تقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

الغاز المغربي ينتظر تطوير الاحتياطيات بعد قطع الإمدادات الجزائرية (تقرير)

دينا قدري

أصبح تسويق اكتشافات الغاز المغربي أكثر إلحاحًا من أيّ وقتٍ مضى، بعد وقف الإمدادات الجزائرية منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، في أعقاب قطع العلاقات السياسية بين البلدين.

يبلغ إنتاج الغاز المغربي الحالي 10 ملايين قدم مكعّبة يوميًا من الحقول البرية التي تديرها في الغالب شركة إس دي إكس البريطانية شمال شرقي الرباط، حسبما نقلت مجلة ميس المتخصصة في النفط والغاز.

وبالإضافة إلى التطلع إلى تسريع تطوير الاكتشافات المحلية المتواضعة، يخطط المغرب أيضًا لواردات الغاز الطبيعي المسال.

مشروع شاريوت للغاز

في هذا السياق، أعلنت شركة شاريوت البريطانية، في 15 ديسمبر/كانون الأول، البدء الوشيك لحفر بئر أنشوا-2، في ترخيص ليكسوس على بعد 49 كيلومترًا قبالة ساحل المغرب على عمق 400 متر من المياه، بالقرب من اكتشاف أنشوا لعام 2009.

الهدف هو أن أنشوا-2 ستكون بمثابة بئر تطوير محتملة، والاستفادة من أهداف استكشاف أعمق "بهدف إنشاء قاعدة موارد أكبر للنمو على المدى الطويل"، كما تقول شاريوت.

ستستخدم شاريوت بعد ذلك منصة حفر "ستينا دون" نفسها لإعادة دخول اكتشاف أنشوا-1 الأصلي لشركة ريبسول الإسبانية، بهدف أن يكون هذا بمثابة بئر تطوير ثانية. ومن المقرر أن تستغرق الأعمال 40 يومًا.

وقد أدت التطورات التكنولوجية إلى خفض تكاليف التطوير، إذ سيجري ربط الإنتاج مباشرةً بالشاطئ مع عدم وجود مرافق سطحية بحرية.

استنادًا إلى التغذية المسبقة لشركة شلمبرجيه، تعتقد شاريوت أن تطوير احتياطيات الغاز المغربي الحالية -البالغة 0.36 تريليون قدم مكعّبة- سيكلّف 300 مليون دولار أميركي.

موعد إنتاج الغاز المغربي

قالت شاريوت -في أواخر أكتوبر/تشرين الأول-: إنها وقعت "مذكرة تفاهم بشأن مبيعات الغاز المغربي والشراكة" مع "مجموعة طاقة دولية رائدة".

يتضمن ذلك "صفقة مبيعات ثابتة" مقابل 40 مليون قدم مكعّبة يوميًا على أساس الاستلام أو الدفع لمدة تصل إلى 20 عامًا.

وأضافت شاريوت: "سيتقدم الطرفان في المناقشات بهدف توقيع الاتفاقات النهائية لتنفيذ مشروع تطوير غاز أنشوا مع قرار الاستثمار النهائي المستهدف في عام 2022 وإنتاج أول غاز في عام 2024".

وأشارت -في تصريحاتها- إلى أن الشركة الثانية غير المسماة قد تتخذ حصة في مشروع الغاز المغربي عمومًا.

في نهاية المطاف، تأمل شاريوت في أن النجاح بأهداف أعمق سيمكّنها من مضاعفة الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة 3 مرات لتصل إلى نحو تريليون قدم مكعّبة، كما تتطلع في النهاية إلى احتياطيات تصل إلى 3 تريليون قدم مكعّبة.

خط أنابيب الغاز - الجزائر - المغرب

استثمارات ضخمة

على خلفية الآبار الحالية، تأمل شاريوت أيضًا الانتهاء من تمويل مشروع الغاز المغربي خلال الأشهر المقبلة، وتقول، إنها تلقّت اهتمامًا بتمويل الديون من مؤسسة التمويل الأفريقية و"بنك استثمار متعدد الجنسيات".

تلقّت خطط تطوير شاريوت -التي بدت بعيدة المنال عندما اقتُرِحَت لأول مرة قبل 14 شهرًا- دفعة هائلة، بعد أن ارتفعت أسعار الغاز العالمية، وقطعت الجزائر إمدادات الغاز عن المغرب.

