التشيك تلجأ إلى الطاقة النووية للتغلب على أزمة الطاقة
للحفاظ على الاكتفاء الذاتي من الكهرباء
داليا الهمشري
انعكست أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا على الرأي العامّ في التشيك الذي تحوّل بصورة سريعة نحو دعم الطاقة النووية لضمان حفاظ البلاد على الاكتفاء الذاتي من الكهرباء.
وقفز دعم الطاقة النووية إلى 65% في البلاد، إذ يتطلع نحو 93% من السكان إلى ضمان إمدادات الكهرباء، وفقًا لاستطلاع حديث قامت به مؤسسة (آي بي آر إس) للأبحاث.
وتمثّل نسبة دعم الطاقة النووية قفزة كبيرة عن المستوى السابق البالغ 59% خلال الربع الثاني من هذا العام، حسب موقع "دبليو إن إن" المعني بأخبار الطاقة النووية.
انخفاض دعم الطاقة المتجددة
أرجعت المؤسسة البحثية ارتفاع معدل الدعم -جزئيًا- إلى أزمة الطاقة الأوروبية المستمرة وآثارها، بما في ذلك انهيار شركة بوهيميا إنرجي.
ففي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، أوقفت شركة بوهيميا إنرجي -أحد أكبر مورّدي الكهرباء والغاز في جمهورية التشيك- عملياتها، لتصبح أكبر مجموعة في البلاد تنهار في ظل قفزة بتكاليف الكهرباء على مستوى أوروبا.
كما انخفض الدعم لمصادر الطاقة المتجددة بشكل طفيف من 66% إلى 65% منذ الاستطلاع السابق.
انحسار تأييد الغاز والفحم
كان الاستطلاع قد طلب من الناس اختيار تقنية التوليد التي يفضلون أن تنال الحصة الأكبر في قطاع الكهرباء التشيكي، وفضّل 48% منهم الطاقة النووية.
بينما فضّل مصادر الطاقة المتجددة نحو 42%، وهو أكبر تباعد في النِّسب بينهما منذ عام 2016، عندما سجلت مصادر الطاقة المتجددة 46% مقابل 40% للطاقة النووية.
ومع ذلك، تقدّمت التقنيتان النظيفتان إلى حدّ بعيد عن الوقود الأحفوري من الفحم والغاز، فلم يصوّت لصالجهما سوى 4% و6% فقط من الناس على التوالي.
وأُجري الاستطلاع في المدة بين 28 أكتوبر/تشرين الأول و26 نوفمبر/تشرين الثاني، من خلال مقابلات مباشرة ومحادثات عبر الإنترنت والهاتف، مع عينة مؤلفة من 500 شخص.
أمن الطاقة
شاركت مؤسسة (آي بي آر إس) للأبحاث ملخص نتائج الاستطلاع مع الربطة النووية العالمية.
وعلى الرغم من تباين وجهات النظر حول أنواع الطاقة المختلفة، فإن أمن الطاقة ظل مصدر قلق كبير لغالبية الذين شملهم الاستطلاع.
وعبّر نحو 93% من الناس عن إيمانهم بأن جمهورية التشيك يجب أن تظل مكتفية ذاتيًا في مجال توليد الكهرباء.
وفي سيناريو تعتمد فيه الدولة على واردات الكهرباء، تمثّلت المخاوف في زيادة الأسعار بنسبة 76%، والمخاطر الأمنية بنسبة 34%.
انقسام حول الطاقة النووية
تشهد أوروبا انقسامًا منذ 3 سنوات حول ما إذا كان ينبغي إدراج الطاقة النووية ضمن تصنيف الاستثمارات الخضراء.
وأعلنت ألمانيا نيّتها إغلاق جميع المحطات النووية بحلول نهاية العام المقبل، تنفيذًا لقرار اتّخذته المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، عام 2011، بعد كارثة فوكوشيما اليابانية.
بينما ما تزال بريطانيا وفرنسا من أكبر المدافعين عن الطاقة النووية، في قارّة أوروبا، إذ وضع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بناء مفاعلات نووية صغيرة على رأس أولوياته، لضمان أمن الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- مناقصة لتوسعة محطة دوكوفاني النووية في التشيك
- التشيك تحتاج إلى 3 محطات نووية جديدة لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء
- أزمة الأسعار تتصاعد.. التشيك تطالب موردي الطاقة بتوثيق إمداداتهم للعملاء
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط والغاز بجنوب شرق آسيا يتراجع لأدنى مستوى منذ 1998
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل قفزة كبيرة في أكتوبر
- أستراليا تتجه لتوليد الكهرباء بالكامل من مصادر الطاقة المتجددة