تحوّل الجزائر إلى الطاقة المتجددة يواجه صعوبات.. وذروة النفط في هذا الموعد (تقرير)

تُعَد الجزائر ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا، ومن بين أكبر 10 منتجين للغاز الطبيعي، إلا أنها تبدو عازمة على أخذ زمام مبادرة تحوّل الطاقة في القارة.

تشكل الطاقة المتجددة 3% فقط من مزيج الطاقة في البلاد، بينما يمثل الوقود الأحفوري 97% من توليد الكهرباء، والغالبية العظمى من الغاز.

وفي مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء وتناقص موارد الغاز والنفط، يعتمد المسؤولون في الجزائر على طاقة الرياح والطاقة الشمسية الهائلة التي اكتُشِفَت ولكن لم يُستفَد منها بشكل كامل حتى الآن.

إلا أن طريق الجزائر نحو الطاقة المتجددة يبدو مليئًا بالتحديات، التي بدأت البلاد في مواجهة بعضها لتحقيق هدفها نحو تحوّل الطاقة.

تحقيق ذروة النفط

في هذا السياق، أشارت منصة "ليكسولوجي" -المتخصصة في تقديم تحديثات قانونية دولية- إلى أن الخبراء يعتقدون أن البلاد ستصل إلى "ذروة النفط" بين عامي 2035 و2040.

وفي تحليلها لمستقبل قطاع الطاقة في الجزائر، رسمت "ليكسولوجي" صورة آفاق هذا القطاع، خاصةً الموارد الطبيعية في السنوات الـ10 المقبلة.

وخلصت الدراسة إلى أنه "يبدو أن تحوّل الطاقة في السنوات الـ10 المقبلة سيشمل بشكل أساسي تطوير الطاقة المتجددة"، حسبما نقلت صحيفة "المغرب" الناطقة باللغة الفرنسية.

تحوّل الطاقة في الجزائر

أشار مؤلفو دراسة "ليكسولوجي" إلى أن "قضية تحوّل الطاقة أصبحت من أولويات الحكومة الجزائرية منذ عام 2011. وأن انتقال الجزائر إلى نموذج جديد للطاقة هو جزء من إنشاء برنامج لتطوير الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الحوافز".

وأوضحوا أن الهدف في البداية من برنامج تطوير الطاقة المتجددة كان تركيب قدرة 22 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ومن ثم "يجب أن يأتي 37% من السعة المركبة و27% من توليد الكهرباء المحلية من الطاقة المتجددة"، بحلول ذلك الوقت.

برنامج تطوير الطاقة المتجددة

تهدف المرحلة الأولى (2015-2020) إلى الوصول إلى قدرة 4 آلاف ميغاواط، من الخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح مع نحو 60 محطة لتوليد الكهرباء، فضلًا عن 500 ميغاواط من الطاقة الحيوية والتوليد المشترك للطاقة الحرارية الأرضية.

وعلى الرغم من ذلك؛ فإنه "لم يُحترَم أبدًا الجدول الزمني لتنفيذ هذا البرنامج"، حسبما كتب مؤلفو الدراسة.

إذ من بين جميع المشروعات التجريبية التي يبلغ مجموعها 110 ميغاواط المخطط لها، نُفِّذَت 3 مشروعات فقط، بقدرة إجمالية 36 ميغاواط.

ويشمل ذلك محطة توليد الكهرباء "حاسي-الرمل" الهجينة (25 ميغاواط من الطاقة الشمسية المركزة)، ومحطة غرداية للطاقة الكهروضوئية (1.1 ميغاواط)، ومحطة طاقة الرياح بقدرة 10.2 ميغاواط في كابيرتين.

مع ذلك، لاحظت "ليكسولوجي" أن الجزائر تراجعت في تحويل نموذج الطاقة الخاص بها على النحو المخطط له في البداية.

وذلك على الرغم من أن المرحلة الثانية (2021-2030) تهدف إلى تحقيق قدرة 16.5 غيغاواط من الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية المركزة، بالإضافة إلى 1 غيغاواط من الطاقة الحيوية والتوليد المشترك للطاقة الحرارية الأرضية.

تحديات وتوصيات

أشارت "ليكسولوجي" إلى أن التحديات متعددة، ولا يمكن تحقيق نجاح تحوّل الطاقة إلا إذا استُوفِت أساسيات معينة.

إذ تُعد رواسب الموارد المتجددة في الجزائر -التي صُنفت من بين الاحتياطيات الرائدة في العالم- وامتدادها الإقليمي الذي يسمح لها بالاستفادة من الرؤية المستقبلية لسياسة الطاقة الحالية، غير كافية للانتقال إلى الطاقة المتجددة.

علاوةً على ذلك، قدّرت الدراسة أن "الحكومة تُبطئ تطوير مشروعات الغاز الصخري في جنوب الجزائر".

إذ هناك مخاطر التلوث البيئي؛ فالصحراء الجزائرية تحتوي على منسوب مائي يبلغ 45 ألف مليار متر مكعب من المياه العذبة، والحيوانات، والنباتات، والسكان الذين يعتمدون بشكل كبير على هذا النظام البيئي.

ومن بين الإجراءات الموصى بها، تحدثت الدراسة عن تحديد المكونات التي ستُصَنع محليًا عن طريق استثمارات واسعة النطاق، ونقل التكنولوجيا، ولا سيما فيما يتعلق بالتصنيع المحلي للمعدات الإستراتيجية.

كما أشارت إلى إنشاء مدارس ومعاهد المهندسين والفنيين المتخصصين في الطاقات التقليدية أو المتجددة، وإقامة شراكات إستراتيجية، والشفافية في تنفيذ المشروعات، ومصداقية المؤسسات.

فرص الاستثمارات

في نظرتها إلى فرص الاستثمار الرئيسة في قطاعي الطاقة والموارد الطبيعية على مدى الـ5-10 سنوات المقبلة للجزائر، توقعت ليكسولوجي أن تكون "الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وبشكل أكثر تحديدًا في الطاقة الكهروضوئية، أولوية للسلطات الجزائرية في السنوات المقبلة".

وفيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، كتبت ليكسولوجي: "احتفل وزير انتقال الطاقة المتجددة السابق (شمس الدين شتور) بيوم الهيدروجين الأخضر في 19 أبريل/نيسان 2021، معلنًا إمكان استبدال الهيدروجين بالغاز الطبيعي في مزيج الطاقة".

وأوضحت أن "الفكرة ستكون ذات صلة، بقدر ما تكون شبكة أنابيب الغاز التي تنقل الغاز يمكن تعديلها لتوصيل الهيدروجين إلى أوروبا. لكن هذا المشروع الطموح لن يتحقق حتى عام 2030".

إلا أن الجزائر تغلبت على العوائق التنظيمية والاقتصادية، حسبما أكدت وكالة "ديا أفريك" في تقرير نشرته.

إنجاز كبير

بالنسبة لصناعة الطاقة المتجددة، أُلغِيت قاعدة تتطلب من أي مستثمر في البلاد أن يشترك مع شريك جزائري كبير، وهو إجراء قوبل بإشادات عالمية.

وكان الإنجاز الكبير الآخر هو استخدام منتجي الطاقة المستقلين لإنشاء المشروعات.

فهذه الإستراتيجية -التي تستند إلى توقيع صفقة طويلة الأجل لشراء الكهرباء بين الدولة والجهة الفاعلة الخاصة- تُمكّن الأخيرة من الوصول إلى التمويل الدولي، الذي كان حتى الآن عقبة في الجزائر.

موضوعات متعلقة..

• تقرير رسمي: الجزائر تحقق طفرة في صادرات الغاز.. وقطر تتراجع
• الغاز النيجيري.. حلقة جديدة في الصراع بين الجزائر والمغرب
• أول إعلان عن وساطة بين الجزائر والمغرب لحل أزمة إمدادات الغاز

اقرأ أيضًا..

• لماذا تجب زيادة دعم الدول النامية في مواجهة المناخ؟ (تقرير)
• سولانا.. عملة مشفرة أقل استهلاكًا للطاقة من البيتكوين والإثيريوم
• شراكة بين شل ونيو الصينية للتوسع في محطات استبدال بطاريات السيارات الكهربائية