مباحثات فيينا.. سوق النفط تترقب نتائج مفاوضات إيران والقوى الكبرى
تترقب أسواق النفط ما ستسفر عنه مباحثات فيينا، التي انطلقت اليوم الإثنين، بين إيران والقوى العالمية الكبرى، لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي من شأنه أن يعيد إمدادات الخام الإيرانية إلى الأسواق.
الجولة الجديدة من مباحثات فيينا بدأت في قصر كوبورج في فيينا، بين المفوضية الأوروبية وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران الموقّعين على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل 3 سنوات.
تعدّ الجولة الجديدة من مباحثات فيينا هي السابعة التي تجمع بين الولايات المتحدة وإيران والقوى الأوروبية والصين، إلّا أنها الأولى منذ ما يقرب من 6 أشهر، بعد أن تعطلت محادثات إحياء الاتفاق النووي عدّة مرات خلال الأشهر الماضية.
كانت الجولات الـ6 من المحادثات التي عُقدت حتى الآن غير مباشرة، إذ كان الدبلوماسيون الأوروبيون يتنقلون بشكل رئيس بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين، لأن طهران ترفض الاتصال المباشر بالولايات المتحدة.
النفط الإيراني
في الوقت الذي وصفت فيه الخارجية الإيرانية بعض الدول المشاركة في الجولة الجديدة من مباحثات فيينا بأنها غير جادة في المفاوضات، بل تسعى إلى تهيئة الظروف لاطالة أمد المباحثات النووية، أكد عدد من الخبراء أن الولايات المتحدة ستكون من أكبر الرابحين حال نجاح المفاوضات.
أشار محللون إلى أنه بعد فشل واشنطن في إقناع أوبك+ بضخّ مزيد من النفط لمواجهة ارتفاع الأسعار ولجوئها بالتنسيق مع عدد من الدول إلى السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي، فإن عودة طهران إلى أسواق النفط تضمن ضخّ المزيد من البراميل التي قد تحلّ أزمة نقص المعروض.
أزمة الطاقة والعقوبات
كانت إيران قد أعلنت قبل أيام أنها قادرة على لعب دور رئيس في حل أزمة الطاقة التي تعاني منها العديد من الأسواق العالمية، حال رفع العقوبات الأميركية.
وأشارت إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي منذ 2018 كبّدها خسائر تزيد عن 100 مليار دولار من العوائد النفطية.
وحال نجاح مباحثات فيينا التي انطلقت اليوم الإثنين، فإنها ستسفر عن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 من جديد، وهو ما قد يرفع العقوبات المفروضة على طهران -التي تسبّبت في خفض إنتاج إيران من النفط إلى النصف- وهو ما سيترتب عليه زيادة الصادرات الإيرانية من النفط.
وتتوقع طهران تصدير ما يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام بعد رفع العقوبات الأميركية، فضلًا عن وجود خطط لدى إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيادة الإنتاج والتصدير.
إنتاج النفط في إيران
يشهد إنتاج النفط الإيراني مسارًا صعوديًا في الأشهر الأخيرة، فقد بلغ 2.501 مليون برميل يوميًا خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد زيادة قدرها 10 آلاف برميل يوميًا على أساس شهري، بحسب تقرير أوبك.
ويُقارن ذلك مع إمدادات قدرها 2.492 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، و2.468 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، و2.484 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز 2021.
ويشير محللون إلى أن رفع العقوبات الأميركية حال نجاح مباحثات فيينا قد يعني أن إنتاج الخام الإيراني سيصل إلى 2.95 مليون برميل يوميًا بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول 2021.
كما يتوقع خبراء أن يزيد إنتاج طهران من النفط الخام والمكثفات بنحو 850 ألف برميل يوميًا، حال رفع العقوبات، ليصل الإجمالي إلى 3.55 مليون برميل يوميًا.
ورغم التوقعات الإيجابية، فإن هذه المستويات -سواء الحالية أو المتوقعة- لا تزال أقلّ بكثير عن إمدادات تقارب 4 ملايين برميل يوميًا لإيران قبل فرض العقوبات الأميركية.
وكانت إيران تضخّ ما يصل إلى نحو 4.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات قبل إعادة فرض العقوبات الأميركية في عام 2018.
كانت صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية قد بدأت الارتفاع منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، وهو الاتجاه الذي تزامن مع فوز الرئيس الأميركي، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة العام الماضي، نقلاً عن شركة إتش إف آي للأبحاث.
وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أنه حال نجاح مباحثات فيينا، وتخفيف العقوبات الأميركية، ربما يعود ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني الإضافي للأسواق العالمية في وقت قصير نسبيًا.
موضوعات متعلقة..
- إيران تشترط إلغاء العقوبات الأميركية للوفاء بالتزامات اتفاقية باريس للمناخ
- النفط مقابل السلع.. هل تنجح إيران في التحايل على العقوبات الأميركية؟
- مسؤول إيراني: مستعدون لحل أزمة إمدادات النفط حال رفع العقوبات الأميركية
اقرأ أيضًا..
- حقل الجافورة.. أرامكو تدشن أعمال تطوير أكبر حقول الغاز الطبيعي
- صفقة إيطالية تمهد لتصدير الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا