أعطى نمو الطلب على الغاز المسال في آسيا حيوية للصناعة في 2021 حتى الآن، بعد ضربة كورونا العام الماضي.
وتُقدر شركة الأبحاث وود ماكنزي نمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال في آسيا بـ21 مليون طن هذا العام؛ ما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن التعافي بعد أزمة العام الماضي، وأيضًا على المدى الطويل حتى مع تحوّل الطاقة.
وكان لذلك دور كبير في تعزيز مشروعات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي حصلت على قرار الاستثمار النهائي، إلى 50 مليون طن سنويًا هذا العام، مقارنة بنحو 3 ملايين فقط في 2020، بحسب التقرير.
الطلب الآسيوي على الغاز
لعقود من الزمان، كان النمو الاقتصادي السريع في آسيا يعني تزايد الطلب على الفحم والنفط بصفة خاصة، لكن حاليًا تفتح أهداف خفض الانبعاثات الباب أمام استخدام أكثر للغاز، بصفته أقل أنواع الوقود الأحفوري إطلاقًا للانبعاثات.
ومن شأن السياسات الجديدة التي تفضل الغاز على الفحم في توليد الكهرباء أن تخلق فرصًا إضافية للمشترين في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في شمال شرق آسيا.
وتأتي الصين في الصفوف الأمامية لأكبر المستوردين، خاصة مع دعم سياسي قوي يوفر مجالًا أوضح لنمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال.
وفي العام الجاري، ارتفعت واردات الصين من الغاز المسال بمقدار 13 مليون طن، مع توقعات بأن تصل الواردات إلى نحو 100 مليون طن سنويًا بحلول عام 2025، بزيادة 8 ملايين طن سنويًا عن التوقعات السابقة لشركة وود ماكنزي.
وأمام ذلك؛ فإن متغيرات كورونا وتعزيز الطاقة النووية في اليابان وارتفاع الإنتاج في الهند، أبرز المخاطر على توقعات نمو الطلب على الغاز المسال في آسيا، بحسب التقرير.
تعزيز صناعة الغاز المسال
مدعومًا بنمو الطلب، كان هناك انتعاش في نشاط عقود الغاز الطبيعي المسال وكذلك قرارات الاستثمار النهائية للعديد من المشروعات.
وفي 2021، وُقِّعت عقود جديدة لمشروعات الغاز المسال بقدرة تتجاوز 28 مليون طن سنويًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، بحسب وود ماكنزي.
ومن جهة أخرى، حصلت مشروعات حقل الشمال الشرقي في قطر، والبلطيق في روسيا، وسكاربورو في أستراليا على قرار الاستثمار النهائي هذا العام، مع توقع المزيد في الأشهر المقبلة لعدّة مشروعات مثل كوربوس كريستي في الولايات المتحدة.
استمرار ارتفاع الأسعار
تعافت أسعار الغاز الطبيعي المسال هذا العام بأكثر من المتوقع، بل وصلت إلى مستويات قياسية، مع أزمة الطاقة.
وفي عام 2021، دفعت بعض دول جنوب آسيا نحو 40 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لاستيراد شحنات الغاز المسال الفورية، لتلبية احتياجاتها من الطاقة، بحسب وود ماكنزي.
ورغم احتمال انخفاض الأسعار مع نهاية فصل الشتاء، تشير الأساسيات إلى أنها ستظل أقوى لمدّة أطول؛ إذ من المرجح أن تكون عند مستويات أعلى من المتوقع في عام 2025، وفقًا للتقرير.
ويرجع ذلك، إلى زيادة الطلب الآسيوي ونقص الإمدادات والاستثمار المحدود في الغاز الطبيعي المسال بين عامي 2015 و2017.
الغاز المسال الأكثر اخضرارًا
ورغم أن الطلب الآسيوي المتزايد على الغاز يُشجع صناعة الغاز الطبيعي المسال العالمية؛ فإنها لا تزال في حاجة إلى تأمين مستقبل مستدام وصديق للبيئة في ظل الأهداف المناخية.
وترى وود ماكنزي، أن استمرار الطلب على الغاز المسال لا يعني سهولة اختيار الموردين؛ لأنه مع أهداف الحياد الكربوني ستكون الأولوية للمشروعات التي تمضي قدمًا في خفض الانبعاثات.
وفضلًا عن ضرورة الحدّ من الانبعاثات، يجب على المطورين إضفاء مزيد من الشفافية والاعتماد حول انبعاثات الكربون.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي المسال.. ارتفاع قياسي في الأسعار الآسيوية استعدادًا للشتاء
- تراجع إمدادات الغاز الطبيعي المحلية يزيد اعتماد آسيا على الواردات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- انبعاثات أكبر 5 شركات للألبان واللحوم تتجاوز شركات طاقة ودول كبرى (إنفوغرافيك)
- الوضع يزداد سوءًا.. أوروبا تواجه شبح انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء