أزمة الطاقة.. الفحم يتصدر المشهد بعد موجة ثلجية تضرب العالم (فيديو)
مي مجدي
تتفاقم أزمة الطاقة وتشتد حدتها في وقت تواجه فيه أجزاء من العالم موجة ثلجية قارسة، وسط توقعات بزيادة حدتها خلال فصل الشتاء.
ودفعت المخاوف من نقص الطاقة وزيادة الطلب الحكومات إلى زيادة حرق الفحم، مثل الصين، أو العودة إلى استخدامه بعدما تخلصت من إدمانه كما هو الحال في إسبانيا اليوم.
إسبانيا
ضربت موجة ثلجية شديدة أجزاء من البلاد، إذ دفعها ذلك إلى العودة لتشغيل محطة تعمل بالفحم.
كما دفع الطلب المتزايد على الكهرباء شركة الطاقة "إنديسا" إلى إعادة تشغيل محطة فحم أُغلقت منذ يوليو/تموز بوصفها خطوة لخفض الانبعاثات الأوروبية، بحسب موقع إلكتروفيرس.
#Spain's northern areas have been hit by heavy snow this week.🌨️❄️
More on the way for the high ground in central & northern parts today.
An area of low pressure continues to bring unsettled weather to SW #Europe & W Mediterranean. pic.twitter.com/yWzvEQfX8l
— BBC Weather (@bbcweather) November 24, 2021
وتزامن الارتفاع الحاد في أسعار الغاز العالمية واجتياح أزمة الطاقة في القارة الأوروبية مع عمليات صيانة 3 محطات للطاقة النووية وانخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية بسبب قلة هطول الأمطار.
ولمساعدة الشبكة على التكيف، استأنفت إنديسا عملياتها يوم الإثنين الماضي في وحدة لتوليد الكهرباء من محطة فحم "آس بونتس" التي تبلغ طاقتها 1400 ميغاواط في منطقة غاليسيا الشمالية الغربية.
وقال متحدث باسم الشركة إنه يصعب تحديد موعد لإغلاق المحطة مرة أخرى.
وأضاف أن الشركة تسعى للحصول على موافقة الحكومة منذ 2019 لإغلاق المحطة بوصفها جزءًا من خطتها للتخلص التدريجي من الفحم، تماشيًا مع تعهد إسبانيا بإنهاء توليد الكهرباء من الفحم بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من أن الفحم يمثل نسبة ضئيلة في مزيج الطاقة (أقل من 2%)، فإن عودة المحطة تمثل تناقضًا مع جهود جارتها البرتغال، التي أغلقت آخر محطة فحم في نهاية الأسبوع الماضي.
وبنهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انخفضت عمليات حرق الفحم في إسبانيا بنسبة 16% مما كانت عليه من العام الماضي.
ومع اقتراب أسعار الغاز الطبيعي من مستويات قياسية واندلاع أزمة الطاقة، بدأت العديد من البلدان الأخرى التحول إلى استخدام الفحم مؤقتًا.
وأظهرت بيانات أن توليد الكهرباء من الفحم في الاتحاد الأوروبي قفز بنحو 18 ألف غيغاواط/الساعة في الربع الثالث، حتى مع انخفاض إجمالي استخدام الوقود الأحفوري بمقدار 16 ألف غيغاواط/الساعة، أو نحو 7% عن العام السابق.
الصين
ضربت العواصف الثلجية المقاطعات الشمالية الشرقية للصين، وكانت "هيلونغجيانغ" و"جيلين" من بين المقاطعات الأكثر تضررًا، وسرعان ما أعلنت الحكومات المحلية تعرضها لكارثة مناخية من الدرجة الثانية، وسمح ذلك لهم بالإفراج عن تمويل الإغاثة في حالات الطوارئ.
وتسببت الثلوج في إغلاق المدارس والطرق، وتعليق الرحلات الجوية.
وبدورها، قالت السلطات المحلية إنها تسارع لضمان إمدادات الطاقة والغذاء وإصلاح الأضرار في المناطق التي عانت انقطاع التيار الكهربائي في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأظهرت بيانات رسمية أن حجم إمدادات الفحم شهد زيادة في شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، لضمان استقرار الإمدادات خلال فصل الشتاء.
وخلال النصف الأول من هذا الشهر، بلغ المتوسط اليومي لعدد القطارات المحملة بالفحم الحراري قرابة 62 ألفًا و900 بزيادة 31.8%، مقارنة بالمدة نفسها في العام الماضي، بحسب وكالة شينخوا الصينية.
وبنهاية أكتوبر/تشرين الأول، نقلت شركة الشحن التابعة لشركة تشاينا إنرجي، القوة الرئيسة للنقل البحري للفحم في البلاد، 170 مليون طن متري من الفحم هذا العام، بزيادة قدرها 25.6% عن العام السابق.
اليابان
شهدت اليابان -أيضًا- سقوط الثلوج على عدد من المناطق الشمالية والغربية في البلاد أمس الأربعاء.
وتشير توقعات وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إلى أن المناطق الغربية ستشهد سقوط ثلوج أكثر من المعتاد في المدة ما بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط.
واعتادت اليابان الاعتماد أساسًا على محطات الكهرباء العاملة بالنفط في السبعينيات، لكن انخفض إلى أقل من 5% بحلول عام 2019 مع تنوع مصادر الوقود في البلاد مثل الفحم والغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية.
ورغم أن اليابان تسارع لغلق المحطات التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030، فإن شركات الطاقة تقاوم هذا المخطط.
وخلال هذا الشهر، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز لشركات يابانية تشغل وحدات كهربائية قديمة تعمل بالفحم، من بينها شركتا "هوكايدو" و"هوكوريكو إلكتريك باور".
وقال متحدث باسم شركة هوكوريكو إلكتريك إن الشركة تعتزم غلق وحدة فحم واحدة فقط بقدرة 250 ميغاواط في عام 2024.
وتابع: "محطات الطاقة الحرارية العاملة بالفحم تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على إمدادات الكهرباء المستقرة".
اقرأ أيضًا..
-
مصر وإسرائيل تدرسان تصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز بين البلدين
-
العراق يحذر من انهيار أسعار النفط في حالة ضخ كميات إضافية