توقعات الطاقة العالمية في 2022.. تزايد منتظر باستكشافات النفط والغاز
نوار صبح
أصدر رويال بنك أوف كندا تقريرًا بشأن توقعات الطاقة العالمية في 2022، أورد توقعات المحللين بشأن النفط والغاز والكهرباء والمعادن في العالم.
وتضمّن التقرير، الذي صدر في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، نظرة متفائلة تجاه مخزونات الطاقة في عام 2022، التي ستنعكس بشكل قوي على أسعار النفط الخام.
كما تطرّق رويال بنك أوف كندا (شركة خدمات مالية كندية متعددة الجنسيات، معنيّة بتقديم الخدمات المصرفية للمستثمرين) إلى مشروعات الاستكشاف والإنتاج في قطاعات النفط والغاز، وكذلك مبادرات نقل وتحول الطاقة، والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، بجانب تحليلات متعددة.
الاستكشاف والإنتاج حول العالم
أفرد التقرير تحليلًا بعنوان "الاستكشاف والإنتاج الدولي"، أشار فيه إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز في 2021 أدى إلى التخفيف من الآثار التي سبّبها التوجه نحو إزالة الكربون للمحافظ الاستثمارية في هذا القطاع، إذ ارتفعت التوقعات -التي كانت منخفضة- بنسبة 23% منذ بداية العام.
وأوضح التحليل أن التحوط "المفرط"، أي تدارك انخفاض أسعار السلع بين سوق وأخرى، بجانب وضع بعض المواصفات -بحسب البلد-، كان من بين العوامل التي خففت من آثار التوجّه نحو إزالة الكربون.
أبرز توقعات الاستكشاف والإنتاج لعام 2022
بيّن تقرير توقعات الطاقة العالمية في 2022 -الصادر مؤخرًا عن رويال بنك أوف كندا- أن الاهتمام سينصبّ على منهجيات التقييم في عام 2022.
وأوضح أن تقييم الشركات الصغيرة يعتمد على مجموع صافي قيمة أصولها، في حين أن تقييم الشركات الكبرى، التي تعاني أنشطتها من عدم الاستقرار، سيعتمد على "مضاعفات التدفق".
وتوقّع التقرير أن يظل التدفق النقدي الحر معيارًا مهمًا في عام 2022، إذ سيساعد إنتاج أولى كميات الغاز من حقل كاريش قبالة سواحل إسرائيل في منتصف العام الجاري على تعزيز إنتاج شركة إنرجيان اليونانية، وكذلك عائداتها.
كما أن نهاية 2022 ستكون الموعد النهائي الرئيس للمطورين في النرويج، الذين يتطلعون إلى تأمين حوافز ضريبية مؤقتة لمشروعات التطوير الجديدة؛ إذ من المتوقع أن تزداد الخطط المقدّمة لتطوير المكامن النفطية، لا سيما شركة النفط النرويجية (آكربي بي)، التي ستنشط في هذا المضمار.
وتوقّع التقرير أن توافق الحكومة الكينية على مشروع شركة تولو في حوض لوكيشار، عام 2022، مقدّمةً لصفقة مهمة، إذ يوجد توجّه إلى تقليل مخاطر الخسارة في المشروع، لضمان الموافقة على تطوير حقول النفط في الحوض.
وستجعل إعادة تنظيم المَحافظ الاستثمارية الشركات الأخرى قادرة على وضع خطط لإزالة الكربون من مَحَافظ الطاقة لديها، في حين ستسعى شركات الاستكشاف المخصصة للإنتاج إلى الاستفادة القصوى من التكامل الضريبي والتشغيلي، حسب تقرير توقعات الطاقة العالمية في 2022.
ونظرًا للتحول في قطاع استكشاف النفط والغاز، من التسهيلات المتنوعة إلى السندات، توقّع التقرير تراكم السيولة في الموازنات العمومية.
كما سيشهد عام 2022، بحسب تقرير توقعات الطاقة العالمية، اغتنام المنتجين الذين باشروا خفض الكربون وتقليل التكلفة، لفرصة المساهمة في استثمارات تحوّل الطاقة من خلال تقنية احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون ومشروعات الطاقة المتجددة، وكهربة حقول النفط، وربما توليد ائتمانات "تعويضات" الكربون.
خدمات حقول النفط العالمية
كشف التقرير أن تناقص دعم الآبار المحفورة غير المكتملة يفسح المجال أمام ارتفاع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة، وهو أمر سيعزز عمليات أسطول التكسير الهيدروليكي، ويؤدي إلى تقليل أعداد الآبار المحفورة غير المكتملة خلال العام.
وحافظ تقرير توقعات الطاقة العالمية لعام 2022 على تقديراته الثابتة للإنتاج بـ500 منصة نفط نشطة، مقابل 454 نشطة حاليًا، وهو أمر يدعم توقعات التقرير بعمل عدد أكبر من الحفّارات.
وأشار إلى انخفاض عدد الآبار المحفورة غير المكتملة في الولايات المتحدة بنسبة 34% في عام 2021، متوقعًا ارتفاع نشاط الحقول البرية في أميركا الشمالية، بعد أن تراجع نتيجة انضباط رأس المال المخصص للاستكشاف والإنتاج.
أيضًا، كشف التقرير أن الإنفاق الرأسمالي في نموذج محللي الاستكشاف والإنتاج سيرتفع على أساس سنوي بنسبة 20% تقريبًا في عام 2022، ولكنه سيكون محصورًا بين تضخّم التكلفة والنشاط الزائد.
وقال، إن هناك مخاطر سلبية محدودة على الموازنات، إذا سارت أسعار السلع الأساسية عكس التوقعات، بالنظر إلى معدلات إعادة الاستثمار منخفضة المستوى، التي تراوحت بين 40 و50% فقط، وكذلك محدودية النمو الحالي.
وأوضح أن النشاط الكندي يتسارع بفضل التدفق النقدي القوي للاستكشاف والإنتاج.
ورجّح تقرير توقعات الطاقة العالمية لعام 2022 أن يزيد عدد الحفّارات الكندية بنسبة 21%، مدفوعًا بتحسّن التدفق النقدي للاستكشاف والإنتاج، مع معدلات إعادة استثمار متتابعة نسبيًا في عمليات الاستكشاف والإنتاج تبلغ نحو 50%.
وأضاف أن تشغيل خط الأنابيب إل 3 آر وتوسعة خط أنابيب ترانس ماونتن بسعة 590 ألف برميل يوميًا في أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023، سيمهد الطريق أمام تحقيق نمو متواضع.
نشاط الحفّارات في أميركا والشرق الأوسط
توقّع التقرير أن ينمو نشاط الحفارات الدولية بنسبة 12% في عام 2022، إذ إنه من المرتقب أن يرتفع عدد الحفّارات البرية بنسبة 13%، بقيادة أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، مع استمرار زيادة إنتاج أوبك+ بنحو 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري حتى سبتمبر/أيلول 2022، بالإضافة إلى نمو طويل المدى لدى الدول المنتجة خارج أوبك+.
وذكر أن المناقصات الدولية للمشروعات الكبيرة سوف تتحسّن، ضاربًا المثل بالمشروعات الكبيرة لشركات النفط الوطنية الكندية وشركات النفط العالمية، واتفاقات الاستثمار النهائي.
وتشمل الأمثلة الأخيرة إطلاق أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في قطر (32 مليون طن متري سنويًا للقطاع الشرق من حقل الشمال)، ومشروع غاز الجافورة في المملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليارات دولار.
وأردف تقرير توقعات الطاقة العالمية، أن ارتفاع الإنفاق الرأسمالي على الاستكشاف والإنتاج سيؤدي إلى زيادة إيرادات خدمات حقول النفط، ويحقق ارتفاعًا في الإيرادات بنسبة 20% في عام 2022، مدعومًا بارتفاع عدد منصات الحفر في أميركا الشمالية وباقي مناطق العالم.
كما توقّع أن تتوسع هوامش الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب واستهلاك الدين، بمقدار 290 نقطة أساس في عام 2022، مع ارتفاع خدمات الحفر البرّي للحدّ الأقصى.
وفي إشارة إلى المخاطر، توقّع التقرير انخفاض الطلب على الهيدروكربونات، نتيجة عودة انتشار فيروس كورونا وحالة الركود التي تصاحبه، ما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق على الصناعة، بالإضافة إلى زيادة التدقيق في الإنفاق الرأسمالي على عمليات الاستكشاف والإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- شركة النفط النرويجية "أكر بي بي" تحقق نتائج مالية قوية
- الاكتشافات النفطية في 2021.. طفرة كبيرة في النرويج والصين
- تحول الطاقة يزعزع استقرار قطاع خدمات ومعدات حقول النفط