بعد أن أشارت في السابق إلى الحاجة لطرف ثالث لتمويل الحفر، لم تواجه شاريوت -التي تعاني من ضائقة مالية- أيّ مشكلة في جمع 27.5 مليون دولار من عمليات طرح الأسهم هذا العام، ما يمكّنها من "الاستفادة من معدلات الحفّارات المنخفضة"، والمضي قدمًا في عمليات الحفر وحدها.

ويُعدّ المستخدم النهائي الرئيس للغاز هو المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إذ تقع محطته لتوليد الكهرباء ذات الدورة المركبة "تهدرات" -بقدرة 385 ميغاواط- على الساحل من أنشوا.

تُركت محطتا تهدرات وعين بني مطهر لتوليد الكهرباء دون غاز، منذ أن أوقفت الجزائر فجأة الإمدادات في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

بلغت الواردات من الجزائر في العادة ما يزيد قليلًا عن 100 مليون قدم مكعّبة يوميًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن هذا الرقم انخفض إلى 69 مليون قدم مكعّبة يوميًا في عام 2020، و81 مليون قدم مكعّبة يوميًا في 8 أشهر من عام 2021.

جانب من أعمال ساوند إنرجي في حقل تندرارة المغربي
جانب من أعمال ساوند إنرجي في حقل تندرارة - الصورة من صحيفة موروكو سوميت

مشروع ساوند إنرجي للغاز

ستوفر الأحجام الخاصة بحقل أنشوا بديلًا مفيدًا، خاصةً عندما تقترن بصفقة مؤقتة أعلنتها شركة ساوند إنرجي البريطانية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، لتطوير الغاز المغربي.

قالت ساوند إنرجي، إن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وافق على شراء ما يصل إلى 0.35 مليار متر مكعب سنويًا، بما في ذلك 0.30 مليار متر مكعب سنويًا على أساس الاستلام أو الدفع من حقل تندرارة التابع لـ ساوند إنرجي، بموجب صفقة مدتها 10 سنوات.

يقع حقل تندرارة على بعد 120 كيلومترًا جنوب محطة عين بني مطهر، وعلى هذا النحو، سيكون المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب هو العميل الأساس الذي يتيح تطوير المرحلة الثانية لحقل تندرارة.

يبدو الإطار الزمني لدخول هذه الصفقة حيز التنفيذ ضيقًا، مع مهلة 90 يومًا (من 30 نوفمبر/تشرين الثاني) لاستلام تصاريح مختلفة، وإصدار ساوند إنرجي قرار الاستثمار النهائي، والموافقة على خطط العمل على خط أنابيب يربط تندرارة مع خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا.

حقل غاز تندرارة المغربي

الغاز الطبيعي المسال

يأتي الحديث عن المرحلة الثانية من تندرارة إذ لم يُتَّخَذ قرار الاستثمار النهائي بعد في المرحلة الأولى الأكثر تواضعًا، والتي ستشهد إنتاجًا ميدانيًا للغاز الطبيعي المسال، الذي سيُنقل بعد ذلك بواسطة شركة أفريقيا غاز إلى المستخدمين النهائيين الصناعيين في المغرب.

أفريقيا غاز -الشركة المغربية التي يتمثل نشاطها الرئيس الحالي في توزيع غاز النفط المسال- ستتسلّم غازًا طبيعيًا مسالًا يعادل 0.10 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز، بسعر 6-8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، على أساس الأسعار المعيارية للغاز في أوروبا والولايات المتحدة.

من المقرر أن تكون أفريقيا غاز أيضًا الممول الرئيس لتطوير المرحلة الأولى من محطة الغاز الطبيعي المسال صغيرة الحجم، من خلال قرض بقيمة 18 مليون دولار لشركة ساوند إنرجي، بعد أن استثمرت مليوني جنيه إسترليني (2.8 مليون دولار) مباشرةً في ساوند إنرجي في أواخر يوليو/تموز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. يقطر السم الزؤام من قول صاحب المقال الذي كلما تحدث عن كمية الغاز المغربي وصفه (بالمتواضع) و الحال أن فضل الله على هذا البلد كثير و خير أكثر منه ٱت في قابل الأيام.

  2. شكرا للجار الجزائري على قطعك للغاز،، فالمغرب مجبر الآن على ان يبدأ مشاريعه الغازية الكبرى بعد ان كانت مجرد حبر على ورق مدة طويلة بسبب تدفق غازك. نتمنى لكم الخير ونتمنى لبلدنا الخير، فالمنافسة جميلة فقط لا للعدوان والفتن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق