الطاقة الشمسية تفشل في كسب ثقة الأميركيين (استطلاع)
اختلاف مواقف المواطنين حول الطاقة المتجددة
نوار صبح
- يشعر الناس بقلق متزايد بشأن أزمة المناخ وضرورة التخلص من الوقود الأحفوري
- مواقف المواطنين في الولايات المتحدة تجاه الطاقة الشمسية متباينة ومتغايرة
- تتمتع الطاقة الشمسية بالعديد من المزايا المهمة مقارنة بحرق الوقود الأحفوري
- يُعدّ القبول والدعم العامان للطاقة الشمسية من المحددات المهمة للتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون
تختلف مواقف المواطنين في الولايات المتحدة الأميركية تجاه الطاقة الشمسية، إذ يشعرون بقلق متزايد بشأن أزمة المناخ، وضرورة التخلص من الوقود الأحفوري من محفظة الطاقة العالمية.
وهذا يعني التحول إلى الطاقة المتجددة لتقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن المنازل والشركات والحكومات الأميركية. ونتيجة التطور والتحول المستمرين في نظام الطاقة تبرز تصورات عامة متباينة بشأن مصادر الطاقة المختلفة.
وأشار مقال بعنوان "إيضاح مواقف الناس تجاه الطاقة الشمسية" للباحثة والكاتبة في شؤون العدالة البيئية لدى موقع "كلين تكنيكا"، الدكتورة كارولين فورتونا، إلى أن مواقف المواطنين في الولايات المتحدة تجاه الطاقة الشمسية متباينة ومتغايرة تبعًا لاعتبارات اقتصادية واجتماعية وبيئية وجغرافية.
مواقف الأجيال
تتمتع الطاقة الشمسية بالعديد من المزايا المهمة مقارنة بحرق الوقود الأحفوري، مثل الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتنويع في إمدادات الطاقة، واستقلالية الطاقة الإقليمية والوطنية، إذ يُعدّ القبول والدعم العامين للطاقة الشمسية من المحددات المهمة للتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون.
وتميل استطلاعات الرأي إلى الإشارة إلى أن الطاقة الشمسية تحظى بمستوى عالٍ من القبول الاجتماعي والسياسي، وتُفضَّل على مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، وفقًا لما نشره موقع "كلين تكنيكا" الأميركي المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة.
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة "صن باور" الأميركية للطاقة الشمسية عن بعض الاتجاهات المثيرة للاهتمام حول مواقف الأجيال المختلفة من مواطني الولايات المتحدة، ونهجهم تجاه أزمة المناخ ومواقفهم من الطاقة الشمسية.
تأثير الأسرة في البيئة
يشعر جيل الألفية والجيل z، الذين ولدوا في أوائل عقد الثمانينيات الماضي أو ما بعده، بالقلق بشأن بصمتهم البيئية، إذ يقلق 73% بشأن تأثيرهم عدة مرات شهريًا أو أكثر.
وعلاوة على ذلك، لا يبدي الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1946 و1964 الاهتمام نفسه، إذ أجاب 65% منهم أنهم يفكرون في الأمر مرة واحدة في الشهر أو أنه لا يخطر ببالهم نهائيًا.
أمّا فئة الجيل x، من مواليد 1965-1976، والنسبة المتبقية من مواليد جيل الألفية فيأتون في المنتصف، إذ يقلق 56% منهم بضع مرات شهريًا أو أكثر بشأن البصمة البيئية، ويقلق 37% مرة واحدة في الشهر أو أنه لا تخطر ببالهم نهائيًا.
- أميركا.. سعة الطاقة الشمسية المجتمعية تشهد طفرة كبيرة
- الطاقة الشمسية في أميركا.. توقعات نمو الصناعة مُعلّقة على "مشروع قانون"
وعند سؤالهم عما إذا كانوا يعتقدون أنهم أكثر أو أقل وعيًا بالبيئة من جيرانهم، قال 79% من جيل الألفية والجيل z إنهم أكثر وعيًا بالبيئة إلى حد ما.
ويعتقد 57% من الجيل x و37% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 49 و67 عامًا أنهم أكثر وعيًا بالبيئة من جيرانهم.
ومن المرجح أن تؤيّد الفئة العمرية بين 49 و67 عامًا إعادة التدوير، وأن يستخدم 61% منها أكياسًا قابلة لإعادة الاستخدام للتسوق، وتمثّل نسبة 26% خليطًا من الآراء، وهي نسبة أعلى من أي جيل آخر يؤيد هذه الإجراءات.
ويتميز جيل الألفية والجيل z بأعلى النسب المئوية للأشخاص الذين يتبرعون للمنظمات البيئية (40%)، ويتناولون الأغذية النباتية (31%)، ويملكون السيارات الكهربائية (24%).
وبدَوْره، مثّل الجيل x أعلى نسبة من الأشخاص الذين من المحتمل ألا يتخذوا أي خطوات على الإطلاق (10%)، وفقًا لما نشره موقع "كلين تكنيكا" الأميركي المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة.
الريادة في مجال الطاقة الشمسية
يتصدر الجيل z ومواليد الألفية غالبية من لديهم ألواح للطاقة الشمسية في المنازل، وينتسب 70% من المستطلعين الذين لديهم حاليًا ألواح شمسية في منازلهم إلى جيل الألفية أو الجيل z.
وبالمقارنة، فإن 18% من مالكي الألواح الشمسية هم أعضاء في الجيل x، في حين أن 12% فقط هم ممن تتراوح أعمارهم بين 49 و67 عامًا.
وأجاب 52% من الفئة العمرية بين 49 و67 عامًا أنهم يفكرون في الحصول على الطاقة الشمسية، وهو مؤشر واعد للمستقبل.
معارضة الطاقة الشمسية
تبدأ معظم عمليات تطوير الطاقة الكهروضوئية بتحليل ملاءمة الموقع، إذ يُراعي عدد من المتغيرات، مثل: الانحدار والمظهر ومساحة الأرض، وتوزيع المناطق باستخدام نظام المعلومات الجغرافية (جي آي إس).
وفي كثير من الأحيان، يبرز سجل حافل بمعارضة المجتمع لتطوير الطاقة الشمسية في المناطق نفسها التي تراعي الاعتبارات التقنية.
وسعت دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى تسليط الضوء على الأسباب الكامنة وراء المعارضة المحلية للمنشآت الشمسية في صحراء موهافي.
وتبيّنَ أن أحد الاستنتاجات المهمة لهذا المشروع يكمن في اكتشاف التناقض بين الدعم الواسع لتطوير الطاقة النظيفة على مستوى الولاية والمستوى الوطني والشك على المستوى المحلي، أو ما يُعرف باسم معارضة السكان المحليين للتطوير المقترح في منطقتهم.
- أميركا.. الطاقة الشمسية تؤدي دورًا حاسمًا لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء
- أميركا.. الطاقة الشمسية تؤدي دورًا حاسمًا لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء
ومن جهة ثانية، يقبل مؤيدو الطاقة الشمسية تطوير ألواح ومزارع الطاقة الشمسية على مقربة من أماكن إقامتهم بسبب الوظائف والمزايا العامة التي ستجلبها إلى المنطقة.
وأوضحت الدراسة أنه كان هناك تركيز كبير على تحديد مواقع الألواح الشمسية التي تُعدّ ذات قيمة، مثل الأراضي الرطبة وموائل الحياة البرية وطرق هجرة الأحياء البرية ومناطق الترفيه.
ونتيجة تشغيل 44 محطة للطاقة الشمسية للاستخدام الصناعي في ولاية كاليفورنيا، قد يبدو أن ملاءمة الموقع بدلًا من المعارضة العامة ستحدد إمكان تركيب الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
وذكرت الباحثة والكاتبة في شؤون العدالة البيئية لدى موقع "كلين تكنيكا"، الدكتورة كارولين فورتونا، أن الأعراف والمواقف الاجتماعية لها تأثير كبير على طريقة تشكُّل المواقف الفردية تجاه اعتماد الطاقة الشمسية.
اقرأ أيضًا..
- أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا.. استعدادات لبدء الإنتاج
- تقرير حديث يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 90 دولارًا