غايانا تستهدف إدماج العمال والشركات المحلية في قطاع النفط والغاز
قوانين المحتوى المحلي تعرقل الاستثمارات في القطاع
نوار صبح
- قوانين المحتوى المحلي تهدف إلى دمج مواطني غايانا في صناعة النفط والغاز
- حالة عدم اليقين بشأن قوانين المحتوى المحلي تُسهم في تردد المستثمرين حاليًا
- لا يزال المستثمرون الأجانب غير مطلعين على طريقة تنفيذ قوانين المحتوى المحلي
- لا توجد خطط لبناء مرافق إنتاج الفولاذ في غايانا
باشرت الجمعية الوطنية في غايانا النظر في قوانين المحتوى المحلي المقترحة، في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ بهدف دمج المواطنين في صناعة النفط والغاز الناشئة في البلاد، وزيادة مستوى وجودة وفوائد المشاركة المحلية في سلسلة قيمة قطاع النفط.
وصرّح نائب رئيس غايانا، بهارات جاغديو، مؤخرًا، بأن قانون المحتوى المحلي سيدمج تدريجيًا العمال والشركات المحلية في قطاع النفط والغاز، وفقًا لما نشره موقع "نيوز أميركانز ناو".
وعقدت مجلة "غايانا بيزنس جورنال" وتحالف السياسة الكاريبية، يوم الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جلسة حوار لمناقشة الاعتبارات الإستراتيجية لمتطلبات المحتوى المحلي في قطاع النفط في غايانا، بمشاركة خبراء ومختصين أكاديميين، واستعراض آفاق وتطلعات غايانا المقبلة.
وأشاد أستاذ الأعمال الدولية في جامعة فلوريدا الدولية، الدكتور جيري هار، بهدف الحكومة الرامي إلى تعظيم جودة وفائدة مشاركة أبناء غايانا في سلسلة القيمة لقطاع البترول؛ وشدد على النتائج الإيجابية المحتملة للوصول المفضل والفرص المتاحة لأبناء البلاد.
قوانين المحتوى المحلي
كشفت افتتاحية صحيفة "ستابرويك نيوز" في غايانا، يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن أن حالة عدم اليقين بشأن قوانين المحتوى المحلي الوشيكة والجداول الزمنية المقترحة والإطار التنظيمي تُسهِم في تردد المستثمرين حاليًا.
وأشارت الافتتاحية إلى أنه في حين يسعى القطاع الخاص للحصول على المحتوى المحلي، فلا يزال المستثمرون الأجانب غير مطلعين على طريقة تنفيذ قوانين المحتوى المحلي على أرض الواقع.
وأوضح أستاذ الرياضيات في كلية ميدغار إيفرز الأميركية، الدكتور تيرينس ر. بلاكمان، في مقال بعنوان "متطلبات المحتوى المحلي" نشره موقع "نيوز أميركانز ناو"، أن القانون الذي يفرض أن يوظف مشغلو النفط والغاز 6 مرشحين من غايانا سنويًا لهذا القطاع يؤدي إلى نتائج عكسية.
ودعا إلى أن يقيّم فريق مستقل نموذج متطلبات المحتوى المحلي والأهداف العددية المتوقعة، وأن تلعب مؤسسات مثل جامعة غايانا دورًا حاسمًا في تأطير محادثات متطلبات المحتوى المحلي.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة غايانا أعدت مسودة وثيقة سياسة المحتوى المحلي التي تحتوي على العديد من السمات الإيجابية، مثل: الوصول المفضل والفرص لأبناء غايانا، والحاجة إلى الحوكمة الرشيدة لنجاح نظام إجراءات المواءمة؛ والحاجة إلى دعم تشريعي مناسب للتنفيذ الناجح للسياسات.
وأشار الدكتور تيرينس ر. بلاكمان إلى أن أهداف المحتوى المحلي المقترحة مشكوك فيها، ومن المحتمل أن تعرض فعالية قانون المحتوى المحلي للخطر.
المستويات المستهدفة
قال الأستاذ في كلية ميدغار إيفرز الأميركية، الدكتور تيرينس ر. بلاكمان، إنه بالنظر إلى الأهداف المتعلقة بالمواد والتوريد، تتوقع قوانين المحتوى المحلي المقترحة من المشغلين في قطاع النفط والغاز في غايانا شراء 100% من الأنابيب الفولاذية من شركات غايانية في غضون 10 سنوات.
وأوضح أنه لا يوجد في جورج تاون مصنع للفولاذ، ولا توجد خطط لبناء مرافق إنتاج الفولاذ في البلاد.
وبيّن أن من غير المحتمل أن تؤدي هذه الأهداف إلى تعظيم مستوى وجودة وفوائد المشاركة في سلسلة قيمة قطاع البترول من قبل أبناء غايانا.
ودعا حكومة جورج تاون للتخلي عن المستويات المستهدفة للنسبة المئوية المقترحة في مشروع قانون المحتوى المحلي لعام 2021.
تطوير المهارات
طالب بلاكمان الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي والمجتمع المدني من أجل تحليل الاقتصاد الوطني وتحديد التعليم والتدريب وتطوير المهارات اللازمة لقطاع النفط والغاز.
واقترح أن يحدد هذا التحليل القدرات الحالية لجورج تاون للوصول إلى أفضل مواءمة بين خبرة الموظفين المحليين وقدرات الأعمال التجارية المحلية مع فرص المحتوى المحلي.
وقال إنه يجب على الحكومة والقطاع الخاص تعزيز قدرة أبناء جورج تاون وشركاتها على تلبية المتطلبات الفنية للخدمات النفطية تلبية مستدامة.
وأردف قائلًا إن تعزيز القدرة التنافسية يستلزم أن تستثمر الحكومة وشركات النفط، في وقت واحد، في فرص التعليم والتدريب قصيرة وطويلة الأجل لأبناء البلد، سواء في الخارج أو في مؤسسات جورج تاون في مسار النفط والغاز.
وأكد أهمية أن تركز مبادرات المحتوى المحلي في جورج تاون بالسرعة الممكنة على بناء القدرات التعليمية.
اقرأ أيضًا..
- احتياطيات النفط والغاز.. دراسة تزعم وجود تهديد لثروة السعودية والعراق
- السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.. 6 أسباب لزيادة انتشارها عالميًا