من شأنها ضبط أسواق المنتجات النفطية، بعدما كانت شرارة الانطلاق للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
وكان غاز النفط المسال كلمة السر في أزمة الاحتجاجات الأخيرة، وأصبح مفتاح الحل أيضًا بعدما قررت الحكومة الجديدة في أول اجتماعاتها تجميد أسعاره عند مستويات محددة، بالإضافة إلى حزمة إجراءات أخرى في قطاع الطاقة.
وتعكف الحكومة الجديدة -برئاسة علي خان إسماعيلوف- على تهدئة الرأي العام بعد اندلاع احتجاجات واسعة النطاق الأسبوع الماضي وخلال عطلات بداية العام، رفضًا لأسعار الوقود وغاز النفط المسال الآخذة في الارتفاع، وأطاحت بالحكومة السابقة.
أزمة الوقود في قازاخستان
أصدر رئيس الوزراء -خلال أول اجتماعات الحكومة الجديدة، اليوم الأربعاء- توجيهاته بدعم قطاع الطاقة في قازاخستان، وتطوير إجراءات تنظيم سوق المنتجات النفطية مع تحديد مستهدفات الاحتياطي منها، وضبط أسعار تلك المنتجات بالأسواق، محددًا أولويات قطاع الطاقة القازاخستاني.
وكشف إسماعيلوف عن تطوير الحكومة مقترحات فرض الضرائب على مُنتجي البنزين والوسطاء، خلال أسبوع.
وفي أثناء الاجتماع، تعهّد الوزير الجديد لقطاع الطاقة في قازاخستان، بولات أكشولاكوف، بإعلان الحكومة حزمة إجراءات لتطوير تجارة غاز النفط المسال التي أكد تجميدها عند مستوى من 50 إلى 75 تنغ قازاخستاني (من 0.12 إلى 0.17 دولارًا أميركيًا).
(تنغ قازاخستاني = 0.0023 دولارًا أميركيًا)
ووضعت الحكومة الجديدة سقفًا لأسعار وقود السيارات في مبيعات التجزئة، تطبيقًا للقرارات التي أعلنها الرئيس القازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، الأسبوع الماضي.
وحددت أسعار البنزين (إيه- 80) عند 89 تنغ/لتر، وبنزين (إيه- 92 و93) عند 182 تنغ/لتر، وبنزين (إيه- 95) عند 215 تنغ/لتر، وأسعار الديزل عند من 230 إلى 260 تنغ/لتر.
- أسعار الوقود في قازاخستان تطيح بالحكومة (فيديو)
- غاز النفط المسال.. ماذا تعرف عن الوقود الذي أشعل الاحتجاجات في قازاخستان؟
شملت حزمة قرارات الحكومة الجديدة لضبط قطاع الطاقة في قازاخستان -وفق ما أعلنها أكشولاكوف- وضع حد أقصى لأسعار الجملة، بالإضافة إلى تعليق البيع الإلكتروني لغاز النفط المسال حتى مطلع يناير/كانون الثاني 2023.
صيانة المصافي.. وتعزيز الاحتياطي
حملت حكومة إسماعيلوف ارتفاع أسعار مبيعات الصرف مسؤولية ارتفاع أسعار البيع بالتجزئة التي سببت اندلاع الاحتجاجات، وفق منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
وتضمنت تدابير تنظيم قطاع الطاقة في قازاخستان، طبقًا لرؤية الحكومة الجديدة، اعتماد خطة متوسطة الأجل تنطلق في مسارين؛ أولهما خفض توقيت خضوع مصافي النفط للصيانة وتوسعة المدة بين كل وقتي صيانة والتنسيق للأمر بما يسمح بعدم التأثير بالنقص في المنتجات النفطية.
ويشير المسار الثاني في الخطة المتوسط الأجل للحكومة إلى استهداف تكوين احتياطي يُقدّر بـ200 ألف طن للمنتجات النفطية.
كما تدرس وزارة الاقتصاد القازاخستانية والهيئات الأخرى مقترحات تطوير صندوق الثروة السيادي "سامروك كازينا" الذي يضم حصص الدولة في أسهم كل من شركة كاز موناي غاز الوطنية للنفط والغاز والشركة القازاخستانية للسكك الحديدية وشركات أخرى.
النفط في قازاخستان
سجلت احتياطيات النفط المؤكدة في قازاخستان حتى نهاية العام الماضي، 30 مليار برميل، وهي المستويات الثابتة نفسها منذ عام 2007، ارتفاعًا من مستوى 9 مليارات برميل لاحتياطيات النفط عام 2006.
وحتى نهاية عام 2020، حافظت قازاخستان، إحدى الدول الأعضاء في تحالف أوبك+، على وجودها في المرتبة الـ12 عالميًا ضمن الدول الأكثر امتلاكًا للاحتياطيات المؤكدة.
وسجل إنتاج النفط في قازاخستان خلال العام الماضي ارتفاعًا إلى مليون و860 برميلًا، بعدما بلغ 1.857 مليون برميل يوميًا خلال عام 2020.
وعزز من تفاقم الأزمة الأخيرة عجز الإمدادات، والتداول الإلكتروني لغاز النفط المسال؛ ما رفع تكلفة المنتجات النفطية بالتزامن مع زيادة الطلب.
وارتفع الطلب على غاز النفط المسال في قازاخستان خلال العام الماضي، إلى 1.6 مليون طن (بنسبة 14% على أساس سنوي)، في ظل ثبات الإنتاج، ودفع ارتفاع الأسعار مقابل زيادة الطلب نحو تأجيج الاحتجاجات.
اقرأ أيضًا..
- مخزونات البنزين الأميركية تواصل الارتفاع.. ومخزونات النفط تنخفض
- أرامكو السعودية تعلن صفقة استحواذ واستثمارات جديدة في بولندا
- الطاقة المتجددة في ألمانيا تشكل 80% من مزيج الكهرباء بحلول 2030